سر تفاحة ستيف جوبز

الخميس، 31 ديسمبر 2015 04:06 ص
سر تفاحة ستيف جوبز
ستيف جوبز

أهداني صديق عزيز في عيد ميلادي الأربعين كتابا عن ستيف جوبز، وكانت هدية غالية على نفسي جدا، نظرا لمكانة هذا الرجل الكبيرة عندي.

وحزنت لفقدان الكتاب بعدها بأيام في إحدى الرحلات إلى مدينة ساحلية أحبها منذ طفولتي، وأحببتها أكثر لما صرت في الأربعين. لكني، في نفس الوقت، سعدت لأني قد أكون سببا في أن شخصا آخر قد يستفيد من هذا الكتاب.

ولا يرجع إعجابي بهذا العبقري إلى إنجازاته التي غيرت قواعد اللعبة في عالم التكنولوجيا فقط، لكن إلى رحلة هذا الرجل وأفكاره التي صنعت كل هذا. حكاية تذكرني بإحدى الحكايات التي سمعناها صغارا، حيث أرسل الجد حفيده في رحلة للبحث عن كنز، وظل الشاب يبحث عن الكنز في رحلة طويلة خبر فيها ما لم يكن ليرى إن مكث في قريته الصغيرة التي تطل على البحر، وعندما عاد الشاب أخبر جده أنه لم يجد الكنز، ولكنه حكى له عما رأى وسمع وخبر خلال الرحلة، هنا ضحك الجد وقال له: يا ولدي الكنز في الرحلة… إنها الكنز الحقيقي.

لذا فإن رحلة ستيف جوبز التي يمكن تسميتها "رحلة من السذاجة إلى المعرفة، وإلى تغيير العالم" هي الكنز الحقيقي الذي يمكننا أن نتعلم كيف يمكن لفرد أن يغير العالم بأفكار من وحي خياله، أن يخلق واقعا جديدا داخل رأسه، ثم يحوله لحقيقة يحياها الناس. إنه الحلم…حلم الرجل الذي قال يوما: "أريد أن أترك بصمتي في الكون."

هل حلّ الإنترنت محل العالم الحقيقي؟!
ولد العبقري ستيف في ولاية سان فرانسيسكو، في 24 فبراير 1955، وعرضه أبواه عبد الفتاح الجندلي وجوان شيبل للتبني، فتبناه بول وكلارا جوبز، فحمل لقب العائلة الجديدة. نشأ ستيف في منزل العائلة في المنطقة التي صارت تعرف باسم وادي السيليكون، المكان الأشهر والأكبر لصناعة التكنولوجيا في العالم. ظهر ولع ستيف بالإلكترونيات منذ نعومة أظافره، وكان ابتكاره الأول وهو في المرحلة الثانوية عبارة عن شريحة إلكترونية. لم يكن مهتما بالدراسة بشكل كبير، إلا أن شغفه بالتكنولوجيا كان كبيرا. التحق للتدريب في شركة "إتش بي"، التي كان مقرها بالقرب من مسكنه. تعرف على صديق عمره وزنياك، الذي حقق بصحبته أهم إنجازاته في عالم التكنولوجيا. التحق بجامعة ريد في بورتلاند، ولم يكن حماسه كبيرا فرسب في عامه الأول، ثم قرر ترك الدراسة بعد فصل دراسي واحد نظراً لضائقة مالية ألمت بعائلته البسيطة. عاود ستيف الاتصال بصديقه وزنياك وشجعه للقيام بعدد من التجارب التي أنتجت جهازا يسمح بإجراء مكالمات بعيدة مجانية. وفي كراج السيارات، قرر الصديقان تدشين مشروعهما، فشرعا في إنشاء شركة آبل التي ظهرت عام 1976، ويرجع سر تسميتها بهذا الاسم إلى ولع ستيف بالتفاح. فقد عمل ستيف في وقت من الأوقات في حقل تفاح. بداية أراد جوبز أن يكون شعار الشركة عبارة عن رسم لشجرة تفاح يجلس إسحق نيوتن في ظلها. لكنه عدل عن قراره فاستبدله بتفاحة مقضومة، وهذه الثمرة إلى ثمرة المعرفة التي قضمها آدم في الجنة، عليها ألوان قوس قزح في إشارة إلى إمكانات آبل الشاملة.

وعن تعريفه للإبداع، قال ستيف جوبز في معرض كلمته خلال مراسم استلامه لجائزة "الطبق الذهبي" عام 1982: إذا أردت ربط الأشياء بشكل إبداعي… يجب ألا تكون تجاربك عادية، كأي فرد آخر، فوفقا للدراسات النفسية، أكثر الناس إبداعا هم هؤلاء الذين يملكون خبرات واسعة، تلك التي تزودهم بالأفكار، وكلما تنوعت التجارب، صار ما يقدمونه أكثر تفردا.



 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق