شاكر بدوى: التقارب «الروسي المصري الفرنسي» بات يقلق الأمريكان

أكد الكاتب الصحفى والباحث فى الشئون السياسية والإستراتيجية "أحمد شاكر بدوى" أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لفرنسا لحضور قمة المناخ كانت بهدف الإتفاق مع أولاند لبدء إعلان الحرب على الإرهاب والتعامل معه دون إنتقاء.

وأشار الباحث السياسى فى تصريحات خاصة لـ"صوت الامة"، أن الزيارة ستتخطي فى مراحلها الأصلية كونها زيارة تدور حول زيادة الإستثمارات الفرنسية لمصر مع تعزيز التعاون الإقتصادي وإتمام بعض الإتفاقات الإقتصادية التى إتفق عليها الرئيس فى زيارته لفرنسا فى نفس الشهر من العام السابق؛ مُضيفًا أن الزيارة وهوامش لقاءاتها سوف تتطرق حتمًا الى المناقشة حول الأزمة الروسية التركية الحالية والتى بدأت بإسقاط تركيا للطائرة الــ سوخاي الروسية بالأراضى السورية وصولا الى التصريح المُقلق الأخير لزعيم الحزب الليبرالي الروسي "فلاديمير جرينوفيسكي" والذى يدعو فيه بوتين لقصف مضيق البوسفور.

وأوضح أن التقارب الروسي المصري الفرنسي الأخير بات يقلق مضاجع الأمريكان، مُشيرًا إلى أنه يمثل تهديدًا مباشرًا للمصالح الأمريكية بالشرق الأوسط ولحلفائها المتسربين من بين أيديها ومنهم فرنسا التى بدأت فعلًا بتغير موقفها السياسي الخاص بقضية سوريا وعدولها عن موقفها المرتقب الهدف الإستراتيجى الأول لأمريكا وحلفائها فى حربها بسوريا والمتعلق بمستقبل بشار فى كونه جزء من الحل السياسي لمستقبل سوريا من عدمه.

وأضاف بدوى فى تصريحات خاصة أن فرنسا قد حددت موقفها من بشار وكان ذلك واضحًا من خلال التصريح المعلن على لسان الرئيس الفرنسي هولاند بعد أحداث باريس الإرهابية الأخيرة مباشرةً حينما صرح معلناٍ لأول مرة أمام البرلمان الفرنسي عن أن العدو الأول لهم في سوريا هو تنظيم الدولة.

وأعرب عن أن التقارب المصري الروسي الفرنسي بات يفضح وجة النظر الأمريكية ومدى خبثها وويضعف من مدى مصدقيتها فى حربها بسوريا أمام حلفائها وخاصةً أمام فرنسا.. وإيطاليا التى من المرتقب أن تدخل فى الحلف الجديد الذى يخطط له بوتين بإقتدار مُضيفًا أنه كما أستطاع بوتين أن يقنع فرنسا بتغيير موقفها تجاه بشار الأسد يستطيع ذلك أيضا مع إيطاليا ووالتى من المتوقع أن تنضم بتحالف جديد تاركة التحالف الذى ترأسة أمريكا وراء ظهرها وكما فعلت فرنسا ستفعل ايطاليا قريبًا.

وأختتم قائلًا:"بوتين يزعم أنه قد حدد المكون الرئيسي لتحالفة أمام أمريكا وهم "فرنسا ـ مصر ـ ايطاليا ـ بلجيكا ـ تونس"، موضحًا أن الرئيس السيسي سيسافر إلى باريس وفى يده ملف رئيسي هو إقناع أولاند وبعض الدول الأوربية بأن التحالف الجديد التى تتزعمه روسيا هو مسألة أمن قومى لـ فرنسا بل هو بمثابة أمن قومى وعمق إستراتيجى لأوروبا كلها تجاه الإرهاب الذى يجتاح العالم ويجب التصدى له بحزم خاصة الإرهاب الحتمي القادم نحو أوربا عبر الأراضي الليبية.