كشف الدكتور علي جمعة المفتي الجمهورية السابق، عن سر غلق رسول الله، صلى الله عليه وسلم، للباب الجنوبي بمسجده، بعد فتحه لمدة 17 شهرا للصلاة، وفتح الباب الشمالي لمسجده.
وقال علي جمعة إن مسجد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كان له ثلاثة أبواب "الباب الأول في الجهة الجنوبية، والباب الثاني في الجهة الغربية، ويسمى باب عاتكة، ثم أصبح يعرف بباب الرحمة، أما الباب الثالث فمن الجهة الشرقية، ويسمى باب عثمان، ثم أصبح يعرف بباب جبريل".
وكتب الدكتور علي جمعة في تدوينة على فيس بوك: "عرفنا في المرة السابقة كيف اختار الله لنبيه صلى الله عليه وسلم مكان مسجده، وحجراته الشريفة، وقصة بناء المسجد يرويها الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه، حيث يقول: (قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، فنزل في علو المدينة في حي يقال لهم بنو عمرو بن عوف، فأقام فيهم أربع عشرة ليلة، ثم إنه أرسل إلى ملأ بني النجار، فجاءوا متقلدين بسيوفهم، قال: فكأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلته وأبو بكر ردفه وملأ بني النجار حوله، حتى ألقى بفناء أبي أيوب".
وأضاف "قال: فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي حيث أدركته في مرابض الغنم، ثم إنه أمر بالمسجد قال: فأرسل إلى ملإ بني النجار، فجاؤوا، فقال: يا بني النجار ثامنوني بحائطكم هذا. قالوا: لا والله لا نطلب ثمنه إلا إلى الله. قال أنس: فكان فيه ما أقول: كان فيه نخل، وقبور المشركين، وخرب، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنخل فقطع، وبقبور المشركين فنبشت، وبالخرب فسويت، قال: فصفوا النخل قبلة، وجعلوا عضادتيه حجارة، قال: فكانوا يرتجزون ورسول الله صلى الله عليه وسلم معهم وهم يقولون: اللهم إنه لا خير إلا خير الآخرة.. فانصر الأنصار والمهاجرة) [رواه البخاري ومسلم].
ولفت جمعة: "تم البناء وأسَّس النبي صلى الله عليه وسلم المسجد في ربيع الأول من العام الأول من هجرته، وكان طوله سبعين ذراعًا، وعرضه ستين ذراعًا، أي ما يقارب 35 مترًا طولًا، و30 مترًا عرضًا. وجعل أساسه من الحجارة، والدار من اللَّبِن وهو الطوب الذي لم يحرق بالنار، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يبني معهم اللَّبِن والحجارة، وكان سقفه من الجريد”.
وعن أبواب المسجد النبوي قال جمعة "له ثلاثة أبواب: الباب الأول: في الجهة الجنوبية. الباب الثاني: في الجهة الغربية، ويسمى باب عاتكة، ثم أصبح يعرف بباب الرحمة. الباب الثالث: من الجهة الشرقية، ويسمى باب عثمان، ثم أصبح يعرف بباب جبريل، وكانت إنارة المسجد تتم بواسطة مشاعل من جريد النخل، توقد في الليل".
واختتم قائلًا "ظلَّ هذا الوضع دون تغيير لمدة 17 شهرًا أو يزيد، وهي مدة صلاة المسلمين ناحية بيت المقدس، فلما نزلت آية تحويل القبلة في صلاة الظهر قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالإجراءات اللازمة في مسجده الشريف، فأغلق الباب الكائن في الجدار الجنوبي- جدار القبلة الحالية- وفتح بدلًا منه بابًا في الجدار الشمالي- جدار القبلة سابقًا".