الجمهورية الجديدة تُعيد أمجاد قدماء المصريين
السبت، 04 ديسمبر 2021 11:30 ممحمد الشرقاوي
احتفاليتا نقل المومياوات الملكية وافتتاح طريق الكباش أحيت ميراث الهوية الفرعونية الحضارية في قلوب المصريين
تمتلك مصر تاريخاً غنيًا وعظيمًا، وبلد النيل بجانب دول شمال إفريقيا. لديها أطول تاريخ معروف في العالم وكانت حضارتها مماثلة لتاريخ الإمبراطوريات العظيمة، هكذا كان وصف صحيفة هندية لمصر.
في شهر يونيو الماضي، وبعد نحو شهرين من نقل موكب المومياوات الملكية، أشادت صحيفة "ذا هندو" الهندية، بسياسة الرئيس عبدالفتاح السيسي في إدارته لشئون مصر، ونجاحه في إعادة تشكيل الهوية الوطنية لمصر، وإحياء ماضيها وتاريخها الأصيل، حتى أبهرت العالم أجمع بعظمة حضارتها الفرعونية، مبرزة اهتمام الرئيس السيسي بإحياء عظمة الماضي وتاريخ مصر وإرثها العظيم من خلال الاهتمام بكنوزها الأثرية، وهو الأمر الذي يضع ملامح مستقبل البلاد تحت الأضواء ويبشر بالنجاح والازدهار القومي والاقتصادي.
الملامح –وفق الصحيفة- بدت واضحة، في تنظيم الدولة المصرية "موكب المومياوات الملكية"، الذي شهد نقل 22 مومياء لملوك وملكات مصر القديمة من المتحف المصري بالتحرير، حيث مكثت لأكثر من قرن، إلى متحف الحضارة المصرية في منطقة الفسطاط، في حدث مهيب أبهر العالم، معتبرة أن إطلاق هذا الحدث بمثابة إحياء غير عادي لماضي مصر الفرعوني بشكل يليق بمكانتها، وعلقت: "ما رأيناه في شوارع القاهرة كان محاولة لإعادة تعريف الدولة القومية لمصر. إن هذا الحدث وتعليقات الرئيس عليه، يدل على عظمة الشعب، وهو رمز لتاريخ البلاد الغني وتنوعها".
العالم بات اليوم أكثر إدراكاً لما يفعله الرئيس عبد الفتاح السيسي لإعادة إحياء الهوية الوطنية للمصريين، وهو ما يتجسد على الأرض يوماً تلو الآخر، بعد تخطيط وتحركات محكمة، تترجم إلى مشروعات وتحركات على الأرض.
الهوية الوطنية في عقل الرئيس
في 29 يوليه 2018، كانت تصريحات الرئيس السيسي بشأن إعادة الهوية الوطنية واضحة تماماً، وقال خلال الجلسة الختامية للمؤتمر الوطني السادس للشباب، إن من أولوياته استعادة هوية الدولة المصرية، بعدما حاولت بعض الأيادِ طمسها، بالإضافة إلى عملية صياغة للإنسان المصري شاملة، وتعتمد على الأبعاد الفكرية والاجتماعية والثقافية.
قال الرئيس آن ذاك، أيضاً، أن الدولة حريصة على تطوير التعليم بالتزامن مع إطلاق منظومة تطوير التأمين الصحي، بالإضافة إلى إطلاق الأكاديمية الوطنية لتنمية الشباب، فضلا عن تطوير مراكز الشباب بالمحافظات؛ حتى تصبح الأنشطة الفنية والثقافية متاحة لجميع المصريين، بالإضافة لصدور توجيهات مباشرة لوزارة التعليم العالي، بالبدء في تفعيل الأنشطة الثقافية والفنية والرياضية بالجامعات، ودعم الموهوبين والمبتكرين فيها بكل المجالات.
مؤخراً، وخلال الشهر الماضي، افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشروع "إحياء طريق الكباش"، على مرأى ومسمع من العالم كله، وهو مشروع جمع بين إعادة الهوية الوطنية والبصرية أيضاً، فكانت الاحتفالية ترويجية حضارية، تهدف إلى الترويج السياحي لمحافظة الأقصر كأكبر متحف مفتوح في العالم وإبراز ما بها من مقومات سياحية وأثرية متميزة، ومن جهة أخرى استعادة الصورة الغائبة منذ عصور عن المدينة التي يطلق عليها الأوروبيين المدينة العجوز، وباتت شابة، بخلق مزيج من رحلات نيلية بالفلائك ورحلات بالبالون الطائر وتطوير الكورنيش والأسواق التقليدية التي تتميز بالعطارة والسلع والمنتجات التراثية والحرف اليدوية.
استعادة الهوية الحضارية والبصرية
استعادة الهوية هو أمر تؤكد عليه الدولة دائماً، فخلال الحفل الأخير، والتي جاءت وفقاً للسياسة الترويجية الجديدة التي تنتهجها لوزارة السياحة والآثار، بإبراز المقصد السياحي المصري والترويج له كمقصد آمن حي نابض بالحياة من خلال عدة محاور من بينها تنظيم عدد من الفعاليات على مدار العام في المحافظات والمناطق السياحية المختلفة في مصر.
وتحدث وزير السياحة والآثار عن إعادة الهوية البصرية للمدينة ككل، حيث تم الانتهاء من أعمال الهوية البصرية بتوجيه من رئيس الجمهورية، التي تشمل الترويج لمقاصدنا السياحية وفقًا للاستراتيجية الجديدة، كمقصد سياحي نابض بالحياة، دولة شابة منطلقة ومعاصرة من خلال الأنشطة السياحية المتنوعة والاحتفالات الكبرى، التي تعطي للسائح سبباً جديداً للحديث عن مصر، وزيارتها اليوم وليس غداً، والبقاء لفترة أطول، ناهيك عن زيادة الوعي والانتماء لدى المصريين وبالأخص الأطفال والشباب.
وافتتح الرئيس السيسي طريق الكباش بمدينة الأقصر، وتابعت أنظار العالم الاحتفالية الترويجية والحضارية لمدينة الأقصر، التي جاءت بعد الانتهاء من مشروع الكشف عن طريق المواكب الكبرى "طريق الكباش".
الاحتفالية المهيبة مزجت بين المؤثرات التكنولوجية الحديثة وعبق التاريخ القديم، والذي يعود لنحو 3400 عام، وكان شاهدا على مواكب كبرى عبرت فيه ويحرسه من الجانبين أكثر من ألف تمثال، وشهدت أيضاً عروضًا فنية تحاكي بعضاً من جوانب احتفال المصريين القدماء بعيد الأوبت، شارك فيه مئات من طلاب الجامعات المصرية بأزياء فرعونية، بحضور أعضاء الحكومة وسفراء أجانب وعرب.
مصر قادرة على إبهار الجميع بسحر الحضارة الأصيلة
احتفى العالم بطريق المواكب الملكي في الأقصر، وبات على يقين أن مصر تستعيد عافيتها، وما زالت قادرة على إبهار الجميع بسحر الحضارة المصرية الأصيلة وما تملكه من إمكانات ومقومات تاريخية وسياحية، وهو ما سيكون له مساهمة كبيرة في في تنشيط قطاع السياحة بأرض الفراعنة التي تحوي من كنوز مازالت لم تبح بكافة أسرارها بعد.
ونشرت عشرات الصحف الدولية، تقارير تقول إن افتتاح طريق الكباش تمثل في إحياء ممر تاريخي جسد عظمة القدماء المصريين، حيث يعود عمره لما يزيد علي 3 آلاف عام، ويربط معبد الأقصر بمعبد الكرنك على امتداد نحو 2700 متر، موضحة أن تلك الخطوة جاءت لتتوج عملا استمر لسنوات لإعادة إحياء هذا الطريق، وهو يمثل ثاني حدث يعيد اهتمام المصريين بتاريخ أجدادهم الفراعنة، بعد موكب المومياوات في أبريل الماضي، وسط حضور إعلامي كبير.
صحيفة "التايمز" البريطانية، أبرزت الحدث الأسطوري المهيب بافتتاح طريق الكباش الجديد الذي انطلق الخميس بمدينة الأقصر، قائلة إن مصر تعيد إحياء ممر أثري كبير "ينافس مواكب الفراعنة منذ ما يصل إلى 3500 عام"، واصفة طريق الكباش بأنه "أحد أكبر المواقع الأثرية في الهواء الطلق في العالم، وواحد من أهم الطرق في مصر القديمة".
ولفتت الصحيفة في تقريرها الذي حمل عنوان "مصر تعيد افتتاح شارعها الكبير لأبي الهول في الأقصر"، إلى إن طريق الكباش هو طريق قديم يصل طوله 1.7 ميل، يربط بين المعابد القديمة الشهيرة في الكرنك والأقصر، ويتكون من مسار يحيطه 1200 تمثال نحتت في الحجر الرملي وتشكل هيكلًا واحدًا ويجسّد بعضها أبو الهول وكباش.
وجاء فيها: "عملية ترميم معبد الأقصر وطريق الكباش بدأت في عام 2005، فيما بدأت ملامح طريق الكباش تظهر مع اكتشاف معالمها في أربعينيّات القرن الماضي، مع أول كشف عن أول تمثال عام 1949، بدأت بعدها سلسلة الاكتشافات التي تروي الكثير عن تاريخ مصر، عند كل محطة".
وأضافت: "لقرون طويلة، ظل طريق الكباش واحدا من أهم الطرق في مصر القديمة، وكان محور الاحتفالات الطقسية للفيضان السنوي لنهر النيل، ثم تم التخلي عنه ودُفن بعد الامتداد الحضري للأقصر الحديثة، والآن بعد عقود من الترميم، تم إعادة افتتاح الطريق بمشاركة المئات من الراقصين والموسيقيين والممثلين".
أما وكالة "بلومبرج" الأمريكية، أشادت بالحدث الأسطوري المهيب الذي شهدته مصر بمناسبة افتتاح طريق الكباش الجديد (الأقصر.. طريق الكباش)، مشيرة إلى أن الحدث هو ثاني حفل عالمي هذا العام بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي وكبار المسئولين لتسليط الضوء على كنوز البلاد الأثرية وإحيائها بعد موكب المومياوات الملكي الذي عقد في إبريل الماضي.
واعتبرت أن هذا الحفل من شأنه أن ينعش قطاع السياحة التي تتعافى فعليا من آثار وباء كورونا في الآونة الأخيرة، بعد سنوات من الاضطرابات السياسية في أعقاب أحداث "الربيع العربي"، مشيرة إلى تاريخية "طريق الكباش"، الممشى الأثري المعروف باسم "شارع أبو الهول"، أو "مسار الآلهة" والذي يربط بين معبدي الكرنك والأقصر الشهيرين في مدينة طيبة، عاصمة مصر في العصور القديمة، مضيفة إن هذا الطريق كان يعتقد بأنه الذي سلكه الحجاج لزيارة المعابد وتكريم آلهتهم.
وتابعت الوكالة "تصطف تماثيل الكباش وأبو الهول على قواعد الطريق القديم في الأقصر، الذي يقع على ضفاف نهر النيل ويقع على بعد حوالي 650 كيلومترًا (400 ميل) جنوب القاهرة ، يمتد لعدة أميال وكان قيد التنقيب لأكثر من 50 عاما"، مشيرة إلى أن أقدم الآثار على طول طريق الكباش هي ستة مبان شيدتها الملكة حتشبسوت، ويعود تاريخها إلى عام 1400 قبل الميلاد.
أما صحيفة ديلي ميل البريطانية، قالت إن الرئيس عبد الفتاح السيسي أعاد إحياء طريقا مقدسا تصطف على جانبيه آلاف التماثيل، كان يستخدم كطريق موكب للآلهة قبل 3000 عام"، في إشارة لاحتفال المصريين القدماء بعيد الأوبت، واصفة الحفل بـ"الجذاب".
وقالت الصحيفة "خرج المئات يرتدون الملابس المصرية القديمة التقليدية من معبد الكرنك في موكب مجيد شارك فيه البعض حاملين قوارب ذهبية عملاقة على أكتافهم مثلما فعل الكهنة قبل آلاف السنين"، مشيرة إلى ان الحدث من شانه أن يجذب السياح من مختلف انحاء العالم إلى مصر.
واستعرضت شبكة "سي إن إن" الإعلامية الأمريكية حفل افتتاح طريق الكباش في تقرير مصور لها عن الموقع الأثري الجذاب بعنوان " مصر تفتتح طريق الكباش الفرعوني في الأقصر باحتفالية ضخمة"، ووصفت الشبكة الأمريكية الموكب الفرعوني بـ"الضخم"، وقالت إنه يهدف إلى الترويج السياحي لمدينة الأقصر، وإبراز مقوماتها السياحية والأثرية المختلفة والمتنوعة، مشيرة إلى أن هذه الاحتفالية، التي شهدها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، تأتي لإحياء ممر تاريخي يربط معبد الأقصر بمعبد الكرنك لتصبح الأقصر بذلك أكبر متحف مفتوح في العالم، مضيفة أن طريق الكباش بدأ تشييده في عهد الأسرة الفرعونية الثامنة عشرة، ليستكمل خلال عهد الملك نختبو الأول، وهو أحد ملوك الأسرة الـ30.
وتابعت" "أن عملية ترميم معبد الأقصر وطريق الكباش بدأت في عام 2005، فيما بدأت ملامحه تظهر مع اكتشاف معالمها في أربعينيّات القرن الماضي، مع أول كشف عن أول تمثال عام 1949، لتكرّ بعدها سلسلة الاكتشافات التي تروي الكثير عن تاريخ مصر، عند كل محطة"، لافتة إلى أن طريق الكباش شهد قديما احتفالات المصريّين القدماء بأحد أهم أعيادهم الدينية (عيد الأوبت)، ويمتد شروع إعادة إحياءه، على مسافة 2.7 كيلومترًا بمحاذاة نهر النيل، بدءًا من معبد الأقصر ووصولًا إلى مجمّع معبد الكرنك، و يتكون من مسار يحيطه 1200 تمثال نحتت في الحجر الرملي وتشكل هيكلًا واحدًا ويجسّد بعضها أبا الهول وكباش.
وسلطت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية الضوء على حفل افتتاح طريق الكباش، معتبرة أن مصر افتتحت أحدث مشروع سياحي لعرض الكنوز الأثرية في البلاد، بهدف إنعاش القطاع الذي عاني مؤخرا من جائحة كورونا، ووصفت الحدث بأنه ثاني حدث ساحر هذا العام لتكريم التراث المصري، بعد حفل موكب المومياوات الشهير.
وقالت وكالة الانباء الفرنسية "فرانس برس"، إن مصر كشفت اليوم عن طريق تصطف على جانبيه مئات من تماثيل أبوالهول برأس كبش يعود تاريخها إلى آلاف السنين.
ووصفت صحيفة "ذا ناشيونال"، الناطقة بالإنجليزية افتتاحية طريق الكباش في الأقصر بأنه "حدث فريد" يأتي بعد سنوات طويلة من اعمال الترميم والتجديد، واعتبرته خطوة لإحياء قطاع السياحة في مصر، مشيدة بمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في الحفل وقالت إنه سيحيي المدينة وتاريخها كعاصمة سابقة للفراعنة.
الهوية مشروع قومي
الهوية بكل أشكالها وطنية وبصرية، مشروع قومي، لا ينتهي الأمر عند إنجاز مشروع، بل يمتد ليستفيد منه الكل، ناهيك عن كون النجاح في مشروع الهوية البصرية، تحقق بأيدي الشباب المصري وأدى الى هذا التحول المهول في المدينة لترسيخ مفاهيم الهوية والترويج السياحي لمصر.
المواطن العادي يتحسس ذلك في الشارع، فما بين طلاب عملوا بأيديهم ونفذوا تصميمات مبتكرة، لتجميل وتزيين كافة الشوارع وتطوير كورنيش النيل الذى أصبح ممشى ساحر عالمي حقيقي بمشروع تطويره الضخم، وتجميل المراسى النيلية للمراكب والفنادق العائمة، والمراكب التى تزينت فى نهر النيل، وهى تحمل ألوان الهوية البصرية فى لوحة فنية فريدة، فضلًا عن سيارات التاكسى وعربات الحنطور التى أصبحت جذابة بشعار وهوية الأقصر العصرية، ثم ساحة وميدان أبو الحجاج، كل ذلك في الأقصر وحدها، فما بالك لو اكتمل مشروع الهوية.
القاهرة الآن تشهد معركة لاستعادة الهوية، بمشروع إحياء القاهرة الخديوية من جديد، وهو أمر يحظى بإشادة واهتمام دولي، يقول تقرير لموقع مونيتور الأمريكي، بجهود الحكومة من أجل ترميم منطقة القاهرة التاريخية، والتي تستعيد مجدها القديم.
ففي الوقت الحالي، تعمل الحكومة على مشاريع عدة في القاهرة، الأولوية منها لـ 5 مناطق رئيسية هي: المنطقة المحيطة بمسجد الحكيم، ومنطقة جنوب باب زويلة، ومنطقة حارة الروم وباب زويلة، والمنطقة المحيطة بمسجد الحسين وباب زويلة.
وبدأ العمل في تلك المناطق في 18 واجهة بناء في مناطق باب زويلة وحارة الروم ومسجد الحكيم ودرب اللبانة، فيما لا يزال 28 مبنى أثرياً بحاجة إلى ترميم، فالقاهرة وحدها تحوي 110 مبنى أثري من عصور مختلفة، وبالتالي تؤمن القيادة السياسية بأن الحفاظ على الهوية الثقافية للقاهرة التاريخية، وخاصة النسيج العمراني، هو أولوية قصوى، وكذلك التركيز على عملية العمارة لضمان المظهر الحضاري للواجهات.
وتشمل أعمال التطوير في منطقة مسجد الحكيم تشمل إقامة منشآت سياحية بهدف إحياء ميدان باب النصر، واستعادة حوالي 10٪ من المساحة خلال المرحلة الأولى التي ستستمر عامين، ومقترحات لإنشاء كيان واحد للقاهرة التاريخية، بمساحة تقريبية، 30 كيلومترًا مربعًا (11 ميلًا مربعًا).
وتشمل المرحلة الثانية التعامل مع المباني التاريخية غير المسجلة بوزارة السياحة والآثار والعمل على تسجيلها وترميمها وإعادة استخدامها، وجميع هذه الأعمال تحت إشراف منظمة اليونسكو لأن القاهرة التاريخية بدأت قائمة التراث العالمي منذ عام 1979.
ويهدف هذا المشروع يهدف إلى ربط أحياء القاهرة التاريخية والمواقع الأثرية بشبكة طرق ومسارات تسهل حركة السياح، وكذلك لاستعادة مجد القاهرة الثقافي والتاريخي، وإعادتها إلى الحياة مع الحفاظ على نسيجها العمراني.
الحال أيضاً في مدينة الإسكندرية، والتى أطلق محافظها اللواء محمد الشريف إشارة بدء تنفيذ مشروع الهوية البصرية لمنطقة بئر مسعود بتكلفة 25 مليون جنيه ومدة تنفيذ 6 أشهر، كبداية لانطلاق تنفيذ مشروع الهوية البصرية لمحافظة الإسكندرية، والذي يتم بالتنسيق مع الجامعة الألمانية بالقاهرة واستكمال المشروع على طول الكورنيش بالكامل، حيث سيتم توحيد شكل بوابات الشواطئ، ومواقف الأتوبيسات والبارجورات، وهو ما سيعيد وضع الإسكندرية علي الخريطة السياحية، وسيساهم بشكل كبير في إظهار عروس البحر المتوسط بشكل متطور يضاهي التطور في مختلف دول العالم يجمع بين عراقة الماضي وأصالة الحاضر، بإعداد تصاميم حديثة نابعة من تاريخ وحضارة المدينة وتراثها العريق، الذي يعكس تفردها، ويحافظ على القيم التراثية في العناصر البصرية التي تؤثر على انطباع المواطنين والزائرين للمدينة وتعزز القيمة السياحية للإسكندرية.
مشروع الهوية البصرية لمحافظات ومدن مصر هو مشروع قومي حضاري غاية في الأهمية لا يقل أهمية عن مشروعات قومية آخرى لأنه يمثل نقلة عمرانية وتاريخية في الجمهورية الجديدة ويمنحها هويتها وبصمتها الجديدة.