مستشار موارد الماء والري بمنظمة «الفاو» يحذر الدول العربية من خطر المجاعة.. «كراجه»: زيادة عدد السكان ونقص المياه والمحاصيل الزراعية ينبئ بكارثة.. ومشروع معالجة مياه الصرف الصحي يلقى رفضا شعبيا

الأربعاء، 06 أبريل 2016 03:26 م
مستشار موارد الماء والري بمنظمة «الفاو» يحذر الدول العربية من خطر المجاعة.. «كراجه»: زيادة عدد السكان ونقص المياه والمحاصيل الزراعية ينبئ بكارثة.. ومشروع معالجة مياه الصرف الصحي يلقى رفضا شعبيا
رامي جلال

-65 % من المياه المتوافرة بالمنطقة العربية هي من الخارج
- 14 دولة عربية تعاني من فقر مائي مدقع
- ملء سد النهضة خلال 3 سنوات ستكون له آثار وخيمة


حذر الدكتور فوزى كراجه، مستشار موارد الماء والري بمنظمة «الفاو»، من حدوث مجاعة بالدولة العربية نتيجة الزيادة المفرطة في عدد السكان، فى حين يقابلها نقص في موارد المياه بمقدار 10 % نتيجة التغيرات المناخية، وكذلك نقص في المحاصيل الزراعية. التي نحتاج مضاعفتها إلي ثلاث أضعاف حاليا.

وقال كراجه، خلال حوار مطول مع «صوت الأمة»، إن «الفاو.. تهدف إلي تقليل الفقر والجوع وتعمل علي الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية الماء والأرض والهواء والحفاظ علي هذه الموارد للأجيال الحالية والأجيال القادمة. وتضم في عضويتها 200 دولة ولها 5 مكاتب إقليمية ولها فروع في130 دولة.

وكشف مستشار موارد الماء والري بمنظمة «الفاو»، أن المنطقة العربية تعاني من عديد من المشاكل، منها أن نصيب الفرد من المياه عالميا 7 آلاف متر مكعب في السنة، في حين أن نصيب الفرد في المنطقة العربية 700 متر مكعب، وفي الوقت الذي تبلغ مساحتها 10 % تقريبا من العالم وعدد سكانها 5 % من سكان العالم نجد أن كمية الأمطار التي تصلها 2% من أمطار العالم.

وأضاف:« لذا فإن دور الفاو يكون محوري في مثل هذه الظروف التي تحتاج فيها مثل هذه الدول لمعرفة التقنيات الحديثة في معالجة المياه وكيفية استخدامها، وأهم المحاصيل الزراعية التي يمكن زراعتها في هذه الدول».. وإليكم نص الحوار.

-في البداية ما هو دور منظمة «الفاو» في المنطقة العربية؟

الفاو تهدف إلي تقليل الفقر والجوع وتعمل علي الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية الماء والأرض والهواء والحفاظ علي هذه الموارد للأجيال الحالية والأجيال القادمة، وتضم في عضويتها 200 دولة ولها 5 مكاتب إقليمية ولها فروع في130 دولة.

المنطقة العربية تعاني من العديد من المشاكل منها أن نصيب الفرد من المياه عالميا 7 آلاف متر مكعب في السنة في حين أن نصيب الفرد في المنطقة العربية 700 متر مكعب وفي الوقت الذي تبلغ مساحتها 10 % تقريبا من العالم وعدد سكانها 5 % من سكان العالم نجد أن كمية الأمطار التي تصلها 2% من أمطار العالم، لذا فإن دور الفاو يكون محوري في مثل هذه الظروف التي تحتاج فيها مثل هذه الدول لمعرفة التقنيات الحديثة في معالجة المياه وكيفية استخدامها، وأهم المحاصيل الزراعية التي يمكن زراعتها في هذه الدول.

-انتشرت في الآونة الأخيرة مصطلح «الفقر المائي».. ماذا يعنى المصطلح؟

الفقر المائي يعني أن نصيب الفرد 1000 متر مكعب فيما يكون فقر مائي مدقع إذا كان نصيب الفرد أقل من 500 متر مكعب وهناك 14 دولة عربية تعاني من فقر مائي مدقع.

-في ضوء ما ذكرته كيف تقيم الوضع المائي في المنطقة العربية؟

تواجه المنطقة العربية زيادة مفرطة في عدد السكان يقابلها نقص في موارد المياه بمقدار 10 % نتيجة التغيرات المناخية، وكذلك نقص في المحاصيل الزراعية التي نحتاج مضاعفتها إلي ثلاث أضعاف حاليا، لذا إذا استمر الوضع علي ما هو عليه فسوف تدخل المنطقة العربية في مجاعة.

-بمناسبة التغيرات المناخية هل ستصبح المنطقة العربية منطقة مطيرة؟

يتوقع عجز في كمية الأمطار علي المنطقة العربية بمقدار 10 % مقابل زيادة في الأمطار علي الهضبة الأثيوبية بمقدار 20 % مما يعني زيادة مياه نهر النيل.

-ما هي الحلول من وجهه نظرك لمواجهة شح المياه في المناطق العربية؟

65 % من المياه المتوافرة في المنطقة العربية هي من خارج المنطقة العربية، لذا فأن الحل ليس بناء سدود بل الاستخدام الأمثل للمياه المستخدمة سواء المستخدمة في الزراعة أو مياه الصرف الصحي.

كما تحتاج هذه الأزمة لتوافر كفاءات وأن يكون الخريجين بالكيف وليس بالكم، بمعني أن عدد الخريجين من المهندسين لا يتناسب مع ما يقدمونه، والتحدي الآخر توفير الاستثمارات في المشاريع المائية والزراعية وتحقيق تكامل بين الدول العربية بمعني أن هناك دول لديها إمكانيات مادية ولا تمتلك إمكانيات بشرية وكذلك استخدام المياه الغير التقليدية مثل المياه شبه المالحة.

حيث أن 70 % من مواردنا المائية من المياه الجوفية شبة المالحة والتي حد الملوحة بها أقل من مياه البحر وأعلي من مياه الشرب، لذا يمكن استخدام هذه المياه بمعالجة بسيطة لتغطية زراعات الأعلاف والنخيل وكذلك المياه المعالجة من الصرف الصحي هي في الأصل مياه طبيعية نقوم بإعادة تدويرها كي ترجع إلي صورتها الطبيعية مرة أخري.

ويواجه هذا النوع مشكلة عدم القبول الشعبي لذا فإن مصطلح المياه المعاد تدويرها أفضل، ويستحسن تجنب كلمة مياه الصرف الصحي وتستخدم هذه المياه في عدة استخدامات منها حقن الأرض وتكوين جدار مائي لزيادة خصوبة التربة ومواجهه زيادة ملوحة التربة الناتجة عن تدفق المياه المالحة إلي التربة حيث أن المياه العذبة تدفع المياه المالحة.

وماذا عن ما يقال بأن هذه المياه قد تسبب أمراض؟

قد يحدث إذا لم تكن المعالجة صحيحة والاستخدام صحيح.. ولكن في وجود التقنيات الحديثة تصبح هذه المياه أكثر نقاء من مياه النهر وتستخدم في زراعة العديد من المحاصيل مثل الفراولة والطماطم والخيار والخص، كما يمكن خفض التكلفة باستخدام المعالجة الجزئية لزارعة الأعلاف، وقد نجحت عده دول منها تونس في استخدام هذه المياه بنسبة 17 % والأردن بنسبة 14 % ومصر تقوم بإعادة تدوير مليار ونصف متر مكعب من ثمانية مليار متر مكعب.

التكلفة العالية هي أحد مشكلات إعادة تدوير المياه.. كيف نتغلب عليها؟

التكلفة تكون حسب الطلب بمعني أن هناك مصانع تنتج مواد صلبة وتستخدم مياه كثيفة لن تحتاج هذه المصانع للقضاء علي البكتريا في هذه المياه، لذا لا نقوم بتدوير هذه المياه كليا وكذلك الأحياء تقوم برش الشوارع ونباتات الزينة التي لا تأكل بالمياه هل تحتاج هذه النباتات لتدوير المياه كليا، بالطبع لا فمن ثم تنخفض التكلفة.

-ما هي أهم تجارب الفاو في مصر في مجالات الزراعة؟

قمنا بتجربة في الشرقية لزراعة سلالات حديثة من القمح أدت إلي زيادة بالإنتاجية قدرها 15% وتسببت في وفرة بالمياه المستخدمة في الري بمقدار 20 % وكذلك وفرة في السماد بمقدار35 %.

ونجحت هذه التجربة وانتشرت لتمتد إلي 22 محافظة ولك أن تعلم أنه إذا استخدمت هذه التقنية في زراعات البرسيم والقمح في مصر ستوفر 6 مليار متر مكعب.

-ما هو دور الفاو في حل نزاعات المياه بين الدول.. وما مدي تأثير سد النهضة علي مصر؟

منظمة الفاو هي منظمة الغذاء والزراعة بالأمم المتحدة وعملها هو فني وهناك منظمات أخري داخل الأمم المتحدة تقوم بحل هذه المنازعات، ولكن نقوم في كل كتبنا ومنشوراتنا بالتوصية بكيفية الاستخدام الأمثل للمياه، والقوانين الدولية موجودة وهناك اتفاقيات مشتركة تلزم الدول بحصص معينة في المياه.

وفيما يخص سد النهضة وتأثيره فكل ما هو هندسي له احتمالية خطورة سواء عمارة، أوكوبري، أو سد. و5 % من كمية الأمطار التي تسقط علي أثيوبيا هي التي تصل إلي مصر عن طريق نهر النيل وإثيوبيا تحتاج مصر بنفس القدر الذي تحتاجه مصر لأنه لولا نهر النيل لغرقت أثيوبيا، وملء السد خلال 3 سنوات له آثار وخيمة أما إذا تم الملء خلال 10 سنوات فإن العواقب سوف تكون محدودة.

-يواجه الفلاحين أزمة في الحصول علي الطاقة كيف تعاملت الفاو مع هذا الشأن؟

الطاقة التقليدية تؤثر علي ارتفاع درجة حرارة الأرض كما أنها أصبحت تعاني من ندرة في وجودها وصعوبة نقلها لذا قمنا بتوفير مواتير مياه تستخدم الطاقة الشمسية وقد يراها المزارع مكلفة لكنها في حقيقة الأمر أن لمزارع الذي يستخدم الطاقة الشمسية يعود له قيمة ما دفعة خلال 3 سنوات ويكون لدية مصدر دائم للطاقة، بالإضافة إلي أنه يمكن ربط الطاقة الشمسية الخاصة بالمزارع بشبكة رئيسية مع الدولة، كي يعطي المزارع الطاقة الزائدة عن استخدامه للشبكة الرئيسية مقابل أموال.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة