أهم الابتكارات الطبية في عام 2021.. لقاحات لمواجهة كورونا.. وتشخيص الخرف بالذكاء الصناعى قبل ظهوره
الأحد، 12 ديسمبر 2021 10:00 م
خلال عام 2021، ظهرت العديد من الابتكارات الطبية الهامة ذات التأثير الكثير من حياة البشر، كان أبرز هذه الاختراعات وأهمها تصنيع أنواع مختلفة من لقاحات فيروس كورونا المستجد، لتخفيف أعراض الإصابة بالفيروس التاجى الذى أصاب وأنهى حياة الملايين حول العالم.
وتوفير لقاحات كورونا، لم يكن الابتكار الطبى والعلمى الوحيد الذى حظت به البشرية على مدار العام، بل توصل العلماء إلى عدد هام ولا بأس به من طرق العلاج والتشخيص المتطورة لعدة أمراض، وهو ما يستعرضه هذا التقرير مع قرب نهاية العام 2021، وقبل بداية عام جديد من الإنجازات البشرية.
فمنذ بدء انتشار فيروس كورونا المستجد في جميع دول العالم، انطلقت محاولات المنظمات الصحية العالمية التوصل للقاح فعال لمكافحة انتشار الفيروس، حتى تمكنت العديد من الشركات التوصل لإنتاج لقاحات فعالة، ساهمت بشدة في كبح جماح الفيروس والتهدئة من آثارة على البشر.
وعلى الفور سعت العديد من دول العالم لاستيراد اللقاحات من مصنعيها ومحاوله إنتاجها محليًا، لسرعة مكافحة العدوى ومنع انتشار فيروس كورونا المستجد والتحورات التي طرأت عليه.
كما تم ابتكار لقاح لمرض الزهايمر الذي جاء بنتائج "مذهلة حقًا" في التجارب المبكرة، ما يعطي الأمل في أن المرض يمكن أن يتوقف يومًا ما عن مساره، ووفقا لتقرير موقع "إكسبريس"، طور خبراء في المملكة المتحدة وألمانيا نهجًا رائدًا يستهدف بروتين المرض عندما يكون في حالة مختلفة وقابلة للذوبان.
وأشارت الدراسة - التي نشرت في مجلة Molecular Psychiatry - إلى أن الباحثين ابتكروا علاجًا للأجسام المضادة وعقارا كانا قادرين على وقف مرض الزهايمر، وتقليل تكوين اللويحات وحتى استعادة الذاكرة ووظيفة الخلايا العصبية أثناء التجارب على الفئران.
ومن جانبه، قال البروفيسور مارك كار، خبير في البيولوجيا الهيكلية والكيميائية في جامعة ليستر: "النتائج مذهلة حقًا، على الرغم أنها كانت على الفئران وليس في البشر لكن الآثار ليست هامشية"، في العقود الأخيرة، ركزت معظم العلاجات التجريبية على محاولة إزالة اللويحات من الدماغ.
وأضاف البروفيسور توماس باير، من المركز الطبي الجامعي في جوتنجن، إن أيًا منها لم يحقق نجاحًا كبيرًا في تقليل الأعراض، لذلك اتخذ فريقه نهجًا مختلفًا، وتابع: "لقد حددنا الجسم المضاد في الفئران الذي من شأنه أن يحيد الأشكال المبتورة من بروتين الأميلويد بيتا القابل للذوبان، لكنه لن يرتبط بالأشكال الطبيعية للبروتين أو باللويحات".
كما نجح باحثون من جامعة كامبريدج البريطانية، فى ابتكار نظام ذكاء اصطناعى، قادر على تشخيص الخرف قبل ظهور الأعراض بسنوات، طبقا لما ورد في موقع ميديكال إكسبريس.
وأكد الباحثون أن هذا الابتكار قادر على التعرف على الأنماط المعقدة للغاية لحالات الخرف، التى يتعذر حتى على خبراء الأعصاب اكتشافها، مما يسمح بتحديد المصابين بالخرف قبل سنوات من ظهور الأعراض عليهم، ما يسمح لهم بتناول العلاجات فى مرحلة مبكرة والتى تسهم فى السيطرة على مراحل تطور المرض وتجنب المضاعفات الخطيرة.
وأشار الباحثون إلى أنه خلال الاختبارات قبل السريرية، تبين أن النظام قادرعلى تشخيص الخرف حتى في حالة عدم وجود علامات واضحة على تلف الدماغ، حيث سيتم إجراء التجارب السريرية على بعض المرضى للتأكد من دقة نتائج الابتكار ومدى قدرته فى التشخيص المبكر للمرضى.
وأوضح الباحثون أن الخرف متلازمة تصيب الدماغ وينتج عنها فقدان الذاكرة والتدهور المعرفى فى التفكير نتيجة حدوث تلف او تعطل فى الخلايا العصبية، او نتيجة حدوث ترسبات البروتين داخل المخ، ويزداد الإصابة به مع تقدم العمر.
فيما كشف موقع "medicalxpress" أن فريقًا من الباحثين العاملين في مركز العلوم الصحية بجامعة "نيو مكسيكو" بالولايات المتحدة الأمريكية، نجحوا فى صنع علاجات لمرض السرطان، عن طريق تغليف الخلايا السرطانية بالسيليكا وحقنها في فئران الاختبار.
وفي ورقتهم المنشورة بمجلة "Nature Biomedical Engineering"، وصفت المجموعة عملها في إنشاء لقاحات مخصصة للسرطان ومدى نجاح جهودهم أثناء الاختبار، وقال الموقع: يعد لقاح السرطان، بأي شكل من الأشكال أو بجميع أشكاله، هدفًا رئيسيًا لعلماء الطب.
وبحسب الموقع، فقد تم إحراز بعض التقدم في هذا المجال، حيث تم إيجاد أن لقاحا يحارب فيروس الورم الحليمي البشري، على سبيل المثال، وسيلة فعالة للغاية لمنع النساء من الإصابة بسرطان عنق الرحم، ولكن هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به قبل صنع لقاح يعمل بشكل مباشر ضد الأورام السرطانية، إما منع تكوينها أو القضاء عليها بمجرد تكوينها بالفعل، مشيرًا الى أن معظم هذه الأبحاث تستند إلى فكرة تحفيز جهاز المناعة بطرق تجعله أكثر قوة في ملاحقة الخلايا السرطانية.
لكن لسوء الحظ، وكما لاحظ الباحثون في هذا الجهد الجديد، فإنه لا يظهر الجسم مستضدات الورم التي يمكن استخدامها لمثل هذا اللقاح، وفي عملهم، يقومون باستخدام (الخلايا التي تم جمعها من نفس المريض) لإنشاء لقاحات فردية متعددة النسيلة موجهة إلى أنواع معينة من السرطانات، وهذا يتغلب على مشكلة الاضطرار إلى العثور على مستضد.
كما ابتكر عدد من العلماء البريطانيبن كاميرا عالية التقنية قادرة على رصد سرطان الأمعاء، بعد وضعها في المرحاض لتسجيل الملاحظات، وأطلق العلماء البريطانيين على الجهاز اسم "أوت سنس " (OutSense)، والذى يتم تثبيته فى المرحاض، ويعمل بتقنيات تصوير متقدمة لمسح فضلات المستخدم بحثا عن آثار الدم، التي تشير إلى الإصابة بسرطان الأمعاء، وفقا لما نقلته وكالة سبوتنيك الروسية.
أيضًا، توصل باحثون بجامعة تكساس الأمريكية، وفقا لدراسة جديدة إلى تقنية يمكنها محو الذكريات المؤلمة، من خلال استعادة هذه النوعية من الذكريات وإضعافها بشكل غير مباشر، طبقا لما نشر في موقع ميديكال اكسبريس.
وقالت الدراسة، إن النتائج الأولية تشير إلى أن أن اتباع تقنية إعادة تنشيط الذكريات المؤلمة بشكل غير مباشر تمكن الباحثون من تغييرها أو محوها، حيث يتم السيطرة على إشارات الصدمة والعمل على تخفيف استجابات الخوف المرتبط بتلك الذكريات.
واستعان الباحثون بأحد المحاربين القدامى الذين أصيب بعبوة ناسفة، حيث تم إعادة تجربة إشارات الصدمة مثل أضواء وأصوات الانفجار، ثم تم العمل على تخفيف استجابات الخوف المرتبطة بتلك الواقعة.
وأوضحت الدراسة أيضا أن الباحثون تمكنوا من عزل الذاكرة وإثارة استجابات الخوف من خلال إعادة تنشيطها بشكل مصطنع، ثم العمل على تعطيل الذاكرة الأصلية نفسها، مما يخلق فرصة لتغيير الذكريات المؤلمة والقضاء.
واستند الباحثون على استخدام الإشارات المرتبطة بحدث أو واقعة مخيفة، من خلال تشيط الذاكرة حول تلك الواقعة من خلال منطقة دماغية مهمة بالدماغ يطلق عليها منطقة "الحصين" وهى منطقة مغطاه بطبقة من الألياف النخاعينية على سطحها البطيني وتلعب دورا في عملية اختزان الذاكرة، ويعمل الباحثون على تنشيط بعض الإشارات من خلال تلك المنطقة، من أجل العمل على تغيير أو محو الذكريات المؤلمة للأشخاص.