دراسة أثرية: الفرس دمروا كنيسة القيامة بالقدس

الجمعة، 29 أبريل 2016 12:25 م
دراسة أثرية: الفرس دمروا كنيسة القيامة بالقدس
كنيسة القيامة بالقدس

أكدت دراسة أثرية للباحثة سلفانا جورج عطا الله، باحثة دكتوراه بمعهد الدراسات والبحوث القبطية كلية الآداب، جامعة الإسكندرية، أن كنيسة القيامة بالقدس تعد قبلة الناظرين من كل انحاء العالم المسيحى حتى يومنا هذا وقد شيدها الإمبراطور قسطنطين فى القرن الرابع الميلادى على الطراز البازيليكى.

وقالت سلفانا جورج عطا الله، فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الاوسط اليوم، إن كنيسة القيامة ظلت قائمة حوالى ثلاثمائة عام حتى عام 614م، عندما قام الفرس بتخريبها مع باقى كنائس فلسطين ونهب كنوزها وهدم أعمدتها وأسروا بطريركها حينئذ والكثير من المسيحيين واقتادوهم إلي بابل وكانت تلك من أعظم النكبات التى حلت بكنيسة القيامة فى التاريخ.

وأضافت أنه بعد دخول المسلمين القدس عام 637م، قام الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه، بالإبقاء على مبانى الكنيسة وإعطاء الحرية للمسيحيين وروى المؤرخ الشهير سعيد بن بطريق أن الخليفة عمر بن الخطاب لم يرد أن يصلي في صحن كنيسة القيامة حتى لا يطمع فيها أحد من المسلمين من بعده واكتفى بالصلاة على الدرجة التي على باب كنيسة قسطنطين وقد أعطى الخليفة عمر بن الخطاب البطريرك صك العهد المعروف بالعهدة العمرية على غرار سماحة المسلمين وحفاظهم على آثار ومقدسات من سبقوهم بمنح رهبان دير سانت كاترين قبل ذلك العهدة النبوية.

وأشارت الدراسة إلى كنيسة القيامة باعتبارها مجموع الكنائس التي شيدت فوق القبر الذى دفن فيه السيد المسيح و«الجلجثة» والمعروف بالجمجة فى اللاتينية، وأنه بعد مجمع نيقية 325م أوفد الإمبراطور قسطنطين أمه هيلانة لبناء كنيسة فوق قبر السيد المسيح، وذلك عام 326م، وأمر أسقف القدس مكاريوس ببناء ثلاث كنائس واحدة فوق القبر والأخرى فوق الجلجثة والثالثة فوق مغارة الصليب، ويغطى كل ذلك قبة عظيمة الذى اقترح أسقف القدس أن تغطى من الفضة الخالصة وهذا ما عرف بكنيسة القيامة الذى استغرق بناؤها ست سنوات وأكملت عام 335م حيث أقيم حفل عظيم لتكريسها حضره أسقف قيصرية يوسابيوس وغيره من الأساقفة والكهنة والشعب.

من جانبه، أوضح خبير الآثار عبدالرحيم ريحان، أنه بعد تدمير الفرس لكنيسة القيامة أقام مودستس رئيس دير ثيؤدسيوس بمساعدة بطريرك الإسكندرية البابا يوحنا بمحاولة إعمار الكنيسة وجمع التبرعات لإعادة بناء ما تم تخريبه ولكن ما تم إعماره لم يكن مثل سابقه من الناحية المعمارية أو التماثل في البناء وحاول مودستس إضفاء مسحة من الجمال على البناء بما تبقى من أثار البناء البيزنطى واستغرق البناء حوالى ١٢ عاما وانتهى على الأرجح عام 629م.

وأكد أن من أجمل القباب بالكنائس قبة كنيسة القيامة لما فيها من إبداع معمارى وفني ويشير الأب يسطس الأورشليمى في كتابه " مدينة الفداء" أن هناك قبتين قبة في الغرب فوق قبر السيد المسيح وهى الأكبر خالية من الرسوم وتقسم القبة بثلاث مستويات يحدد كل مستوي إفريز دائري ويعلو الإفريز الأول مجموعة من النوافذ المستطيلة ذات عقد نصف دائرى ثم الإفريز الثانى تعلوه نفس شكل النوافذ ذات العقود النصف دائرية ولكنها مصمته ويؤطرها الإفريز الثالث وتعلوها نوافذ صغيرة أيضا وفى منتصف القبة من أعلى شكل الشمس التى تنشر أشعتها الذهبية أما القبة الثانية الموجودة فى الشرق وهى الأصغر وتغطى الكنيسة المعروفة نصف الدنيا وهي ذهبية اللون وتحتوى فى منتصفها علي رسم للسيد المسيح داخل دائرتين باللونين الأحمر والأزرق ويحمل المسيح بيده اليمنى الكتاب المقدس ويشير بيده الأخرى بالبركة، ثم يحيط بالسيد المسيح التلاميذ والسيدة العذراء والملائكة وراعى الفنان الدقة وروعة الألوان.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة