خبراء عن التقارب بين «مصر واليونان»: "عدو عدوي صديقي"

الثلاثاء، 08 ديسمبر 2015 02:40 م
خبراء عن التقارب بين «مصر واليونان»: "عدو عدوي صديقي"
سارة وحيد

وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة اليونانية أثينا، ظهر اليوم الثلاثاء، في زيارة رسمية تستمر 3 أيام، يجري خلالها مباحثات مهمة مع المسؤولين اليونانيين، وتتناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، إضافة إلى استعراض القضايا ذات الاهتمام المشترك، ومن بينها سبل مكافحة الإرهاب وتطورات الأوضاع بمنطقة الشرق الأوسط، كما تمثل «حقول غاز شرق البحر المتوسط»، كلمة السر في زيارة عبد الفتاح السيسي إلى اليونان وقبرص.

يرى الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الإجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، أن هناك منازعات حدودية على حقول الغاز في شرق البحر المتوسط بين تركيا واليونان، وللحفاظ على حصة مصر في تلك الحقول كان لابد أن يعمل «السيسي» على التنسيق بين مصر واليونان، لترسيم حدود الغاز والحفاظ على حقوق مصر.

وأضاف أن زيارة «السيسي» لليونان رسالة مهمة جدًا لتركيا، فهناك تحالف ينشأ بين مصر واليونان وروسيا، لمواجهة أزمة تركيا وتدخلها في شئون مصر الخارجية والأزمة السورية، فمصر تنتهج حاليًا نظرية «عدو عدوي صديقي».

وأكد أن هناك تعاون مشترك بين الثلاث دول لمواجهة الأرهاب، ومن أبرز القضايا التي سيتم التركيز عليها هي أزمة اللاجئين السوريين لتركيا واليونان والمهاجرين الغير شرعيين.
وتابع قائلًا: "أن هناك مناورات بحرية مشتركة بين مصر واليونان، ومن مصلحة اليونان الاستفادة من قناة السويس نظرًا لاعتمادها على التجارة البحرية".

من جانبه قال الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن هناك أسباب سياسية عديدة لزيارة «السيسي» إلى اليونان، أهمها مواجهة السياسة التركية في المنطقة، ومن المعروف أن هناك خلافات قديمة بين تركيا واليونان، واليونان ترتبط بقبرص ارتباط وثيق، وهناك مصالح مشتركة في ترسيم الحدود بين قبرص ومصر ترسيمًا واضحًا، حتى لا تهدر ثروات الغاز الموجودة في قاع البحر المتوسط.

وأضاف أن هناك نزاع محتمل بين دول المشاركة في البحر المتوسط في هذه المنطقة، ومن مصلحة مصر أن تكون علاقتها جيدة مع اليونان حتى لا تثار مشكلات، وتشكل هذه القوى جبهة موحدة في مواجهة القوى الأخرى خاصة تركيا.

كما أشار إلى أن زيارة الرئيس تستهدف ممارسة ضغوط على تركيا، التي تتبنى جماعة الإخوان الإرهابية، وتتدخل في الشأن الخارجي وفي الأزمة بشكل سافر، يهدد وحدة دولة سوريا، لذا هناك مصلحة جيدة ومشتركة بين مصر وقبرص واليونان.

وأكد أنه يجب النظر في العقود وحيثيات الحكم الذي صدر ضد مصر من قبل أسرائيل، فقضية الغاز مسالة معقدة جدًا خاصة بعد قطع إمدادات الغاز، وفقًا للعقود التي قد أبرمها «المخلوع» حسني مبارك مع اسرائيل، فبالتالي الموضوع لا يتعلق فقط بترسيم حدود حقول الغاز بين مصر وقبرص، وإنما وضع نظام شامل يستطيع أن يحفظ كل الأطراف، بما فيها إمكانية معالجة الأثار الناجمة عن بيع الغاز بثمن بخس، وما يتريتب عليه من أضرار كما يمكن معالجة هذا الأمر في إطار اتفاقيات جديدة.

وتابع أن القرارات السياسية التي يمكن أن يتخذها السيسي، لا يمكن طرحها للعلن ومناقشة المصالح المشتركة، والوصول إلى اتفاقيات حول ما يمكن أن يتضح من مصالح، وبالنسبة للقضايا الخلافية التي لم يتم تحديد رؤية واضحة حولها، فيتم إحالتها إلى الخبراء، ولذلك ليس من المتوقع أن تحل كل المشكلات في زيارة واحدة أو زيارتين، ولكن الإجتماعات التي تتم على مستوى الرؤساء، تكتفي بمناقشة القضايا العامة والخطوط العريضة للاستراتيجية المطلوب إنتهاجها من جانب هؤلاء الرؤساء الثلاثة، مصر واليونان وقبرص، وليس من المتوقع أن نرى قرارات سياسية محددة، فسنرى علاقات مشتركة بين الدول الثلاثة لكن دون الدخول فى تفاصيل ما تم الاتفاق عليه.

وأكد أن الارهاب ليس قضية تخص مصر واليونان وقبرص، لكنها من أكثر الدول تضررًا بانتشار الإرهاب، وبالتالي تعاون كل دول المجتمع الدولي مطلوب، ليصبح التعاون الأمني في مقدمة الأمور التي يتم التعاون بشأنها.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق