كاتب بريطاني: الخوف يسيطر على حملة الخروج من «الأوروبي»

الثلاثاء، 19 أبريل 2016 02:46 ص
كاتب بريطاني: الخوف يسيطر على حملة الخروج من «الأوروبي»
وزير الخزانة جورج أوزبورن


رصد الكاتب البريطاني سيباستيان بين سيادة الخوف مرة أخرى على الجدل المحتدم بشأن مستقبل المملكة في الاتحاد الأوروبي الذي سيحدده الاستفتاء المزمع في 23 يونيو المقبل.

ورصد الكاتب – في مقال نشرته (الـفاينانشيال تايمز)- قول وزير الخزانة جورج أوزبورن يوم الاثنين "إن كل أسرة بريطانية ستتأثر سلبا بخسارة نحو 300ر4 جنيه استرليني بحلول عام 2030 إذا ما غادرت المملكة الاتحاد الأوروبي، بما يعادل نسبة 6 بالمائة كل عام".

ونوّه سيباستيان عما اتسم به وزير الخزانة من نشاط وهمة في الترويج لهذا التحليل (القول) على موجات البث وصفحات الجرائد .. "كما لم يتردد أوزبورن في استخدام هذا البحث لمهاجمة المروجين لحملة خروج المملكة من الاتحاد الأوروبي ووصمهم بالجهل الاقتصادي ".. ورأى الكاتب أن "الضراوة التي اتسم بها هجوم وزير الخزانة في هذا الصدد قد وضعت نهاية لفكرة دعمه لحملة الخروج ذات يوم".

وقال سيباستيان "إن الحدْس السياسي الذي يتمتع به المستر أوزبورن هو مرتفع كالعادة؛ إذ هو يتوقع أن المروجين لخروج بريطانيا من الاتحاد سيركزون في حملتهم على أن ثمة تخوفا ونفورا كبيرين من حملة البقاء".

ورصد الكاتب قول المستر أوزبورن في صحيفة التايمز يوم الاثنين "كل مرة تعلنون عن تخوفكم، فإنكم تكشفون عن مدى ضعف موقفكم"، وفي ذات التوقيت، قام عضو البرلمان المحافظ المخضرم والمتشكك إزاء أوروبا، جون ريدوود، بالرد المعاكس على تصريحات وزير الخزانة واصفا توقعاته (أوزبورن) بشأن مستقبل الأسر البريطانية حال الخروج من الاتحاد بأنها "عبثية".

ورجح صاحب المقال أن "يشهد الشهران المقبلان -حتى موعد الاستفتاء في يونيو- تصريحات وأخرى مضادة من هذا النوع بشأن الجدل حول البقاء أو الخروج من الاتحاد؛ حيث يعول المروجون للبقاء في الاتحاد على اليقين الاقتصادي وقوف الآلة الحكومية إلى جانبهم في مقابل المروجين للخروج من الاتحاد الذين يتحدثون عن تفكير غير تقليدي وبيانات قديمة".

ورأى سيباستيان أن "المستر أوزبورن قد تلقّف تصريحات أدلى بها بوريس جونسون عمدة لندن اقترح فيها إمكانية أن تتبع بريطانيا النموذج الكندي في عقد الصفقات التجارية مع الاتحاد حال خروج المملكة منه، مشيرا إلى أن الأمر استغرق من كندا سبع سنوات لتتفاوض بشأن صفقة مع الاتحاد الأوروبي ولما يتم تفعيلها حتى الآن".

كما رأى الكاتب أن "عدم اليقين هذا هو السبب الرئيسي وراء عزوف المروجين للخروج من الاتحاد عن رسم سيناريو محدد لما بعد عملية الخروج؛ إذ أن دولة واحدة لم تغادر الاتحاد الأوروبي ليتسنى الوقوف بدقة على ما سيحدث حال خروج بريطانيا منه".

ولفت صاحب المقال إلى أن "هذه هي المرة الأولى التي يتدخل فيها وزير الخزانة بشكل علني في الحملة وهو الأول أيضا منذ الأزمة التي أثارتها ميزانيته في مارس المنصرم؛ فقبل هذا الظهور لم يكن غير رئيس الوزراء ديفيد كاميرون هو الوجه المتصدر للمشهد، أما الآن فقد ظهر وزير خزانته أوزبورن على أمل أن يذكر الشعب البريطاني كل هذا المقدار من عدم اليقين ويتشبث الشعب ببقاء الوضع كما هو عليه (بريطانيا في الاتحاد الأوروبي)" .

ورجح سيباستيان أن "المستر أوزبورن قد يتوارى ثم يعاود الظهور مرة بعد أخرى أثناء هذه الحملة حتى نهايتها بإجراء الاستفتاء .. وحتى وهو غير مرصود، سيبقى تأثيره مستمرا في تشكيل الحملة".

واختتم الكاتب قائلا "هؤلاء الذين يدرسون فرص (حظوظ) المستر أوزبورن المستقبلية كرئيس للوزراء ينبغي عليهم أن يراقبوا هذه التدخلات بعناية، ثمة سبب للحكم عليه بأنه وزير خزانة يتميز بذكاء سياسي حاد".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق