النقابات الفنية تأديب وتهذيب وإصلاح

الإثنين، 07 سبتمبر 2015 12:00 ص
النقابات الفنية تأديب  وتهذيب وإصلاح

أصدر مجلس نقابة المهن الموسيقية أربع قرارات في الاجتماع الثاني لها وذلك بعد فوز المطرب هاني شاكر، بمقعد نقيب المهن الموسيقية، من بينها قرار أقل ما يوصف به هو الغرابة وعدم المعقولية، حيث قرر المجلس برئاسة شاكر، توجيه إنذار لأي مطربة تظهر بملابس غير لائقة في الحفلات أو الكليبات أو البرامج، فهل سيعين هاني شاكر شيخا في نقابة الموسيقيين لتقييم الملابس، أم سيكون هناك موظف لتحديد مواصفات هذه الملابس؟ وبعيدا عن عدم إمكانية وضع آلية لتنفيذ هذا القرار الغريب، يبرز سؤالا أهم، وهو هل هذا هو دور النقابة؟ وهل عين هاني شاكر نفسه رقيبا أخلاقيا علي المطربات، وهل يعي المجلس دوره؟ أم يسير في ركب الدولة الرجعية.

لم يكن نقيب المهن الموسيقية هو الأول في هذا الأمر، فقد فاجأنا أشرف زكي في أول بيان رسمي يصدر أيضا عن مجلس نقابة المهن التمثيلية بعد نجاحة في الانتخابات علي مقعد النقيب بإدانة الأعمال الدرامية التي عرضت في رمضان، لأنها تحتوي علي عري، وألفاظ بذيئة، وابتذال، كما جاء في البيان الذي طالب الأعضاء بعدم المشاركة في هذه الأعمال، كان ذلك بعد بداية رمضان بأيام قليلة، بما يعني عدم إمكانية الحكم علي هذه الأعمال، لأنها ما زالت في حلقاتها الأولى، وبما يعني أيضا أن النقابة تخلت عن دورها الرئيسي، وهو الدفاع عن حرية الإبداع، وحرية أعضائها، واتخذت موقفا معاديا لهم، وتحولت إلى جهة رقابية.

الأمر الذي شجع الرئيس عبد الفتاح السيسي بعد ذلك علي الإدلاء بتصريح غريب قال فيه إن مسلسلات رمضان كانت تحتوي علي عري وإدمان وابتذال وإنه كان يتمني ان يري نمازج للأبطال الذين خدموا الوطن من الداخلية والقوات المسلحة وهو ما يعد توجيها غير مباشرا لنوعية الاعمال التي يجب تقديمه.

وبهذا فإن الرؤساء الجدد للنقابات الفنية يقدمون أوراق اعتمادهم للنظام الذي بدا توجهه الرجعي إزاء الفن والفنانين في كثير من المواقف ربما يكون أبرزها إقالة الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة السابق بعد مواجهته مع مؤسسة الأزهر حيث رفض تدخل المؤسسة في الشأن الثقافي والفني ، فكان الرد الواضح والسريع هو إقالته وتعيين الدكتور عبد الواحد النبوي الاستاذ في جامعة الأزهر بمباركة من الازهريين والسلفيين الذين سارعوا إلي مكتبه ليكونوا أول المهنئين.

وقال النبوي في أول تصريحاته، أنه سيدعم الأفلام الوطنية مشيرا إلي أن الإبداع و الرقابة يجب أن يسيرا وفقا لما يطلبه الرأي العام، بما يتنافي مع دور الثقافة والفن وهو التنوير وتوجيه الرأي العام وليس العكس.

وإذا كنا نلوم علي الدولة توجهها الرجعي، إلا أن اللوم الأكبر يقع علي السادة النقباء، الذين يتبرعون بمساندة هذا التوجه، وهو عكس الدور الواجب علي هذه النقابات التي يلزم أن تكون دائما علي يسار النظام وتعمل علي توسيع، هوامش الحرية وليس التخلي عن المتاح منها.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة