«ملتقى ومسجد النيلين» بالسودان.. معالم سياحية غلبها النسيان

الثلاثاء، 08 مارس 2016 11:24 ص
«ملتقى ومسجد النيلين» بالسودان.. معالم سياحية غلبها النسيان
صورة ارشيفية

تزخر السودان بالمعالم السياحية الخلابة التي أبدعتها الطبيعة وجسدتها بصورة لامثيل لها بالعالم لكنها "منسية" لا يعرفها الكثيرون ومن أهمها كل من "ملتقى النيلين"، و"مسجد النيلين" اللذين يعدان من أبرز معالم العاصمة المثلثة الخرطوم.

ويعد "ملتقى النيلين" - النيل الأزرق والأبيض - بمثابة صورة من الإبداع والجمال الخلاب التي نسجتها الطبيعة، فعندما تشاهده من أول وهلة ستعيش معهما اللحظة الخالدة التي لا تتكرر وتشعر بدفء العلاقة وكأنهما صديقان متعانقان يلتقيان بكل شوق فى عناق أبدي، حيث يمتزج النهران ليكونا في نقطة التلاقي نهر النيل العظيم الذي يعتبر من أطول أنهار الكرة الأرضية .

ويقترن النيل الأزرق، الذي يأتي من أقصى شرق القارة الإفريقية من مرتفعات بحيرة تانا الأثيوبية، مع النيل الأبيض الذي ينبع من بحيرة فيكتوريا ثالث البحيرات العظمى على حدود كل من أوغندا، تنزانيا، وكينيا، وكليهما لديه لون مختلف في نقطة تسمى (البرزخ).

ولقد ألهمت لحظة اقتران النيلين العديد من الشعراء للكتابة عنه، ومنهم الشاعر المصري صلاح عبد الصبور الذي كتب نصا شعريا أنيقا عن الالتقاء العظيم، إبان مؤتمر للدول العربية عام 1967م بالخرطوم، فكتب رائعته (سمرا) والتي يقول فيها هما نهران في مجرى..تبارك ذلك المجرى..فيسراه على اليمنى..ويمناه على اليسرى...وهذا الأزرق العاتي..تدفق خالدا حرا ..وذاك الأبيض الهادي..يضم الأرزق الصدرا..فما انفصلا ولا انحسرا..ولا اختلفا ولا اشتجرا.... ثم لحنها الفنان الراحل سيد خليفة وقام بأدائها بطريقته المتفردة .

وعلى الرغم من انشغال الأشخاص وتجاهلهم "للملتقى" إلا أنه لا يزال يمنحهم الخير الوفير والسعادة ويظل شاهدا على قهقهات الأصدقاء وأفراح الأسر وثورات الشعب.

ويأتى إلى جوار "ملتقى النيلين" بشاطىء أم درمان معلم سياحي آخر بارز من حيث الموقع والتصميم يبدو من بعيد وكأنه جوهرة أو صدفة عملاقة تسطع من قلب النيل هو "مسجد النيلين"، وكلما تقدم العلم أبدع المصممون فى بناء المساجد وفى طرق تجميلها بأحدث الوسائل الحديثة، حيث تأتى فكرة بناء المسجد من مشروع تخرج لطالب من كلية الهندسة والمعمار بجامعة الخرطوم في منتصف السبعينيات، حيث أنه يعد أول مبنى يشيد في السودان من قواطع الألومنيوم بدون أعمدة رفع إذ يتصل السقف بالأرض مباشرة تماما كالصدفة.

ويرمز المسجد إلى الجوهرة ويقصد بها "الإسلام" التى تخرج من الماء وتشع نورا واختار الماء لطهره ونقائه ، وتم اختيار المسقط الأفقي بشكل دائرة ليعطي معاني التكافؤ في عبادة الله، بالإضافة إلى تشييده فوق ربوة صناعية لتأكيد شموخه، وتم افتتاحه في 2 سبتمبر 1984، في عهد الرئيس الأسبق للسودان جعفر محمد نميري.

ويتميز موقع مسجد النيلين بأنه الموقع الأقرب إلى النيل الرئيسى وبالتالي يعد أول وأكبر مسجد يقام على النيل من منبعه إلى مصبه

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة