كاتب بريطاني: الذعر ينتاب «كاميرون» ورفاقه بالاتحاد الأوروبي

الأحد، 13 مارس 2016 02:27 ص
كاتب بريطاني: الذعر ينتاب «كاميرون» ورفاقه بالاتحاد الأوروبي
رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون

قال الكاتب البريطاني سيمون هيفر، إن قادة معسكر بقاء المملكة في الاتحاد الأوروبي قد بدأ ينتابهم الذعر.

واستهل مقاله في صحيفة (الـصانداي تلغراف) بالإشارة إلى أن موقف رئيس الوزراء ديفيد كاميرون الصعب في معسكر بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي لم يكن بحاجة إلى مزيد من التعقيد بفضل خطوات يتخذها نظراؤه من قادة القارة العجوز.

ورصد هيفر، تحركات من جانب المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل لإلغاء قيمة تأشيرات دخول الاتحاد الأوروبي للأتراك البالغ تعدادهم نحو 75 مليون نسمة، وذلك بفضل ابتزاز النظام التركي القمعي، بحسب وصف الكاتب الذي قال إنه "في ظل انعدام السيادة على الهجرة الداخلية في الاتحاد الأوروبي، فعندما تقول السيدة ميركل إن 75 مليون تركي يمكنهم أن يدخلوا أوروبا، عندئذ يكون بإمكان هؤلاء دخول بريطانيا بالتبعية".

واعتبر هيفر مثل هذه الخطوة، بمثابة "إضافة إلى مبررات تصويت البريطانيين لصالح الخروج من الاتحاد"، محذرا من أنه حال التصويت لصالح البقاء في الاتحاد في 23 يونيو المقبل، فإن الحال ستبقى على ما هي عليه إن لم تتدهور إلى أسوأ من ذلك؛ إذ "سنُمْسي تحت رحمة مزيد من القرارت الشبيهة التي لا يتخذها قادة 27 دولة أخرى وإنما تتخذها "امرأة واحدة" من مقرّ سلطتها في برلين".

ولفت هيفر إلى أن المشكلة الرئيسية للبريطانيين مع الاتحاد الأوروبي تتلخص في عدم القدرة على وقْف تدّفُق الناس في دول الاتحاد إلى بريطانيا، وهو ما لم يطالب به كاميرون في مفاوضاته مع قادة الاتحاد.. وفي المقابل شرع كاميرون من موقع ضعيف في حملةٍ للإقناع بالبقاء في الاتحاد طالما أن شيئا من شأنه إثارة مخاوف الناس لم يحدث .. غير أن الأمور لا تلبث تزداد سوءا يوما بعد يوم".

وسخر الكاتب من محاولات مَن وصفهم بالمروّجين للخوف، ترهيب ذوي النفوذ تارة وترغيبهم وتملقهم تارة أخرى لإقناعهم بالتصويت لصالح البقاء في الاتحاد.

ورصد هيفر، إعلان نحو 150 باحثا علميا، الأسبوع الماضي، أن البحث العلمي سيتأثر سلبًا حال مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي، وبحسب هؤلاء فإن نحو 4ر2 مليار استرليني في صناديق البحث العلمي قد أتت من الاتحاد الأوروبي على مدى الأعوام السبعة الماضية.

وعلق صاحب المقال على هذا الإعلان، قائلا إن فكرة احتياج المؤسسة العلمية البريطانية إلى بروكسل فكرة خبيثة وغير صحيحة، والقائمين عليها كان ينبغي أن يكونوا من الذكاء بمستوى يعصمهم من فضيحة الترويج لها.

ونوّه هيفر، في هذا الصدد عن أن العام الماضي 2015 شهد مساهمة المملكة المتحدة بـ 13 مليار جنيه استرليني إلى ميزانية الاتحاد الأوروبي فيما تلقت 5ر4 مليارات استرليني فقط في المقابل.. و"إذا كان معظم هؤلاء الباحثين هم علماء بالرياضيات، فإنهم ليسوا في حاجة إلى شخص مثلي ليخبرهم كم كانوا سيأخذون من الحكومة إذا لم نكن ندفع صافي 5ر8 مليارات استرليني سنويا إلى بروكسل".

ورصد هيفر، كذلك، محاولة "المستر كاميرون" تخويف المزارعين البريطانيين بالقول إنهم قد يخسرون 330 مليون استرليني سنويا في صادرات لحوم الأبقاء والضأن حال التصويت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي.. "كيف لكاميرون أن يعرف؟ هل ثمة قسم مختص في الحكومة يضطلع بتلك الحسابات؟".

ورأى صاحب المقال أنه من شأن الترويج للخوف والأكاذيب، لا سيما في حملة ممتدة لمدة ثلاثة أشهر أخرى - من شأن ذلك أن يأتي بنتائج عكسية بشكل كبير، كما أن العامة سيجدون الوقت الكافي للوقوف على ما تعكسه تلك المحاولات من يأس متزايد لم يكن يومًا عامل جذب على صعيد القيادة السياسية، علاوة على ما تعكسه من إفلاس تام على صعيد النقاش المقنع.

وتابع هيفر، "لا عجب إذن من قول رئيس الوزراء الأسبق، توني بلير إن حملة البقاء تفتقر إلى القوة؛ هي بالفعل كذلك؛ فإن أحدا لا يستطيع التعاطف مع حملة البقاء في "نادٍ عضويته باهظة التكلفة، وأثقلت كاهله البيروقراطيةُ، وغير ديمقراطي، وفاسد، ومتعثر اقتصاديا، وغير واعد".

ورأى هيفر أن الوقت قد حان لكي توقف الحكومة البريطانية تلك الحملات المروجة للخوف والأكاذيب الداعية للبقاء في عضوية نادٍ يزداد شبهه بالاتحاد السوفياتي القديم يوما بعد يوم".

وأكد هيفر، أن الأدلة تتوالى واحدا تلو الآخر مُظهرةً مدى تضرر بريطانيا من عضويتها في الاتحاد الأوروبي، على نحو يزداد معه تردّي موقف كاميرون ورفاقه في معسكر البقاء بالاتحاد عبر أفعال تبدُر عنهم ناطقةً بالعجز وعدم الأمانة.

واختتم هيفر مقاله مخاطبا البريطانيين "إذا ما كنتم لا تزالون قيد التفكير في قرار التصويت، فاسألوا أنفسكم هذا السؤال: "إذا كانت الحاجة إلى البقاء في الاتحاد الأوروبي واضحة بشكل قوي لا يمكن إنكاره، فلماذا إذن يبدو المستر كاميرون ورفاقه وكأنهم بصدد عمل يستحيل إنجازه؟"

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة