"سيرة شرفة" ديوان شعري أول للمغربي عبد الرحيم جيران يصدر عن دار النهضة

الإثنين، 07 ديسمبر 2015 07:26 ص
"سيرة شرفة" ديوان شعري أول للمغربي عبد الرحيم جيران يصدر عن دار النهضة
الأديب المغربي عبد الرحيم جيران

صدر للأديب والأكاديمي المغربي عبد الرحيم جيران عن دار النهضة العربية ببيروت ديوانه الأول بعنوان "سيرة شرفة" ، من 80 صفحة من القطع المتوسط ، وبغلاف عبارة عن لوحة للفنانة اللبنانية جنان الخليل.

ويعد هذا الديوان أول خطوة لجيران نحو إعلان هويته الشعرية التي ظلت في الظل لمدة تزيد عن الأربعين عاما ، إلى جانب هويته النقدية والسردية، فهو بإصداره هذا يضع حدا لرهبته من الشعر ، ولعزوفه عن نشر قصائده مجموعة بين دفتي ديوان.

ويعد هذا الإصدار الشعري تجربة متفردة في الكتابة الشعرية، وذات أسلوب خاص في نحت القصيدة، وهو عبارة عن قصيدة نهرية واحدة ممتدة ، وتكتسي طابعا سرديا لا تخطئه العين، فهو من نوع الدفق الذي بين لحظتين: لحظة انفتاح الشرفة التي تطل منها سيدته المميزة التي تستخدم في هيئة رمز يكثف دلالات متعددة، ولحظة طلب الأنا الشعرية من هاته السيدة إغلاق الشرفة.

ليست السيدة - المرأة إلا مدينة الدار البيضاء بكل ما تحيل إليه من تاريخ، ومن حلم، ومن زمن.. إنها ليست مكانا إلا بالقدر الذي تدل فيه على تجربة إنسانية يتداخل فيها الخاص والعام.

وتقوم طريقة بناء القصيدة على أسلوب الحوار بين الشاعر والسيدة - المرأة ، والذي يتخذه الشاعر وسيلة يمارس بواسطتها نقد كل شيء ، بما في ذلك الذات ، والأحلام التي راودت جيلا ، والواقع الحالي في ترديه ، وتنكره للقيم الأصيلة.

ولم يكن لهذا الهدف أن يتحقق دون تمرد الشاعر على القصيدة نفسها، ومعاييرها ؛ حيث يرغمها على أن تتقبل إمكانات الأساليب المختلفة، وعلى محاورة نصوص فلسفية وروائية وثقافية متنوعة.

إن القصيدة في هذا الديوان تتشكل في حضن المعرفة لغة، وصورا، ومعان، وتعتمد في بناء موضوعها الجمالي على الترميز ، وبخاصة استعمال بعض الأسماء ، فآدم رمز للذات ، ولكل إنسان حالم في هذا العالم ، والجنة رمز للدار البيضاء ، والأعلى رمز للأنا الأعلى بوصفه دالا على الروادع، بل يعمل الشاعر في كثير من الأحيان على تفريغ الرموز من دلالاتها المتعارف عليها ليكسبها أبعادا أخرى جديدة.

كما أن الديوان يكرر تجربة الأديب عبد الرحيم جيران في اللعب بالعناوين على مستوى كتابة الرواية، فهناك العنوان المركزي "سيرة شرفة" الذي يوجد على الغلاف، وهناك العنوان المخفي "عمى الإبرة" الذي يوضع على حافة الكتاب.

ولا شك أن هذا الصنيع يصيب القارئ بالحيرة، ويدفعه إلى فك مفاتيح الدلالة وفق القبض على التعالق بين العنوانين ، بل إلى ترجيح صلاحية أحدهما في ضوء قراءة المتن الشعري.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة