بالفيديو.. ننشر نص كلمة «السيسي» أمام البرلمان الياباني

الإثنين، 29 فبراير 2016 07:17 ص
بالفيديو.. ننشر نص كلمة «السيسي» أمام البرلمان الياباني
الرئيس عبدالفتاح السيسي

ألقى الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، كلمة تاريخية أمام البرلمان الياباني، هي الأولي من نوعها، أعرب فيها عن شكر وتقديره لأعرق الحضارات في التاريخ الإنساني الحضارة اليابانية.

وقال السيسي في كلمته: "جئت إليكم حاملًا رسالة تعاون وإخاء من الشعب المصري، لأعبر لكم عن تقديري العميق، لإسهام حضارتكم العظيمة في إثراء التراث الإنساني، ودعمها للسلام والتنمية على مدار عقود طويلة التزمت فيها بنهج الدولة المحبة للسلام، وهي القيم التي تعكس تعاليم الإسلام، ومبادئه، وتجسدها على أرض الواقع".

وأضاف "السيسي"، قائلًا: "يطيب لي أن أعرب عن إعجاب شعب مصر وتقديري الشخصي العميق، لما يقدمه شعب اليابان من قدوة مثالية، ونموذج حضاري فريد، استطاع أن يحول من خلاله القيم الأخلاقية الرفيعة، والتحلي بروح الجماعة إلى واقع ملموس في مختلف ربوع اليابان".

وأشار "السيسي" إلى أن الشعب الياباني ضرب مثلًا حيًا، حطم من خلاله أسطورة المستحيل، وتمكن في غضون سنوات قليلة بالنسبة إلى عمر الأمم من تحقيق طفرة اقتصادية وتنموية هائلة، كانت وستظل مسار إعجاب الجميع.

وأكد "السيسي" أن اليابان نشرت العلم والنور، وبلغت العلا، وأصبحت مثلًا يحتذى به، قائلاً: "كم من قصيدة نظمها أمير الشعراء أحمد شوقي تضمنت الإشادة بأمة اليابان، وكم من قصيدة استلهمها شاعر النيل حافظ إبراهيم من وحي اليابان في مقدمتها غادة اليابان".

وعبر "السيسي" عن إعجابه بروح الجماعة التي انتهاجها الشعب الياباني في طفرته الاقتصادية حققت النمو في مختلف ربوع اليابان".

واستطرد الرئيس: "إن في حياة الأمم والشعوب لحظات تاريخية فارقة يتعين فيها على كل محب لوطنه، وخلص لأمته أن يعلي مصلحة الوطن على ما عداها وأن يلبي نداء وطنه ويعمل على تحقيق رفعته ومجده".

وتطرق في كلمته إلى حضارة الشعب المصري قائلاً: "استطاع شعب بلادي بحضارته العظيمة وقيمة الراسخة إنفاذ أرادته الحرة وخيارته المستقلة ونجح في الحفاظ على كيان الدولة المصرية العريقة ومؤسساتها الراسخة، وجنب مصر الانزلاق إلى مصائر دول أخرى في المنطقة مزقتها الفرقة والحرب الأهلية وضاعف الإرهاب البغيض من معاناة شعوبها".

وعن الظروف والتحديات الإقليمية والاقتصادية التى تواجه مصر، قال: "على الرغم من التحديات الداخلية ودقة الظروف الإقليمية نجحت مصر في تنفيذ استحقاقات خارطة المستقبل التي توافقت عليها القوى الوطنية وصولًا إلى تشكيل مجلس النواب الجديد الذي يضم 596 نائبًا ويشهد أكبر تمثيل للمرأة المصرية والشباب علاوة على تمثيل ذوي الاحتياجات الخاصة".

ونوه السيسي إلى أن مجلس النواب المصري يتطلع إلى تفعيل نصوص الدستور المصري، قائلاً: "سيطلع المجلس بتفعيل نصوص الدستور وما تضمنه من مواد غير مسبوقة في الحقوق والحريات، وذلك في إطار التزام الدولة المصرية بمواصلة النهج الديمقراطي الذي بدأته، وإعلاء مبادئ دولة القانون والفصل بين السلطات واحترام حقوق الإنسان، ليس فقط على الصعيد السياسي والمدني الذي يتعين تنميتهما ولكن أيضا على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، من أجل تلبية طموحات وآمال الشعب المصري في حياة كريمة ينعم فيها بالأمن والاستقرار".

وقال الرئيس السيسي، إنه يتطلع إلى توثيق علاقة مجلس النواب مع البرلمان الياباني إثراء للبعد الشعبي في العلاقات المصرية اليابانية الراسخة وتأكيدا أن هذه العلاقات لا تأتي فقط على المستوى الرسمي وإنما تكللها مباركة شعبية تدفعها وتنميها وترتقي بها إلى آفاق أرحب ومستوى أكثر تميزًا .

وأضاف أن شعب مصر في سبيل تحقيق أحلامه وبناء مستقبله يمد يده بالتعاون والمحبة للشعوب الصديقة الجادة التي تدرك حقا معنى وقيمة الأوطان لتساهم معهم في مواصلة مسيرته التنموية على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي.

وعن المشروعات الاقتصادية أكد الرئيس أن مصر تمضي على صعيد التنمية الاقتصادية بخطى واثقة وتدشن وتنفذ العديد من المشروعات على مختلف المستويات سواء التنموية الكبرى مثل مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس وما يضمه من مناطق اقتصادية خاصة، ومشروعات لوجستية وخدمية، ومشروع استصلاح وتنمية المليون ونصف المليون فدان، اعتمادًا على المياه الجوفية للمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي .

كما أشار في كلمته إلى أن مشروع الشبكة القومية للطرق باعتبارها شرايين اساسية للعملية التنموية، بالإضافة إلى المشروعات الصغيرة والمتوسطة لما تساهم فيه من توفير فرص عمل وتشغيل للشباب، فضلًا عما تحققه من انتشار أفقي سريع يساعد الدولة على إقامة مجتمعات تنموية وعمرانية متكاملة .

وتابع الرئيس السيسي، قائلًا "إن مصر تتطلع للتعاون مع اليابان في مجال التعليم للاستفادة من تجربتها الرائعة التي جمعت بين الجودة الرفيعة للعملية التعليمية مع الاهتمام البالغ بغرس القيم الإنسانية الراقية للوطنية والعمل الجماعي الذي أصبح رافدًا أساسيًا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية" .

واستكمل حديثه: الحضور الكريم.. إن الواقع الإقليمي لأي دولة مثلما يتيح لها فرص النمو والتقدم إذا كان آمنا ومستقرًا، فإنه قد يمثل لها تحديًا يضاف إلى أعبائها ويضاعف مسؤولياتها، لاسيما إذا كان واقعًا مضطربًا يموج بالتحديات، ومن واقع مسؤولية مصر الإقليمية والتاريخية فقد كانت صاحبة المبادرة والريادة في إطلاق عملية السلام في الشرق الأوسط، ورغم الظروف الصعبة التي مرت بها مصر في الأعوام الأخيرة، إلا إنها كانت حريصة على الوفاء بالتزاماتها وفقًا لاتفاقيات السلام، بل واستمرت في القيام بما يمكنها من جود لإحياء المفاوضات بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي، إيمانًا من الدولة المصرية أن استعادة الاستقرار المنشود في منطقة الشرق الأوسط لن يتأت دون حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، ينهي معاناة الشعب الفلسطيني التي طالت لعقود ويضمن له حياة كريمة في إطار دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية".

وعن موجة الإرهاب التي تضرب الشرق الأوسط، قال: "ولا يخفى عليكم أن الجماعات الارهابية لطالما استغلت القضية الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني، كذريعة لتبرير أعمالها الإجرامية ضد دول العالم، وكدلك في دعاياتها لاستقطاب عناصر جديدة إلى صفوفها، وتواصل مصر مساعيها جاهدة للتوصل إلى تسويات سياسية للأزمات المتفاقمة في سوريا وليبيا واليمن بما يحافظ على وحدة هذه الدول الشقيقة، وتقدر مصر الجهود اليابانية إزاء تسوية هذه القضايا التي تتوافق وجهات نظر حكومتي مصر واليابان تجاهها".

وفي نهاية كلمته بالبرلمان الياباني قال: "السيدات والسادة نواب الشعب الياباني، أكرر لكم شكري على إتاحة هذه الفرصة للتواجد بينكم، وأرحب بكم في مصر ضيوفًا أعزاء وأصدقاء أوفياء، نتعاون في كافة المجالات ذات الاهتمام المشترك بما يحقق طموحات شعبينا نحو مستقبل أفضل للجميع، تلك كانت كلماتي إليكم تحدثت معكم من خلالها بكل صدق وأرجو أن يكون صداها الذي تردد بين جنابات هذا البرلمان العريق، قد أقنع عقولكم ولمس قلوبكم، إنها رسالة سلام ومحبة وتعبير صادق عن أرادة شعب بلادي، ورغبته في العمل والتعاون مع اليابان وشعبها، ودعوة خالصة من القلب لنضع أيدينا معًا لنقدم للعالم نموذجًا في إيجابية العلاقات الدولية وتوظيفها لخير الإنسانية وبناء الحضارات.. شكرًا لكم.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق