إنطلاق عملية إختيار الأمين العام الجديد للأمم المتحدة

انطلقت أمس الثلاثاء عملية اختيار الأمين العام الجديد للأمم المتحدة ، ولأول مرة في تاريخ المنظمة في إطار مناقشات عامة مفتوحة يتولى خلالها كل مرشح عرض رؤيته و برنامجه لأرفع منصب دبلوماسي في العالم، وذلك بعد أن كانت تتم وراء أبواب مغلقة بمشاركة قلة من الدول العظمى.

وأوضح المكتب الإعلامي للأمم المتحدة بالقاهرة أنه سيتم بداية من اليوم تقديم المرشحين رسميا "وهم ثمانية" رؤيتهم أمام الجمعية العامة - التي تضم ممثلي 193 دولة عضوا، إضافة للمراقبين ودولة فلسطين والكرسي الرسولي –(الفاتيكان) على إمتداد ثلاثة أيام من الحوارات غير الرسمية ، و يمكن للجمهور ا طرح أسئلة من خلال منظمات المجتمع المدني ووسائل التواصل الإجتماعي.

و قال موغنس ليكيتوفت، الرئيس الحالي للجمعية العامة إن عملية إختيار الأمين العام الجديد ستكون "مناسبة أخرى لزيادة شفافية آليات عمل الأمم المتحدة ".

وستتاح لكل مرشح مدة ساعتين تنقل مباشرة عبر التلفزيون والبث عبر الإنترنت تبدأ بعرض شفوي قصير ، وإضافة لذلك يقدم كل مرشح، أو مرشحة عرضا مكتوبا لرؤيته في أفق عام 2017 وما بعده. وبعد العرض الشفوي التمهيدي للمرشح ستتاح للدول الأعضاء دقيقتان أو ثلاث دقائق لطرح الأسئلة نيابة عن بلدانهم أو مجموعتهم الجغرافية.

وفي حال توفر متسع من الوقت في نهاية الساعتين المخصصتين للمرشح سيكون بإمكانه الإجابة على أسئلة مقدمة من قبل المجتمع المدني ، وإذا لم يكن الوقت كافيا سيكون بإمكان المرشحين التعريف بحملتهم خارج قاعة الجمعية العامة عبر وسائل الإعلام، وإضافة لوسائل الإعلام التقليدية، يتم تشجيع المرشحين على اللجوء لوسائل التواصل الإجتماعي .

و قد بادر رئيس الجمعية العامة ودائرة الأمم المتحدة للاتصال بالمنظمات غير الحكومية ببعث موقع على شبكة الانترنت يمكن للناس من خلاله توجيه أسئلة كتابة، أوبالفيديو أو الصوت تحت وسم #UNSGcandidates

و ستتطرح الأسئلة المنتقاة أثناء الحوارات غير الرسمية ، و قد قدم أكثر من 500 سؤال تراوحت بين "ماهي المعايير التي سيعتمدها المرشح لتعيين كبار المسؤولين؟ " أو "كيف ستمكن التدابير التي يتخذها من القضاء على الفقر في العالم ؟ " إلى "كيف ستحققون السلام في الشرق الأوسط؟ ".

وقال رئيس الجمعية العامة إن وسائل التواصل الاجتماعي ستلعب دورا هاما جدا في هذه العملية، معربا عن أمله في أن يأخذ المرشحون وقتهم للرد على جميع الأسئلة خلال الأسابيع والأشهر المقبلة.

وأعرب السيد ليكيتوفت عن الأمل في أن تتوج عملية الإختيار ، لأول مرة في تاريخ الأمم المتحدة، بعملية شفافة جدا تعبر بوضوح أكبر عما تنتظره الدول الأعضاء من الأمين العام القادم. و أضاف رئيس الجمعية العامة أن هناك إدراكا متناميا ، حتى لدى القوى الكبرى، بأن أهم المشكلات الوجودية في هذا العالم لا يمكن حلها إلا بالتعاون. ولذلك " نحتاج إلى أمم متحدة قوية، وهو ما يجب أن ينعكس في الطريقة التي تختار بها الأمين العام الجديد و في الكفاءات التي نطلب توفرها فيه ".

ومن ضمن المترشحين الثمانية لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة توجد أربع نساء، ثلاثة منهن من أوروبا الشرقية و إحداهن مسؤولة حاليا بالأمم المتحدة.