اشتعال الحرب مجددا بين السعودية وإيران.. التحالف العربي يهدد بضربات عسكرية وطهران تلوح بالنووي.. الرياض تراهن على الدول العربية والشيعة يحتمون بأمريكا

الثلاثاء، 12 يناير 2016 08:34 م
اشتعال الحرب مجددا بين السعودية وإيران.. التحالف العربي يهدد بضربات عسكرية وطهران تلوح بالنووي.. الرياض تراهن على الدول العربية والشيعة يحتمون بأمريكا
السعودية وإيران
عبير صادق

اشتعلت الأزمة مجددًا بين إيران والسعودية، وانتقلت الحرب الكلامية بين الجانبين إلى الساحة العسكرية، بعد أن انحصرت في المرجعية الدينية (السنة - والشيعة) على مدار تاريخ الدولتين، ومؤخرا تبادل كلاهما التهديدات واستعرضا قوتهما العسكرية.. وترصد "صوت الأمة"، أسباب الاحتقان وتاريخ الأزمات بين الرياض وطهران.

منذ 30 عامًا نشبت خلافات تاريخية بين السعودية وإيران، بسبب المرجعية الدينية للبلدين، فالسعودية معروفة بمرجعيتها السنية وإيران دولة شيعية، وما صعد حدة التوتر أكثر فى العلاقات بين البلدين، محاولة طهران التدخل فى شؤون دول الشرق الأوسط منذ اندلاع ثورة إيران عام 1979، ومحاولة تصدير ثورتها إلى دول الجوار.

القضية اليمنية:

وتطور النزاع بين إيران والسعودية، وظهر جليًا في الأزمة اليمنية، حيث تسعى الأولى إلى فرض سيطرتها بدعم الحوثيين بشكل مستتر فى حرب اليمن ودورها فى الإطاحة بالرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى وتوجيه هجمات إرهابية بالصواريخ وإسقاط جنود سعوديين على الحدود السعودية اليمنية بتمويل إيرانى.

مصالح إيران والسعودية في الأزمة السورية:

تختلف السعودية وإيران على بقاء الأسد، حيث ترى الأولى وجوب تطبيق مرحلة انتقالية، دون الأسد، ولذلك تدعم الجماعات المتمردة التي تقاتل النظام السوري وداعش وتهدف للإطاحة بالأسد مثل الولايات المتحدة، ومن غير المتوقع أن تقبل بقاءه، بينما تدعم إيران الأسد بالمال والسلاح والمقاتلين، ويقول بعض المحللين إن قوات الحكومة السورية تعتمد على الضباط الإيرانيين كالعقل المدبر لمعاركهم، وتأثر ذلك بعد وفاة قائد إيراني كبير في سورية.

حيل إيرانية لضرب السعودية

عند وقوع أى أزمة تخص الشيعة، تنتهز إيران الفرصة وتقوم بشن حملة عنيفة ضد السعودية، وتتبع منهج "تسييس" الأحداث بإضفاء أبعادًا سياسية على الحدث وأبراز الأزمات بشكل غير مسبوق، على الرغم من أن بعض الأزمات تكون خاصة بالشأن السعودى الداخلى، وفى حادث تدافع الحجاج بمنى، أدلت إيران بعدة تصريحات عنيفة، أدانت فيها السعودية بشدة، على الرغم من مقتل أشخاص من مختلف الجنسيات بالحادث.

الأزمة الأخيرة التى أشعلت الحرب

اشتعلت الأزمة بين السعودية وإيران، بعد تنفيذ حكم الإعدام بحق 47 إرهابيًا، وخاصة إعدام الشيخ الشيعي السعودي "نمر باقر النمر"، وأكدت السعودية فى بيان رسمي لها يفيد بتنفيذ الحكم علي الإرهابيين التابعين لتنظيم القاعدة، ووصفت إيران الحكم بـ"القصاص"، واتهم الإعلام الرسمى والمسؤولين الإيرانيين السعودية بدعم الإرهاب، فيما هددت طهران بقطع العلاقات مع الرياض، وتكهن أحمد خاتمي، عضو مجلس خبراء القيادة في إيران وإمام جمعة طهران العاصمة بأن تكون هناك تداعيات كبيرة، واستعدت السعودية السفير الإيراني لدى المملكة.

وحملت وزارة الخارجية السعودية، الحكومة الإيرانية المسؤولية كاملة حيال حماية سفارة خادم الحرمين الشريفين في طهران، وقنصلية المملكة في مدينة مشهد، وحماية أمن كافة منسوبيها من أي أعمال عدوانية، وذلك بموجب الاتفاقيات والقوانين الدولية، وفقًا لما قالته قناة "العربية".

فلم تجد السعودية أمامها سوي قطع علاقاتها مع إيران للمرة الأولى منذ عام 1988 حتى 1991، حينما حاول إيرانيون إقتحام الحرم المكى واحتلاله والتظاهر فيه، مما أسفر عن مصرع أكثر من 400 شخص، فقررت السعودية قطع العلاقات.

مراهنة على الحلفاء وتهديدات

الدول الحليفة لإيران: أمريكا وسوريا ولبنان والمغرب.
الدول الحليفة للسعودية: البحرين والسودان والإمارات.

تهديدات إيران للسعودية:

كانت آخر التهديدات الإيرانية للسعودية، ما جاء على لسان قائد القوة البرية في الجيش الإيراني، العميد أحمد رضا بوردستان، الذي هدد المملكة بـ"ضربة عسكرية إن لم تكف عن القتال في اليمن، ودعا بوردستان الرياض إلى "الكف عن قتال إخوانها في اليمن"؛ وقال "إنها تخوض بذلك حرب استنزاف؛ قد تعرضها لضربات قاضية"، على حد تعبيره.

هددت السلطات الإيرانية بـ"تأديب" السعودية، وفق ما نقلته وكالة أنباء "تسنيم" الإيرانية حيث أكد قائد بحرية الحرس الثوري الإيراني الادميرال علي فدوي، ردا على استغلال السعوديين لسياسة إيران بضبط النفس، بأنه إذا بلغت الخباثة حدًا في ألا تكون سياسة ضبط النفس تكليفا إلهيا، فإن الواجب يقتضي تأديب من لا يمتلكون فهما لحساب مصالحهم بصورة صحيحة".

وقال إن "الشعب الإيراني صمد في مواجهة أمريكا وحلفائها، وحين تثبت القوة لمجابهة الشيطان الأكبر فإن الشياطين الصغار لا شأن لهم ومن المعيب ذكر تهديدات وعداء بمستوى أقل منه"، مضيفا: "قدرات القوات المسلحة والحرس الثوري الإيراني كافية ومتكاملة في تأديب الشياطين الصغار".

تهديدات السعودية لإيران

السعودية هددت إيران إذا أثارت الاضطرابات فسوف تواجهها بحزم وتدمر أسطولها فى باب المندب، حيث قال المتحدث باسم عاصفة الحزم، إن توالي السفن الحربية الإيرانية إلى باب المندب بغرض تسيير الملاحة الإيرانية والحفاظ على مصالحها، أمرًا خطيرًا سيزيد من حدة الموقف، وذلك فى إطار سيطرة من قوات التحالف على المياه الإقليمية اليمنية، وقال المتحدث بإسم "عاصفة الحزم" إنه إذا وجد أى عمل عدائى من قبل هذه السفن الحربية، سيكون لعاصفة الحزم الرد السريع على هذه العملية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة