الإفتاء: «داعش» يسعى لتوظيف معاناة المسلمين في الفلبين

الأربعاء، 06 يناير 2016 03:05 م
الإفتاء: «داعش» يسعى لتوظيف معاناة المسلمين في الفلبين

حذر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية من خطورة التوجه الداعشي نحو شرق وجنوب شرق آسيا، وذلك في أعقاب إعلان جماعة تطلق على نفسها "حركة العدالة بانجسامورو"، وهي حركة فلبينية أعلنت البيعة لتنظيم داعش الإرهابي، وذلك عبر تنفيذ عملية إرهابية كبيرة في جنوب الفلبين راح ضحيتها 9 مدنيين في سلسلة من الهجمات المسلحة استهدفت مواكب الاحتفال بأعياد الميلاد.

واوضح المرصد -في بيان له اليوم الأربعاء- إن التوسع الداعشي نحو شرق وجنوب شرق آسيا يمثل عائقًا جديدًا في الحرب الموجهة ضد التنظيم في معاقله في سوريا والعراق، وهو أمر يسعى التنظيم نحوه، حيث يرتكز التنظيم على استراتيجية أمنية تقوم على الانتشار الواسع بين المناطق والدول والتنقل الدائم والمستمر بشكل يصعب معه القضاء على التنظيم وتركيز الضربات ضده، حتى تتسنى له الفرص والأجواء المناسبة لقيام مناطق الحكم الخاضعة له، حيث تنتشر عناصر التنظيم في الصومال بشرق إفريقيا، وفي نيجيريا والكاميرون في الغرب الإفريقي، وأيضًا لديه نفوذ واسع في الشمال الإفريقي والغرب منه، حيث تمثل ليبيا أحد أبرز معاقله القوية.

كما يمتد النفوذ الداعشي في آسيا بشكل كبير، فبجانب سوريا والعراق، نجد التنظيم منتشرًا بقوة في أفغانستان ليزاحم تنظيم القاعدة في مناطق نفوذها، وأيضًا في بعض دول القوقاز، ومؤخرًا ظهرت بعض الجماعات الصينية الموالية له، وصولًا إلى الفلبين آخر المناطق المنضمة للتنظيم، حيث أعلن التنظيم عن وصوله إلى هناك عبر عملية إرهابية كبيرة راح ضحيتها المدنيين.

ولفت المرصد إلى أن التمدد الداعشي في الفلبين يحمل بين طياته رغبة التنظيم في ضم عناصر جديدة لتعويض خسائره في العراق وسوريا، وخاصة بعد فقدانه مدينة الرمادي الاستراتيجية، والتي تعد ضربة موجعة للتنظيم بجانب الضربات الأخرى التي يلقاها في سوريا، حيث يبلغ تعداد المسلمين هناك نحو 13 مليون مسلم يعاني الكثير منهم من الاضطهاد والتمييز، وهو ما يدفع البعض منهم إلى تبني خيارات العنف لرد الظلم الواقع عليه.

وشدد المرصد على أن الحرب على الإرهاب بشكل عام، وعلى تنظيم "داعش" بشكل خاص تتطلب تعاون وتضافر كافة الدول والهيئات الدولية، حيث لم يعد هناك دول بمنأى عن تهديدات التنظيم أو عمليات الإرهابية، فقد وصلت عناصر التنظيم إلى مختلف الدول عبر عمليات إرهابية مروعة راح ضحيتها المئات من الأبرياء.

كما أكد المرصد على ضرورة مواجهة حملات العنصرية والكراهية الموجهة ضد الإسلام والمسلمين في مختلف المناطق، باعتباره أحد الروافد الهامة لظهور تلك الحركات الإرهابية، مؤكدًا أن دعاية الكثير من التنظيمات الإرهابية والمتطرفة تعتمد بالأساس على التصريحات والممارسات المعادية للمسلمين في مختلف الدول التي يتعرض فيها المسلمون إلى الاضطهاد والتمييز.

وقد رصد المرصد قيام حركة الشباب الصومالية ببث فيلم ترويجي على هيئة فيلم تسجيلي عن انعدام المساواة العرقية بالولايات المتحدة الأمريكية وتعرض المسلمين للعنف والاضطهاد، واستعانت فيه بلقطات وتصريحات للمرشح الرئاسي الجمهوري المحتمل دونالد ترامب.

ودعا المرصد كافة الدول والحكومات المشاركة في التحالف الدولي لمواجهة الإرهاب إلى محاربة التمييز والاضطهاد ضد المسلمين في مختلف المناطق، باعتباره أحد أنجع الحلول في مواجهة الإرهاب والقضاء عليه، وحرمانه من أحد أهم عناصر دعايته وترويجيه.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق