مرصد الدراسات الجيوسياسية: زيارة أولاند لمصر تعكس الشراكة بين البلدين

الأربعاء، 13 أبريل 2016 09:59 ص
مرصد الدراسات الجيوسياسية: زيارة أولاند لمصر تعكس الشراكة بين البلدين
شارل سان-برو

قال مدير مرصد الدراسات الجيوسياسية بباريس شارل سان-برو إن الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند إلى مصر - والتي تعد الثانية في أقل من عام - تعكس الشراكة الهامة والاستراتيجية بين البلدين.
واعتبر برو - في تصريح، اليوم، أن مصر تمثل لفرنسا إحدى الركائز لسياسة عربية موروثة عن الجنرال دي جول استمرت على مدار حكومات متعاقبة لأن جذورها ضاربة في أعماق التاريخ، مؤكدا على التطابق الاستراتيجي في وجهات النظر بين القاهرة وباريس بشأن الأزمات الإقليمية الراهنة وحول خطر التطرّف والإرهاب ، محذرا من وقوف الشرق الأوسط على برميل بارود ، ومن ازدياد الأخطار بعد غزو العراق والاضطرابات التي شهدتها المنطقة منذ 2011.
وشدد المحلل الفرنسي على الرؤية المشتركة بين البلدين حول ضرورة الحفاظ على التوازنات الكبرى الجيوسياسية ، ومواجهة العوامل المزعزعة للاستقرار ومنها التدخلات الإيرانية في العالم العربي ، والتطرف، مؤكدا أهمية التوصل إلى حلول عادلة ودائمة للنزاعات لا سيما القضية الفلسطينية التي تسعى فرنسا لتحريكها من خلال المبادرة التي أعلنت عنها مؤخرا.
وأوضح برو أن باريس تعول على أصدقائها العرب وعلى رأسهم مصر لدعم مبادرتها لاستئناف عملية السلام في الشرق الأوسط من أجل التوصل إلى تسوية لإنهاء الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
وعلى جانب آخر، أشار إلى احتياج فرنسا لمصر للمضي قدما في عدد من الملفات لاسيما الأزمة الليبية ، لافتا إلى الرؤية المشتركة بين باريس والقاهرة حول ضرورة تعزيز الروابط بين ضفتي المتوسط.
وأشار مدير مرصد الدراسات الجيوسياسية بباريس إلى ضرورة تجديد فرنسا لسياستها العربية، حتى تقوم على تحالفات ملموسة مع أصدقاء مخلصين لديهم شواغل وتحليل مشترك لمختلف القضايا، معتبرا أن أبرز تلك البلدان هي: مصر ودول الخليج والمغرب التي تعد حليفا تقليديا في شمال أفريقيا ومنطقة الساحل والصحراء.
وأضاف أن من مصلحة فرنسا إعطاء دفعة جديدة لعلاقتها الثنائية مع مصر مع ضرورة مراعاتها رغبة القاهرة في تنويع تحالفاتها والاعتماد على شركاء حقيقيين ، مشيرا إلى أن تعزيز التعاون المصري-الفرنسي ستكون له دلالة جيوسياسية في غاية الأهمية.
ولفت شارل سان-برو إلى جهود مصر لمكافحة التطرّف ومواصلة برنامجها للإصلاح الاقتصادي وإلى احتياجها في تلك المعركة المزدوجة لتنويع تحالفاتها والاعتماد على أصدقاء فعليين.
وشدد على الحاجة المهمة لتشكيل محور مصري فرنسي ، مؤكدا أن صفقة الرافال ودفع التعاون العسكري بين البلدين عكس إصرار الرئيس عبد الفتاح السيسي على استعادة الدور الإقليمي لمصر وانتهاج سياسة مستقلة.
وفي ختام تصريحاته ، أكد مدير مرصد الدراسات الجيوسياسية بباريس أن فرنسا تعد القوة العظمى الوحيدة التي تتبنى سياسة عربية وتعتبر العالم العربي شريكا مهما ومتميزا، مضيفا أن التواجد الفرنسي في العالم العربي يظهر في المناحي الثقافية و السياسية والاقتصادية والإنسانية وفقا لأهداف استراتيجية جوهرية.
ويبدأ الرئيس الفرنسي الأحد القادم زيارة رسمية لمصر تستمر يومين على رأس وفد وزاري واقتصادي رفيع المستوى، وذلك في إطار جولة في الشرق الأوسط تشمل لبنان والأردن.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة