حصاد السياحة والآثار.. مصر عادت شمسك الذهب

السبت، 01 يناير 2022 11:00 م
حصاد السياحة والآثار.. مصر عادت شمسك الذهب


81 مليار جنيها تكلفة ترميم وإحياء الأثار المصرية جعلت مصر تتقدم 18 مركز في التنافسية السياحية والسفر

رفع الطاقة الاستيعابية وتحديث المنظومة الأمنية للمطارات المصرية.. انضمام 11 مطارا لقائمة المطارات الدولية المعتمدة صحياً
 
تمتلك مصر ثلث أثار العالم في مدينة واحدة وهي الأقصر كما أنها لديها شواطئ علي البحرين الأحمر والمتوسط، بالإضافة إلي التنوع الحضاري في وجود أثار «فرعونية ورومانية وقبطية واسلامية» علي أرضها جعل استعادة مصر لريادتها السياحية على مستوى العالم، ووضعها علي قائمة أهم الوجهات للسفر، حلم سعت لتحقيقه الدولة المصرية في ظل التوجيهات والمتابعة الدورية من القيادة السياسية، وحالة التكاتف الكبير بين القطاع السياحي وكل أجهزة الدولة المعنية، وهو الأمر الذي أعاد مصر إلى مقدمة المقاصد السياحية الجاذبة للسائحين على مستوى العالم.
 
وعرض كتاب "الرؤية والإنجاز.. مصر تنطلق" حجم التطور الكبير الذي شهده قطاع السياحة منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي المسؤولية، فعلى مدار 7 سنوات شهد القطاع طفرة غير مسبوقة على كل الأصعدة، من تدريب العاملين، والبدء في تطبيق برنامج الإصلاح الهيلكي للوزارة، وفتح العديد من الأسواق الجديدة للسياحة المصرية، وابتكار العديد من الخطط الترويجية المبتكرة التي ساهمت بشكل كبير في استهداف فئات متنوعة من السائحين خاصة الشباب، حيث كانت مصر تعتمد على أسواق بعينها، وهو الأمر الذي اختلف لتشمل العديد من الأسواق، فضلا عن تحسين جودة المنتج السياحي المصري ليكون قادرا على المنافسة مع الأسواق السياحية الأخرى على مستوى العالم.
 
وتبنت الدولة المصرية، رؤية استراتيجية لتعزيز ريادة مصر كواحدة من أفضل الوجهات السياحية العالمية خاصة وأن صناعة السياحة تعد من الركائز الأساسية للاقتصاد القومي، وذلك من خلال ما تمتلكه من موارد ومقومات سياحية وطبيعية وبشرية وأثرية غنية ومتنوعة، وإرث حضاري فريد، حيث سخرت كل الإمكانيات للاستغلال الأمثل لتلك الموارد، وتوفير بنية تحتية وخدمية متميزة ومتطورة لزيادة القدرة التنافسية لمصر، وتشجيع فرص الاستثمار ورفع كفاءة العنصر البشري واستخدام أساليب التكنولوجيا الحديثة، مع تطبيق أفضل السبل للترويج والتنشيط السياحي محليا ودوليا لجذب أكبر عدد من السائحين من مختلف الأسواق، وتشجيع السياحة الداخلية وزيادة الوعي السياحي.
 
ومن أهم المشروعات في مجال ترميم الأثار التاريخية والاسلامية والفرعونية والتي وصلت تكلفتها إلي 25 مليار جنيها، ترميم قصر البارون بتكلفة 175 مليون جنيه، وتطوير ميدان التحرير، بتكلفة تصل 150 مليون جنيه، فضلاً عن الانتهاء من 98% من المتحف الكبير بمنطقة الأهرامات، منها نقل55 ألف قطعة أثرية إلى المتحف، و1600 قطعة أثرية أخري تم وضعها داخل 68 فاترينة بقاعة توت عنخ آمون، بالإضافة إلي افتتاح المتحف القومى للحضارة المصرية ، بالتزامن مع نقل 22 مومياء ملكية من المتحف المصرى بالتحرير إلى متحف الحضارة خلال احتفالية مهيبة. 
 
وكان للأثار القبطية نصيب كبير من الاهتمام حيث اطلقت الدولة مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة بتكلفة وصلت إلي 60 مليون جنيه خصصتها الوزارة لاستكمال أعمال تطوير مواقع المسار السيد المسيح وأمه مريم في الاراضي المصرية وشمل على 25 محطة.
 
وفي الأيام الاخيرة من عام 2021 قامت مصر بافتتاح، مشروع تطوير طريق الكباش بالأقصر الذي يربط بين معبد الكرنك ومعبد الاقصر في احتفال مهيب نقلته القنوات العالمية، وذلك بتكلفة وصلت320 مليون جنيه.
 
وقطاع السياحة كان له أيضا نصيب من المشروعات الهامة التي عملت الدولة على تنفيذها بتكلفة بلغت 36.2 مليار جنيه لمشروعات تم ويجري تنفيذها، من بينها 6 مشروعات تم ويجري تنفيذها من قبل الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بتكلفة 25.1 مليار جنيه، كما تم افتتاح 85 مشروعا، بطاقة 10 آلاف و792 غرفة فندقية، و34 ألفا و183 وحدة إسكان سياحي.
 
وفيما يتعلق بالأنشطة الترويجية للسياحة حتى نهاية عام 2019، تم إقامة 509 مهرجانات ومؤتمرات ومعارض داخلية، و253 معرضا دوليا وإقليميا، و47 معرضا للسياحة العربية.
 
اهتمام الدولة بالترويج للسياحة المصرية، اعتمد على إظهار حجم التنوع الذي يتميز به المقصد السياحي المصري، حيث يضم السياحة الشاطئية والثقافية والدينية والرياضة الشاطئية وغيرها من أنماط السياحة التي تجذب العديد من الفئات المختلفة على مستوى العالم وتزيد من قدرتها التنافسية في هذا المجال، تضع مصر من خلال كواحدة من أفضل المقاصد السياحية على مستوى العالم.
 
بعد كل هذه المشاريع التي أحيت التراث والاثار المصرية من جديد وفي ظل أزمة كورونا تقدمت مصر 18 مركزا في مؤشر تنافسية السياحة والسفر ، ونجحت السياحة المصرية، في تحقيق معدل إرادات بلغ 12.6 مليار دولار في عام 2018 - 2019 بعدما كانت الإيرادات في عام 2013 - 2014 أكثر من 5 مليارات دولار فقط، وهو الأمر الذي انعكس إيجابيا على الانطباع العالمي للسياحة المصرية، التي لاقت إشادات دولية واسعة وفي مقدمتها البنك الدولي الذي أكد أن قطاع السياحة يعد أحد المحركات الرئيسية لنمو الاقتصاد المصري.
 
واستمرارا للإشادات الدولية، أعلن الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية اختيار مصر لتكون أول دولة يقوم بزيارتها خارج أوروبا منذ أزمة فيروس كورونا، كما أكدت مجلة "travel inside" أن مصر الأولى عالميا بين الوجهات السياحية الأكثر طلبا خلال الفترة الحالية، للتفوق بذلك على العديد من المقاصد السياحية الأخرى كجزر المالديف وجزر الكاريبي، كما أكد المجلس العالمي للسفر والسياحة، حصول مصر على خاتم السفر الآمن، فضلا عن اختيار موقع "tripadvisor" - الذي يعتبر أكبر منصة للسفر في العالم - مدينة الإسكندرية كأحد أفضل الوجهات السياحية الرائجة على مستوى العالم، حيث جاءت في المركز 23 عالميا.
 
المطارات تستعدي عافيتها
 
واستطاعت المطارات المصرية بإدارة ومنظومة متطورة ان تواجه تحدى جائحة كورونا، بعدما نجحت في التعامل مع الأزمة وأثبتت مدى توافق تدابيرها الصحية ضد الفيروس وغيرها من الأوبئة، بعد أن أصبحت ضمن قائمة أفضل المطارات الدولية المعتمدة صحياً من المجلس الدولي للمطارات، بعد حصول 11 مطارا وهم القاهرة الدولي، شرم الشيخ، الغردقة، برج العرب، الأقصر، أسوان، سوهاج، أسيوط، مرسى علم  الدولي، طابا، مرسي مطروح  على شهادة الاعتماد الصحي من المجلس الدولي للمطارات، حيث يعتبر هذا الاعتماد بمثابة اعتراف بفعالية التدابير والإجراءات الاحترازية الجديدة التي تم تطبيقها في المطارات المصرية لمنع تفشي وباء كورونا، كما يعتبر دليلا على التزام المطارات بتطبيق أفضل معايير الصحة والسلامة.
 
 ورغم استمرار جائحة كورونا، تواصلت مشروعات التطوير التى شملت تحديث البنية الأساسية بالمطارات المصرية البالغ عددها 27 مطارا ورفع كفاءتها لزيادة الطاقة الاستيعابية وتطوير خدمات المسافرين، وتحديث منظومة تأمين المطارات ومختلف المنشآت الحيوية بالقطاع ضمن استراتيجية واضحة لوزارة الطيران ووفق أعلى المعايير العالمية. 
 
كما شهدت المطارات السياحية عودة الرحلات الدولية من مختلف دول العالم، في الوقت الذى تم فيه تحديث أنظمة الملاحة الجوية بالأقمار الصناعية والتغطية الرادارية الشاملة لخدمة الحركة الجوية بالمجال الجوى المصرى ودعم هيئة الأرصاد الجوية بأحدث أجهزة الرصد والإنذار المبكر بهدف رفع كفاءة التنبؤات الجوية والتغيرات المناخية لخدمة حركة الملاحة ومختلف قطاعات الدولة.
 
 وبمطار القاهرة الدولي جاء مشروع المشاية الكهربائية لربط الجراج متعدد الطوابق بمبنى ركاب (2)، ومشروع تطوير منظومة سيور الحقائب الجديد بمبنى الركاب رقم 3، لتخفيف التكدس بموقف السيارات بمبنى رقم (2) وتطوير الجراج متعدد الطوابق والطرق المحيطة، كما تم  الإنتهاء من المرحلة الأولى بتاريخ 2021/7/7 بطاقة استيعابية 6000 حقيبة/ ساعة، ومن المتوقع الإنتهاء من المرحلة الثانية 1/3/ 2022.
 
 وفي مطار سوهاج الدولي، تم إنشاء صالة لخدمة المستقبلين و المودعين بمسطح 475 م2واستخدامھا كمنطقة انتظارفى أوقات الذروة، ومظله سيارات بمطار سوھاج بمسطح  550 م2، وانشاء مبنى للامن و الجمارك بمسطح إجمالي 195 م2.
 
 وفى مطار أسيوط الدولي، تم انشاء مبنى للامن و الجمارك عباره عن مبنى امن بمسطح اجمالى 195 م2 مكون من دور ارضى شاملًا الاعمال الكھروميكانيكيه والاتصالات، وصالة لخدمة المستقبلين و المودعين بمسطح 475 م2.
 
 كما تم تنفيذ كافة أعمال صيانة ورفع كفاءة الرصف الاسفلتى للمدرج الرئيسى بمطار الأقصر الدولى، والممر المساعد والوصلات وصيانة ورفع كفاءة الرصف الاسفلتى والخرسانى للترماك الجديد واعادة تخطيط العلامات الملاحية.  
 
وفي مطار شرم الشيخ الدولي تم زيادة الطاقة الإيجابية للمطار إلى 9,5 مليون راكب بدلا من 7.5 مليون راكبا، بالإضافة إلى إعادة تصميم الحركة داخل مبنى الركاب رقم  2وفقًا لمتطلبات والمعايير الدولية بمطار شرم الشيخ وزيادة مساحات صالات الإجراءات والسفر والوصول ومناطق انتظار الركاب ليستوعب الزيادة المستقبلية، وايضا تطوير منظومه السيور ونقل الحقائب وتركيب منظومة الكشف باستخدام الأشعه (CT)، وإحلال وتجديد وتركيب أنظمة الإنذار الآلى والإطفاء التلقائى للحريق لمحطات الأقمار الصناعية والإتصالات، وتنفيذ اعمال الصيانه اللازمه على المدرج الرئيسى   04L-22R.
وفي مطار الغردقة الدولي، تم إنشاء مشروع الصيانه العاجلة للموقع  2 لمبنى الركاب وصيانة البلاطات  الخرسانيه بترماك رقم 2، وإحلال وتجديد معدات التكييف المركزى بمحطة، بالإضافة إلي تطوير منظومة السيور ونقل الحقائب وتركيب منظومة الكشف باستخدام الأشعه (CT)، وإحلال وتجديد وتركيب أنظمة الإنذار الآلى والإطفاء التلقائى للحريق لمحطات الأقمار الصناعية والإتصالات.
 وقامت الشركة القابضة للمطارات بتوسعة مبنى الركاب بمطار سفنكس الدولي لتصل المساحة الاجمالية للمبنى الى  23000 متر مسطح بدلا من4500 متر مسطح لتصل السعة الاستيعابية للمطار الى 900 راكب / ساعة بدلا من300 راكب/ ساعه بإجمالى 1.2 مليون راكب سنويا، وتوفير أجهزة أمنية وتعزيز المنظومة الامنيه بالمطار.
 ومطار العاصمة الإدارية الذي افتتحته وزارة الطيران المدني تجريبيا في يونيو 2019، وافتتحه الرئيس عبد الفتاح السيسي رسمياً في شهر يونيو من العام الماضي، ليخدم سكان المدن الجديدة ومدن القناة ويدعم حركة السياحة، تم تزويده بأجهزة أمنية حديثة لتعزيز المنظومة الأمنية.
وفى مطار سانت كاترين  تم انشاء مدرج جديد بطول 2600م وعرض 45 م، وزيادة سعه الترماك الى 4 طائرات كود C و 3 طائرات كود B، وإنشاء ساحة صغيرة ملحقه بالترماك لمعدات الخدمات الأرضية، بالإضافة إلي انشاء طريق مطافئ للربط بين المدرج ومحطه الاطفاء الحالية، ( انشاء مبنى ادارى – محطه كهرباء – محطه معالجه الصرف الصحى )، وتصميم مبنى ركاب جديد ليستوعب  600  راكب / ساعة قابلة للزيادة إلى 1200راكب / ساعة بمسطح اجمالى ( 8000 ) م 2.
 وشهد مطار أسوان الدولي رفع كفاءة الرصف الاسلفتى للممر المساعد والوصلات وشرائح الامان طبقا لتشريعات سلطه الطيران المدنى و صيانه الترماك الخرسانى رقم 4، وإحلال وتجديد وتركيب أنظمة الإنذار الآلى لمحطارت الأقمار الصناعية والاتصالات.
 ويعد مطار برنيس من أهم المطارات المصرية التي تسعي وزارة الطيران المدني لتشغيلها رسمياً خلال الفترة المقبلة، وهو ضمن 5 مطارات كبري، وهو بمثابة هدية من الرئيس السيسي للأجيال المقبلة المستهدفة من عملية التنمية التي تجرى بمصر في كل المجالات، تم توريد وتركيب محطة التردد العالى  HFبمركز الملاحة، وإنشاء مبنى سكني للعاملين بمطار برنيس يسع 168 فرد ومكون من طابقين.
كما تم رفع كفاءة الرصف الاسفلتى للممر بمطار برج العرب الدولي طبقا لتشريعات الطيران المدنى، وإنشاء مبني ركاب جديد يستوعب 4 ملايين راكب سنويا، بمساحة إجمالية 36000 م 2؛ وبالتالى تصل السعة الاستيعابية للمطار ( 6.7 مليون راكب ) سنويا ليستوعب حجم حركة الركاب المتوقعة حتى 2030 حسب الدراسات، بالإضافة إلى إنشاء تاكسى موازى بجميع تجهيزاته وربطه بالحقل الجوى القديم وإنشاء طرق خدمية ونظام صرف الأمطار.
 وشهدت المطارات السياحية المصرية، خلال العام الجاري 2021، نموًا ملحوظًا في نشاط الحركة الجوية، بعد نحو أكثر من عام الكساد الذي أصاب حركة الطيران، بسبب جائحة كورونا الوبائية، فسجلت مطاري شرم الشيخ والغردقة الدوليين أعلى معدل حركة جوية على مستوى المطارات الخمس السياحية، بينما سجل مطار أسوان الدولي أقل حركة خلال 2021.
 وبحسب إحصائية الحركة الجوية، التي أعلنتها وزارة الطيران المدني، خلال تقريرها عن حصاد العام 2021، سجل مطار الغردقة الدولي، النصيب الأكبر بين المطارات السياحية، في الحركة الجوية، فاستقبل نحو أكثر من 4 ملايين راكبا (4.299.066) مليون راكب، واستقبل 30.702 ألف طائرة.
 ويأتي بعد مطار الغردقة الدولي، في الترتيب الثاني مطار شرم الشيخ الدولي؛ ليسجل أيضا أكثر من 4 ملايين راكب تحديدًا (4.029.861) مليون راكب، واستقبل 26.696 طائرة خلال العام، بينما جاء في الترتيب الثالث، مطار برج العرب الدولي، حيث استقبل خلال العام 2021 أكثر من مليون راكبًا (1.012.584) واستقبل أيضا 11.677 طائرة.
 وجاء مطاري الأقصر وأسوان الدوليين، في المرتبة الرابعة من حيث حركة الركاب، حيث استقبل مطار الأقصر 297.781 ألف راكب، و4.209 طائرة، بينما استقبل مطار أسوان 259.115 ألف راكب و3.699 طائرة، ليكون مطار أسوان الدولي هو أقل المطارات السياحية المصرية حركة خلال هذا العام، بعد فترة التعافي من أزمة فيروس كورونا المستجد.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق