«حرب على جبهتين».. روسيا تتحدى أمريكا والغرب دبلوماسيا وتحقق مكاسب عسكرية لـ"الأسد"

الأحد، 14 فبراير 2016 03:32 ص
«حرب على جبهتين».. روسيا تتحدى أمريكا والغرب دبلوماسيا وتحقق مكاسب عسكرية لـ"الأسد"
تنظيم "داعش"

رجحت روسيا، أمس، فشل خطة لوقف إطلاق النار في سوريا، في حين استعادت القوات الحكومية مدعومة بغارات جوية روسية مناطق خاضعة للمعارضة قرب حلب، وبدأت تتطلع للتقدم نحو محافظة الرقة معقل تنظيم "داعش".

وطفت على السطح خلال مؤتمر ميونيخ خلافات القوى الدولية، حيث رفضت روسيا اتهامات فرنسية بأنها تقصف مدنيين بعد يوم واحد من اتفاق هذه القوى على وقف الأعمال العدائية ينتظر أن يبدأ خلال أسبوع.

وكرر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، اتهاماته لروسيا، بأنها تضرب "جماعات معارضة شرعية" ومدنيين في حملة القصف التي تشنها في سوريا، قائلًا إن على موسكو تغيير أهدافها لاحترام وقف إطلاق النار.

وازدادت حدة الصراع في سوريا -الذي شهد تحولًا بعد التدخل الروسي في سبتمبر- على الرغم من سعي الأمم المتحدة إحياء محادثات السلام، وصدر قرار بتعليق المباحثات هذا الشهر في جنيف قبل أن تحرز أي تقدم.

وفي مؤشر آخر على التصعيد، قال مصدر عسكري تركي، إن بلاده قصفت أهدافًا لوحدات كردية قرب بلدة أعزاز السورية اليوم، وقال مصدر كردي إن القصف أصاب قاعدة منغ الجوية بريف حلب الشمالي، مضيفًا أن من استولى على القاعدة هو جماعة جيش الثوار الموالية للأكراد.

ويستعد الجيش السوري كذلك للتقدم صوب معقل "داعش" في الرقة للمرة الأولى منذ 2014 في خطوة تستبق على ما يبدو أي تحرك من جانب السعودية لإرسال قوات برية إلى سوريا لقتال الإرهابيين.

وقال مصدر عسكري سوري، إن الجيش استعاد مواقع بين حماة والرقة خلال اليومين الماضيين وينوي التقدم أكثر، مضيفًا: "تستطيع أن تقول إنها مؤشر على اتجاه الأعمال القادمة باتجاه الرقة، وبشكل عام المحور صار مفتوحًا باتجاه الرقة، وهي منطقة على الحدود الإدارية بين حماه والرقة".

ولا يمثل اتفاق وقف الأعمال القتالية هدنة رسمية، إذ لم توقع عليه الأطراف المتحاربة وهي الحكومة السورية ومقاتلو المعارضة الذين يسعون للإطاحة بالأسد في الحرب المندلعة منذ خمسة أعوام، وأسفرت عن سقوط 250 ألف قتيل.

وإذا استعاد الجيش السوري حلب وأغلق الحدود مع تركيا، ستوجه دمشق ضربة ساحقة للمقاتلين الذين كانوا يحققون تقدمًا إلى أن تدخلت روسيا في سبتمبر الماضي، دعمًا لحكم الأسد ولتمهيد الطريق أمام التقدم الحالي.

وقالت روسيا، إنها ستواصل قصف تنظيم "داعش"، وجبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة التي تقاتل في العديد من المناطق في غرب سوريا، قوات الحكومة مع مقاتلي المعارضة الذين تعتبرهم دول غربية، معتدلين.

وعندما سئل وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف خلال مؤتمر الأمن في ميونيخ اليوم، عن تقييمه لفرص نجاح اتفاق وقف الأعمال العدائية، قال إنها "49 في المائة".

وعندما وجه الصحفيون السؤال ذاته لنظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير، قال إنها "51 في المائة".

واستقطبت الحرب المعقدة متعددة الأطراف في سوريا، غالبية القوى الإقليمية والدولية، وسببت أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وساعدت جماعات متشددة على تجنيد أفراد من مختلف أنحاء العالم.

ولا يظهر الرئيس السوري بشار الأسد الذي تدعمه روسيا، إضافة إلى مقاتلين توجههم إيران، ومقاتلين من حزب الله اللبناني أي نية للتفاوض من أجل وقف إطلاق النار، وقال في تعليقات صحفية أمس، إن هدف الحكومة هو استعادة كامل الأراضي السورية رغم اعترافه بأن ذلك قد يستغرق وقتًا.

وقالت الولايات المتحدة، إن الأسد "واهم" إذا كان يعتقد بوجود حل عسكري للحرب في سوريا.

وأعلن التلفزيون الحكومي السوري، استعادة الجيش وقوات متحالفة معه لقرية الطامورة المطلة على مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب حلب.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بتقدم الجيش في نفس المنطقة، مضيفًا أن المقاتلات الروسية قصفت ثلاث بلدات تسيطر عليها المعارضة قرب الحدود التركية.

ودفعت الهجمات التي تشنها القوات الحكومية قرب حلب عشرات الآلاف للنزوج صوب الحدود التركية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق