رداً على واقعة رشوان توفيق.. علماء الأزهر: الحجر على الوالدين عقوقاً لا يغتفر إلا بشروط

حالة من الجدل الواسع على مواقع التواصل الاجتماعي، أثارتها نجلة الفنان القدير رشوان توفيق، بعد رفع دعوى قضائية للحجر على أبيها.

 

وعلق عدد من علماء الأزهر الشريف على تلك الواقعة، منهم الدكتور محمود مهنا عضو هيئة كبار علماء الأزهر، قال: "قلوبنا مع رشوان توفيق، وألستنا تدعوا له بالوقاية من كل شر، فهذا الرجل له مقام كبير يحب الله ورسوله والوطن ودينه والأداب الاجتماعية والأخلاقية ويحترم الأديان".

 

وتابع عضو هيئة كبار العلماء، في تصريح له، أن حجر الأبناء على آبائهم سواء في أموال أو ممتلكات يعد عقوقاً للوالدين، حتى لو كان الأب مبذرًا، فالإسلام أمرنا أن يكون الإنسان بماله ونفسة ملك لأبيه وأمه.

 

وتابع: "الله تعالى ذكر فى كتابه (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً)، فمن يفعل هذا يكون بعيد عن منهج القرآن الكريم الذي يقول عز وجل (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا)، وقال أيضًا (فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ).

 

ولفت إلى أن كل آيات القرآن الكريم توحيد لله وعدم الاشراك به ثم بعد ذلك الإحسان إلى الوالدين، حتى وإن كان الوالدين كافريين، وقال تعالى (وَإِن جَٰهَدَاكَ عَلَىٰٓ أَن تُشْرِكَ بِى مَا لَيْسَ لَكَ بِهِۦ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِى ٱلدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ ).

 

وفي نفس السياق، قال الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقة المقارن بجامعة الأزهر وعضو لجنة الفتاوى بالجامع الازهر، إن الحجر منع الشخص من التصرف فى أمواله لوجود سبب من الأسباب، ومن أسبابه الجنون والعته والسفه، وهذه هى أشهر أسباب الحجر، وهي تؤثر في أهلية الأداء للشخص نفسياً.

 

وأضاف أن رفع دعوى حجر على شخص ما ووجود سبب من أسبابه جائز ومشروع، حتى لو كان المحجور علية هو الوالد إذا ثبت لحاق الضرر بأولاده، خاصة من كان من الأولاد محتاجاً إلى نفقة أبيه. 

 

وأشار إلى أن رفع الأبناء دعوى حجر على أبيهم لمنع ضرر سفه عن أولاده لا يعد ذلك عقوقاً بشرط ألا تكون الدعوى كيدية ولا انتقامية ولا شخصية ولا عقابية فإن كانت واحداً مما سبق ذكره كان عقوقاً من الولد لأبيه.