الانفاق الدفاعى لدول أمريكا الجنوبية يجعلها سوقا مؤثرا في مبيعات السلاح العالمية

السبت، 21 نوفمبر 2015 08:57 ص
الانفاق الدفاعى لدول أمريكا الجنوبية يجعلها سوقا مؤثرا في مبيعات السلاح العالمية
صورة ارشيفية

على الرغم من أن الانفاق الدفاعى لدول أمريكا الجنوبية لا يزال غير مكافىء لانفاق دول الشرق الأوسط والباسيفيك الأسيوي، وشرق أوروبا، إلا أنه شهد ارتفاعا مضطردا منذ العام 2005، وخلال الفترة من 2006، وحتى 2010، وتضاعف من 6ر17 مليار دولار أمريكى إلى 2ر33 مليار دولار أمريكى، وذلك طبقا لدراسة أصدرها اتحاد دول أمريكا الجنوبية الذى يضم 12 دولة فى عضويته.

وطبقا للبيانات الصادرة عن معهد ستوكهولم الدولى لبحوث السلام، بلغ إجمالى الانفاق الدفاعى لدول أمريكا الجنوبية بنهاية العام 2013 قيمة قدرها 6ر67 مليار دولار أمريكى مقابل انفاق قدره 3ر47 مليار دولار أمريكى فى العام 2011، بسبب سباق التسلح الذى تشهده دول هذا الجزء من العالم، وتشير دراسات معهد ستوكهولم إلى أن نسبة 82 فى المائة من هذا الانفاق يذهب إلى بنود الأجور والإسكان للعسكريين وليس بالضرورة إلى شراء الأسلحة.

وتعد البرازيل أكبر منفق على الدفاع بين دول أمريكا الجنوبية والحادى عشر على مستوى العالم على صعيد الانفاق الدفاعى حيث ارتفع الانفاق الدفاعى البرازيلى بنسبة 34 فى المائة فيما بين عامى 2010 و 2012.

ويعادل الانفاق الدفاعى للبرازيل نسبة 6ر1 فى المائة من ناتجها المحلى الاجمالى وهى النسبة التى تسعى البرازيل الى زيادتها الى 2 فى المائة والحفاظ على هذه النسبة بلا انخفاض فى الاعوام القادمة، لاسيما وأن البرازيل تسعى لان تصبح عضوا دائما فى مجلس الامن الدولى منذ العام 2000 وهو الهدف الاستراتيجى الذى سعى رئيسها السابق لولا ديسيلفا الى تحقيقه من خلال بناء اسطول بحرى من الغواصات التى تعمل بالديزل بمعاونة فرنسية وكذلك بناء اول غواصة برازيلية الصنع تعمل بالطاقة النووية وتتوسع فى انتاج الطائرات المقاتلة المتطورة وحاملات الطائرات وتدعيم قدراتها الدفاعية الوطنية لحماية انتاجها الزراعى ومياهها الاقليمية و ثرواتها البرية فى الداخل جنبا الى جنب مع التوسع فى القدرة على الاسهام فى مهام حفظ السلام حول العالم.

وشهدت فنزويلا التى تعد ثانى اكبر مشتر للسلاح فى امريكا الجنوبية فورة شراء نشط للسلاح الروسى المتطور بلغت ذروتها ما بين عامى 2009 و2011 عندما تعاقدت كاراكاس واستلمت العشرات من اسراب المقاتلات الروسية المتطورة "سوخوى – 32" التى تعد المعادل الشرقى للمقاتلات الامريكية "اف -16" وكذلك عشرات من اسراب المروحيات القتالية الروسية المتطورة من طراز "مى – 27" التى تعد المعادل الشرقى للمروحيات الاباتشى الامريكية الصنع .

وارتفع الانفاق الدفاعى الفنزويلى بنسبة 42 فى المائة خلال العام 2012 مقارنة بالعام 2010 وذلك عندما حصلت كراكاس على قرض تمويلى روسى بقيمة 4 مليارات دولار أمريكى استخدمته فى تطوير ترسانات السلاح الفنزويلية الشرقية الصنع مع التركيز على نظم القتال البرية من مركباة المشاة الميكانيكية ودبابات القتال الرئيسية وتطوير القوات البحرية ووحدات خفر السواحل.

وفيما بين 2010 و 2012 زادت كولومبيا من انفاقها الدفاعى بنسبة 11 فى المائة فى اطار خطة رباعية الاعوام لتحديث قوات الجيش و الشرطة الوطنية رصد لها 42ر14 مليار دولار امريكى للعام 2013 وحده منها 9 مليارات دولار امريكى لتطوير قوات كولومبية خاصة لتنفيذ مهام الصاعقة وحرب العصابات وقتال المدن اضافة الى شراء طائرات كافير المقاتلة الاسرائيلية الصنع ذات المهام المتعددة.
وتركز شيلى على تطوير قواتها البرية وتحديث معداتها السابق شرائها من فائض الجيش الامريكى وجميعها معدات سابقة الاستخدام وبلغ انفاق شيلى على الدفاع والتسليح فى العام 2013 ما إجماليه 9ر2 مليار دولار أمريكى انفقت على تطوير طائرات الاستطلاع من طراز "سى – 4" وتطوير قدرات النقل الجوى والمدرعات البرمائية.

وتسعى شيلى من وراء هذا التطوير إلى لعب دور أكبر في مهام حفظ السلام والأمن الدولي تحت مظلة الامم المتحدة من خلال المشاركة فى عمليات حفظ السلام، وتعتبر ان اشتراكها فى مهام من هذا النوع فيه تدريب عملى لقواتها المسلحة على العمليات المشتركة مع قوات الدول الصديقة تموله الامم المتحدة.

وتخصص شيلى التى تعد أكبر منتج للنحاس في العالم 10 فى المائة من حصيلة ايراداتها من تعدينه وبيعه لشراء السلاح وبناء القدرة العسكرية بما لا يقل عن 290 مليون دولار سنويا وذلك بمقتضى قانون النحاس الوطنى الصادر فى العام 1950 وفى العام 2011 أدرت مبيعات شيلى من النحاس على خزانتها 5 مليارات دولار امريكى وهو ما يعنى انفاقا دفاعيا أكبر ويجعل شيلى احد اسواق بيع السلاح الهامة فى العالم.

وتنفق الايكوادور على التسلح وبناء القدرات العسكرية ما يتراوح بين 5ر1 إلى 6ر1 مليار دولار أمريكى سنويا من إيرادات نفطها وفي الفترة من 2007 وحتى 2010 انفقت الايكوادور 7 مليارات دولار أمريكى على التسلح والدفاع بفضل ارتفاع اسعار النفط العالمية حيث اشترت الايكوادور العشرات من الطائرات التى تعمل بدون طيار والفرقاطات البحرية والمروحيات المقاتلة المتعددة المهام و قامت بتطوير طائراتها المقاتلة وغواصاتها.

وبلغ انفاق بيرو على الدفاع فى العام 2013 ما قيمته 9ر2 مليار دولار أمريكي وهو الانفاق الذى من المقرر زيادته سنويا بنسبة 38ر13 فى المائة وصولا به الى 5ر5 مليار دولار أمريكى بحلول العام 2018، وتهتم بيرو في المقام الأول بتطوير منظومات الاستطلاع والاستخبارات الحربية والتدريب الراقى لقواتها البرية على مواجهة حرب العصابات ومافيا التهريب وجيوش تجار المخدرات التى تنامت انشطتها وعملياتها منذ العام 2003.

وانفقت بيرو مليارات الدولارات على شراء 24 طائرة هيل روسية الصنع من طراز "مى -17" وطلبت فى العام الماضى من روسيا توريد طائرات "مى -17" لنقل وحدات الكوماندوز من الحجم المتوسط، وتعاقدت بيرو على شراء طائرات قاذفة روسية الصنع من طراز "انتينوف – 32".
وشهد العام 2013 انخفاضا نسبته 1ر4 فى المائة فى انفاق اوراجواى الدفاعى و التسلحى الذى لم يتجاوز 878 مليون دولار امريكى وهو ما عرقل تنفيذ خططا لشراء طائرات مقاتلة نفاثة وزوارق جديدة لخفر السواحل، أما في باراجواي جاء خفض موازنة الدفاع فى العام 2013 فى أعقاب زيادة نسبته 43 فى المائة فى موازنتها الوطنية العامة للدفاع.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة