مقتطفات من مقالات كتاب الصحف

الثلاثاء، 29 ديسمبر 2015 10:29 ص
مقتطفات من مقالات كتاب الصحف

اهتم كتاب الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء بعدد من الموضوعات المهمة التي تشغل الرأي، منها جهود الرئيس في خفض أسعار المواد الغذائية بالأسواق، وتطورات الأوضاع الاقتصادية.

ففي مقاله "بدون تردد " فى صحيفة " الأخبار " أكد الكاتب محمد بركات أن الأمل يكاد أن يكون باهتاً ، للنجاح في السعي للخروج من الحالة الاقتصادية المتردية والصعبة التي نعاني منها طوال السنوات القليلة الماضية وحتي الآن ، ما لم نعمل بكل الجدية والإصرار لتغيير أنفسنا ، وتعديل حالنا وعلاج ما طرأ علينا من أمراض اجتماعية ، وما أصابنا من تشوهات واعوجاج قيمي وأخلاقي في الآونة الأخيرة.

وقال إن ذلك يعني بالضرورة المسارعة لوضع حد عاجل لكل السلبيات التي التصقت بسلوكنا الجمعي في كل أوجه الحياة ، والتي أدت إلى ما أصابنا من قصور وعجز واضح ومؤكد في جميع الأنشطة والمجالات الاقتصادية والمعيشية ، بكل ما فيها من إنتاج وخدمات ، وبكل ما تضمه في جنباتها من تعليم وصحة وإسكان وطرق ومواصلات ، ومياه وكهرباء وصرف صحي ، وبكل ما تحتاجه كتلتنا البشرية من غذاء للجسم وثقافة للعقل وسمو للنفس،...، وهو ما وضح أن به نقصاً وعجزاً كبيرين.

وأوضح أن بداية الطريق الصحيح هي الاعتراف بما طرأ على الشخصية المصرية من متغيرات جسيمة بالسلب ، أدت إلى ما نحن فيه الآن ، ولعل أكثرها لفتاً للانتباه وإثارة للقلق العام ، ذلك الانحدار الأخلاقي والقيمي الذي أصاب البعض منا وطفح علي السطح بصورة يصعب القبول بها أو السكوت عنها.

وأشار إلى أن هذا يمثل اعوجاجاً عاماً في التفكير والسلوك والقيم الأخلاقية ، وهو ما أصبح ظاهرة واضحة تتطلب المواجهة والعلاج السريع ، لما تمثله من خطر فادح على المجتمع بكل مكوناته.

ورأى أن المثال الواضح لها هو زيادة انتشار ظاهرة الإهمال وعدم الانضباط والتسيُّب ، في مواقع كثيرة وأماكن متعددة للعمل وفي جميع الإدارات والهيئات والمؤسسات ، وما ينتج عن ذلك من تعطيل للمصالح وإهدار للوقت والمال وتضييع للحقوق ، ولوجدنا أن الحاجة أصبحت ملحة للمواجهة الحاسمة لهذه الظواهر السلبية، قبل أن تتحول إلى مرض عضال يطيح بالمجتمع والدولة ، ويستعصي على المواجهة والعلاج.

أما جلال دويدار فأعرب عن أمله في مقاله "خواطر " بصحيفة " الأخبار " أن تكون السلاسل التجارية التي تتعامل في السلع المعيشية لغالبية المواطنين على مستوى المسئولية في استجابتها للوعود التي قدمتها في لقاء الرئيس بالمسئولين عنها.

ورأى أن هذه المبادرة من جانب الرئيس تأتي في إطار معايشته لنبض الشارع الذي يئن من المبالغة في ارتفاع الأسعار إلي درجة الاستغلال الفاضح ، وأنه أراد بهذا الاجتماع أن يدفع هذه السلاسل التجارية إلي تبني مسار متواز في تخفيض الأسعار مع منافذ البيع التابعة لوزارة التموين والقوات المسلحة ، وأن هذا التجاوب لا يمكن أن يتحقق إلا بالتخلي عن نزعة التجاوز في قيمة الأرباح التي تحصل عليها من وراء بيع السلع التي تقوم بعرضها.

وأوضح أن كل الذين لهم علاقة بالتجارة الداخلية يعلمون أن مكسب هذه المحلات التجارية لا يقل في معظم السلع المعروضة عن ٤٠٪. علي هذا الأساس فان إجراء تخفيض ما بين ١٥ و٢٠٪ لن يؤثر علي الأرباح العامة التي سيتم تعويضها من خلال ارتفاع حجم القوة الشرائية ، مشيرا الى أن المنتج للسلعة ليس مسئولا بأي حال عن ارتفاع الأسعار المبالغ فيها التي تدعو إلي شكوي وصراخ المستهلكين خاصة محدودي الدخل ، فقد ثبت يقينا أن هذا المنتج يبيع إنتاجه بما يساوي ٣٠٪ أو ٤٠٪ من القيمة التي تجري مطالبة المستهلك بسدادها ، وهذا يعني أن الفرق في السعر الذي يتراوح بين ٧٠٪ و٦٠٪ يتم اقتسامه بين الوسطاء والسلاسل التجارية ، وأن الحقيقة أن التخفيض الذي وعدت به هذه المحلات التجارية الرئيس باجرائه لن يؤثر بأي حال علي إيراداتها وأرباحها.

وأضاف أنه في هذا الشأن فإن العدالة تقتضي عدم إغفال دور هذه السلاسل التجارية في التصدي لمشكلة البطالة بما توفره من فرص عمل كبيرة للشباب ، وفي نفس الوقت تساهم في تشجيع المنتج المصري الذي تقوم بعرضه في منافذها وهو الأمر الذي ينعكس ايجابا لصالح الاهتمام بالتجديد حتي يلقي إقبالا من المستهلك.

ورأى أن جهود الدولة يجب أن تمتد لفئة المستوردين للاحتياجات المعيشية الرئيسية، حيث أنهم مطالبون بخفض نسب الربح التي يحصلون عليها ، وان يلتزموا بالأمانة في قيمة الفواتير التي يتقدمون بها للجمارك مستهدفين مضاعفة أرباحهم على حساب ما يجب ان تحصل عليه الدولة من رسوم.

وأوضح أنه لا جدال أن حرص الرئيس على الاجتماع بالقيادات المسئولة عن حركة التجارة الداخلية إنما يستهدف السعي لتنظيم هذا المسار لصالح المواطن ، وأن ما يقوم به هذا القطاع في الدول المتقدمة يتسم بالوعي القائم على المسئولية الاجتماعية ، إنه أساسا محكوم بالمنافسة الأخلاقية الشريفة من خلال تحديد الأسعار لصالح المستهلك.

أما الكاتب صلاح منتصر فألقى الضوء في مقاله "مجرد رأى" بصحيفة " الأهرام " على أفضل الأحداث بالعام 2015 وأشار إلى أن من أهمها افتتاح قناة السويس يوم 6 أغسطس بعد سنة من إعلان بدء تنفيذ المشروع فى إشارة حاول بها الرئيس السيسى إعطاء النموذج العملى للسرعة الواجب أن تتحرك بها مواقع العمل.

ولفت إلى أن تراجع الإيرادات يعود إلى الركود التجارى الذى يتعرض له العالم ، وهذه على كل حال دورة وستنتهى تماما مثل الدورة التى يتعرض لها منتجو البترول الذى انخفض سعره من 115 دولارا للبرميل فى يونيو 2014 الى أقل من 35 دولارا ، وبالمناسبة فأسعد خبر عرفته مصر عام 2015 كان كشف «ظهر» الغازى الذى تم الإعلان عنه فى مياه البحر المتوسط وتوقعاته الضخمة المستقبلية أهم كثيرا مما كشف عنه ، الى جانب إنجازات أخرى.

وقال إن من أهم هذه الإنجازات انحسار مشكلة انقطاع الكهرباء وان جرت على حساب حرمان بعض المصانع من احتياجاتها من الغاز وهو ما وعد وزير الكهرباء بتوفير احتياجاتها فى العام الجديد ، إن الإنجاز الثانى إنهاء مشكلة الخبز ، والثالث انتخاب مجلس النواب رغم تأخره ،موضحا أن هناك إنجازا رابعا هاما يسجل لمجهود الرئيس السيسى ووزير الخارجية وهو تجديد ودعم وانفتاح علاقات مصر مع العالم شرقا وغربا وآسيويا وأفريقيا ، وهذه أول مرة فى تاريخ مصر بما فيها فترة عبد الناصر تكون فيها علاقات مصر مع العالم بهذه الصورة.

في المقابل ، وأوضح أن أسوأ الحوادث كان سقوط طائرة الركاب الروسية فوق سيناء وسرعة القرارات التى صدرت بتجميد حركة السياحة الروسية والأوروبية وآثار ذلك على الحركة السياحية المصرية بصورة بالغة ، وقضية سد النهضة التى تعاملت معها مصر بحسن النيات والأخلاق ، مشيرا إلى الزيارة التى قام بها الرئيس السيسى للخرطوم وأديس أبابا فى مارس الماضى واجتماعه برئيسى السودان وإثيوبيا ومخاطبته البرلمان الأثيوبى وتوقيع وثيقة جديدة حول تنفيذ مشروع السد الا أن المفاوضات تعثرت لأسباب واهية فى الوقت الذى استمر العمل فى السد وأصبح أمرا واقعا يتطلب تغييرا فى المواجهة .

وفى صحيفة " الجمهورية " أكد رئيس التحرير فهمى عنبه أن مشكلتنا الأساسية ستظل تتمثل في الإدارة والتسويق .. فنحن لا نتبع الأساليب الإدارية الصحيحة وقواعد الحوكمة والشفافية.. كما لا نجيد فنون تسويق ما في أيدينا من قدرات أو ما نقوم بانجازه أو إنتاجه ، فالعديد من القرارات التي تحارب الفساد الإداري وتحطم البيروقراطية وتهزم الروتين تصدر .. ومع ذلك يظل الحال كما هو عليه ، ويرفض موظف صغير تنفيذ القرارات ويعطل العمل ويتحكم في مصالح المواطنين ويوقف إنشاء مصنع أو افتتاح مدرسة دون سبب أو شعور بالمسئولية.. وربما لمجرد أن يشعر بذاته وبأنه صاحب الأمر والنهي ويمكنه منع أي مشروع حتي لو وافق عليه الوزير.

وأضاف أن الموظف يفعل ذلك أحيانا حتي يتجنب المساءلة فيحتاط .. ويظل يعطل ويسوف لتقع المسئولية علي غيره فهو لا يريد أن يتخذ القرار خاصة بعد ثورة 25 يناير.. فالأيادي أصبحت مرتعشة لكي تنجو من الاتهامات والتحقيقات وربما الوصول إلي سجن طرة الذي أصبح مكتظاً بالرواد.

وأشار الى أن المصريين لا ينجحون في أغلب الأحوال في تسويق أنفسهم أو إنتاجهم أو الإعلان عن إنجاراتهم .. لا داخل البلاد ولا في الخارج.. وتلك ربما تكون أهم مشاكل التصدير حيث لا يجيد المصدر الترويج لسلعته.. وكذلك شركات السياحة التي لا تعرف كيف تجتذب السائحين رغم وجود كافة المقومات في مصر وتعدد المقاصد السياحية ، وأن ما ينطبق علي الأفراد والشركات ينطبق علي الحكومة.. خاصة في توصيل المعلومات للمواطنين ليشعروا بما يتم عمله .. فيستمر اتهام الدولة بالتقصير وعدم فعل أي شئ.

وطالب الكاتب بأن نعترف بأننا مازلنا في بداية بناء دولة المستقبل التي نريدها.. وقامت من أجلها الثورات.. ولكن للأمانة فإن هناك الكثير من المشروعات والإنجازات تتم علي أرض الواقع.. ولا يعرفها الناس.. ولا يسمعون عنها والتقصير هنا متبادل ويقع علي الجهات المسئولة وعلي أجهزة الإعلام ، فقد فتحت الحكومة العديد من الملفات التي ستعود بالخير منها ما تم الإعلان عنه مثل شق قناة السويس الجديدة.. وبدء استصلاح 1.5 مليون فدان.. ومشروع شرق التعريفة.. وهناك ما يتم العمل به في هدوء ولا أدري هل هو سر يُخفي علي الشعب أم ان الحكومة تخشي من الحسد؟

وقال من يذهب إلي منطقة جبل الجلالة يري عملاً يشبه الإعجاز حيث يتم شق الطرق والبناء علي الجبل لإقامة مدينة عالمية واستغلال مناجم المعادن الموجودة في المنطقة إلي جانب بناء مناطق عمرانية تصل ما بين السويس والعين السخنة والزعفرانة .. ستقام هناك العديد من المشروعات في الاستثمار السياحي والصناعي إلي جانب الخدمات اللوجيستية في الموانئ القريبة ، ومازال مشروع المليون وحدة سكنية يتم في الكتمان نظراً لتعثره قليلا خاصة بالنسبة للتمويل.. ولكنه سيشهد طفرة قريباً لتوفير شقة رخيصة للأسر البسيطة ، ويعتبر مشروع الفرافرة الجديدة الذي يفتتح خلال ساعات انطلاقة للوادي الجديد.. ولو تم كما هو موجود في الدراسات فسيكون بحق إنجازا يخرج الشعب من التكدس في شريط ضيق حول وادي النيل لاستغلال مساحة مصر المهجورة منذ قرون.

وأكد فى نهاية عموده أن هناك مشروعات قومية عديدة يتم العمل فيها.. وتحتاج لتعريف المواطنين بها.. فهي الأمل خلال العام الجديد ، مشددا على أننا نحتاج إلي ثورة إدارية تقضي علي الفساد والروتين والبيروقراطية.. وإلي إجادة فنون التسويق في السلع والمنتجات والخدمات.. والمشروعات والإنجازات المجهولة التي تتم علي أرض الوطن ولا يشعر بها أحد .

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق