اتفاق غير مسبوق لخروج إرهابيين بينهم عناصر «داعش» من جنوب دمشق

الجمعة، 25 ديسمبر 2015 03:22 م
اتفاق غير مسبوق لخروج إرهابيين بينهم عناصر «داعش» من جنوب دمشق

تشهد ثلاث مناطق جنوب دمشق، غدًا السبت، خروج حوالى أربعة آلاف جهادي ومدني منها، في اتفاق غير مسبوق بين وجهاء من السكان والحكومة السورية، تنطبق مفاعيله على تنظيم «داعش»، وفق ما أفادت مصادر مطلعة وكالة فرانس برس، اليوم الجمعة.

وينص الاتفاق، بحسب مصادر عدة، على خروج هؤلاء المسلحين وعائلاتهم ومدنيين آخرين راغبين بالمغادرة من مناطق الحجر الأسود، والقدم، واليرموك، جنوب العاصمة دمشق.

وبدأت المفاوضات مع الحكومة السورية بمبادرة من وجهاء تلك المناطق، بسبب الوضع الاقتصادي الخانق الناتج عن حصار تفرضه قوات النظام منذ العام 2013، بحسب مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن.

وقال مصدر حكومي مطلع على الملف، أنه تم التوصل إلى اتفاق بخروج أربعة آلاف مسلح ومدني، من كافة الجهات الرافضة لاتفاق المصالحة في المنطقة الجنوبية، وبينهم عناصر من جبهة النصرة وداعش، وسيبدأ تنفيذ المرحلة الأولى من الإتفاق بخروج المسلحين، غدًا السبت، لتكون وجهتهم الرقة «شمال» ومارع «شمال».

وتعد مارع من أبرز معاقل الفصائل الإسلامية والمقاتلة، وبينها جبهة النصرة في ريف حلب الشمالي، كما تعتبر الرقة معقل تنظيم «داعش» في سوريا.

ويأتي هذا الاتفاق بعد فشل أربع مبادرات خلال العامين الماضيين، وفق المصدر الحكومي، وينص في مرحلته الثانية على إزالة السواتر الترابية وتسوية أوضاع المسلحين الذين فضلوا البقاء، وتأمين مقومات الحياة، وعودة مظاهر مؤسسات الدولة وتحصين المنطقة ضد الإرهاب.

وأفاد مصدر سوري على الأرض، أن العدد الإجمالي للمغادرين يبلغ حوالى 3567 شخصًا بينهم ألفا مسلح، وينتمي غالبيتهم إلى تنظيم داعش، بالإضافة إلى جبهة النصرة وفصيل آخر.

ودخلت أمس، إلى منطقة القدم «18» حافلة برفقة فرق الهندسة التابعة للجيش السوري، مهمتها استلام العتاد والأسلحة الثقيلة التابعة لمسلحي داعش، وبعض مجموعات النصرة قبل نقلهم، وفق المصدر الميداني.

واكد أحد وجهاء بلدة القدم، فضل عدم الكشف عن اسمه، لفرانس برس أنه يحق لكل مسلح اخراج عائلته وحقيبة واحدة وسلاحه الفردي.

ويتواجد تنظيم «داعش»، في منطقة الحجر الأسود منذ تموزيوليو 2014، ويستخدمها كقاعدة لشن هجومه ضد العاصمة، أما حي القدم القريب، حيث تتواجد فصائل مقاتلة، فلا يشهد عمليات عسكرية بسبب تنفيذ مصالحة فيه مع قوات النظام.

ويعاني سكان مخيم اليرموك من حصار فرضته قوات النظام منذ حوالى عامين، ويتواجد فيه حاليًا نحو سبعة آلاف شخص من السوريين والفلسطينيين، بعد خروج نحو عشرة آلاف فلسطيني إلى الأحياء المجاورة، إثر هجوم شنه تنظيم «داعش» في نيسانإبريل، ويسيطر التنظيم المتطرف وجبهة النصرة على 40 في المئة منه.

وكان عدد سكان المخيم 160 ألفًا قبل بدء النزاع السوري في منتصف آذارمارس 2011.

وأكد محمد العمري من المكتب الإعلامي لوزارة المصالحة السورية لفرانس برس، أن الاتفاق "سوري بامتياز"، كما نفت متحدثة باسم الامم المتحدة في دمشق لفرانس برس، أي دور للمنظمة الدولية في عملية المفاوضات.

وقال العمري: "سينعكس نجاح المرحلة الأولى من الاتفاق ايجابًا على مخيم اليرموك، وكافة المنطقة الجنوبية حيث ستشملها مصالحة"، سيتمكن من خلالها أكثر من مليون و800 ألف سوري وفلسطيني من العودة بعد اتمام إعادة مقومات الحياة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة