المشروعات القومية تعيد رسم الخريطة الجغرافية للمحروسة.. ودراسة توضح التغيرات ومعدلات الهجرة الداخلية
السبت، 25 ديسمبر 2021 05:45 م
من المؤكد أن المشروعات التي نفذها الرئيس عبد الفتاح السيسى فى الصعيد ستساعد فى تغيير خريطة التركيبة السكانية فى مصر.
وشملت المشروعات القومية قطاعات عديدة فى الصعيد منها الطرق والنقل والكبارى وإقامة المجمعات الصناعية وزيادة النشاط التجارى إلى جانب زيادة الرقعة المزروعة من الأرض الزراعية، وكل هذه المشروعات ستساعد بشكل كبير فى تقليل هجرة أبناء الصعيد للقاهرة الكبرى وتدعم توزيع أفضل لخريطة التركيبة السكانية فى مصر.
ومن المرجح أن يصل الامتداد العمرانى والسكانى لنسبة أكبر من مساحة مصر بعدما ظل التواجد السكانى فى مناطق بعينها على امتداد نهر النيل لسنوات طويلة كما أن الأمر لا يتعلق فقط بالهجرة من الصعيد إلى الوجه البحرى، بل يتعلق أيضًا بالهجرة من الريف إلى الحضر والتى ستتقلص هي الأخرى بسبب المشروع القومى لتنمية الريف المصرى "حياة كريمة" والذى ساعد فى توفير آلاف فرص العمل لأبناء القرى فى مختلف محافظات الجمهورية.
وبحسب دراسة صدرت عن الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء، كشفت بيانات الحركة الجغرافية للسكان بين الحضر والريف خلال العشر سنوات السابقة لتعداد 2017، فإن إجمالى الهجرة الداخلية على مستوى الجمهورية بلغ حوالى 8.1 مليون مهاجر، موزعة بواقع 5 ملايين من المهاجرين انتقلوا إلى حضر المحافظة " من حضر محافظة أخرى أو من حضر نفس المحافظة أو ريف محافظة أخرى أو ريف نفس المحافظة"، وكان معظم المهاجرين اللذين انتقلوا من حضر المحافظة إلى حضر نفس المحافظة بنسبة 73.2% من إجمالى المهاجرين إلى الحضر.
وفى المقابل كان هناك 3.3 مليون من المهاجرين اللذين انتقلوا إلى ريف المحافظة من حضر محافظة أخرى أو من حضر نفس المحافظة أو من ريف محافظة أخرى أو من ريف نفس المحافظة، وكان غالبيتهم من المهاجرين اللذين انتقلوا من ريف المحافظة إلى ريف نفس المحافظة حيث بلغت نسبتهم 81.4% من إجمالى المهاجرين إلى الريف.
ويوضح التوزيع النسبى للمهاجرين من ريف الجمهورية إلى حضر المحافظات والعكس، أن عدد المهاجرين إلى حضر محافظات الجمهورية حوالى 684 ألف مهاجر بنسبة 0.7% من جملة عدد المهاجرين من سكان الجمهورية، وتقاربت نسبة المهاجرين إلى حضر محافظات الوجه القبلى وحضر الوجه البحرى بنسبة بلغت حوالى 41% من إجمالى المهاجرين لكل منهما ثم تأتى بعد ذلك المحافظات الحضرية بنسبة بلغت 13.3%، بينما كانت محافظات الحدود هى أقل المحافظات التى تمت الهجرة إليها بنسبة بلغت 4,1% من إجمالى المهاجرين إلى الحضر.
وحظيت محافظة القاهرة بأكبر عدد من المهاجرين إليها على مستوى المحافظات الحضرية، حيث بلغ عدد المهاجرين إليها 58.5 ألف مهاجر بنسبة 8.6% من إجمالى المهاجرين، بينما كانت محافظة السويس أقل محافظة حضرية من حيث عدد المهاجرين إليها حيث بلغ 2.9 ألف مهاجر بنسبة بلغت 0.4% من إجمالى المهاجرين.
وحظيت محافظة الشرقية بأعلى عدد من المهاجرين حيث بلغ عدد المهاجرين إليها حوالى 62 ألف مهاجر بنسبة 9.1% من إجمالى المهاجرين فى تعداد 2017، تليها محافظة البحيرة فقد بلغ عدد المهاجرين إليها 37.4 ألف مهاجر بنسبة تقدر بحوالى 5.5% من إجمالى المهاجرين، بينما جاءت محافظة دمياط فى المركز الأخير من حيث عدد المهاجرين إليها والذى بلغ عددهم 10.3 ألف نسمة تقدر بحوالى 1.5% من إجمالى المهاجرين.
وأصدر الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء فى 2020 دراسة أخرى عن بيانات التعداد العام للسكان فى الأعوام 1996، 2006، 2017، حيث تعتبر أفضل مصدر لبيانات الهجرة الداخلية فى مصر، ويتم فيها سؤال كل فرد من أفراد الأسرة المعيشية عن محل إقامته المعتادة السابقة لمحل إقامته المعتادة وقت التعداد، فإن اختلفت محافظة محل الإقامة السابق للفرد عن محافظة محل إقامته وقت العد أعتبر الفرد مهاجرا، وعلى هذا الأساس فإن البيانات تمثل آخر هجرة قبل إجراء التعداد مباشرة.
وبينت الدراسة، أنها لم تأخذ فى الاعتبار حركة الهجرة داخل المحافظة نفسها، أى لا يعتبر الفرد مهاجرا إذا تحرك داخل حدود نفس المحافظة، حتى وإن تحرك من ريف المحافظة إلى حضرها والعكس، أى أن يعتبر الفرد مهاجرا إذا سبق له إقامة معتادة فى محافظة مختلفة عن المحافظة التى كان يقيم فيها إقامة معتادة وقت التعداد.
وذكرت الدراسة أن هناك مجموعة من التغيرات التى طرأت على حجم واتجاه الهجرة الداخلية وخصائصها وأهم اسبابها، وذلك خلال الفترة من "1996-2017"، وقدرت الدراسة التى أجراها الجهاز، إجمالى عدد المهاجرين بين محافظات الجمهورية بحوالى 1.1 مليون نسمة عام 2017.
وأظهرت الدراسة، أن ما يقرب من ثلث هؤلاء المهاجرين انتقلوا إلى محافظة الجيزة بنسبة 31.2%، حيث تم اعتبار الفرد مهاجرا فى تعداد 2017، إذا كان قد غير محل إقامته منذ عام 2006، وبلغت نسبة المهاجرين إلى محافظة القليوبية 17.7% تليها محافظة القاهرة 15.5% من إجمالى المهاجرين بمحافظات الجمهورية 2017.
وأشارت الدراسة إلى أن نسبة المهاجرين بالفئة العمرية أقل من 20 سنة تبلغ 25.9%، فى حين سجلت الفئات العمرية المنتجة "15-44 سنة" 60.9% والفئة "45-64 سنة" 11.5%، أما نسبة كبار السن "65 سنة فأكثر" فبلغت 1.8%.
وأوضحت الدراسة، أن نحو 22.4% من المهاجرين حاصلين على مؤهل جامعى فأعلى، تليها نسبة الحاصلين على مؤهل متوسط فنى بنسبة 20.8% ثم يليها المهاجرين الاميين بنسبة 19.8%.
وتهدف الدراسة الوصول إلى تقديرات مستقبلية للقوى العاملة والتعليم والصحة نتيجة الزيادة السكانية المقدرة، حسب الفرض الثابت والمتوسط للخصوبة خلال الفترة من "2017-2052".