آبى أحمد يُدخل إثيوبيا نفق الحرب الاهلية
السبت، 20 نوفمبر 2021 06:08 م
الحكومة تدعو "ميليشيا أمهرا وعفر" لمواجهة قوات الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي على أطراف أديس ابابا بعد فشل الجيش في الصمود
الأمم المتحدة تحذر من تدهور غير مسبوق للوضع الإنسانى.. 80% نقصا بالأدوية الأساسية.. ومنع 364 شاحنة إغاثية من الوصول للمحتاجين
دخلت إثيوبيا نفق الحرب الاهلية بعدما صعدت قوات التيجراىالقوات الحكومية من لهجتها ضد قوات الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، ودعوة المؤسسات الرسمية إلى دعم ما اسمته بـ"ميليشيا أمهرا وعفر" لمواجهة قوات التيجراى التي تحاصر العاصمة أديس أبابا.
وفيما اعترفت وكالة الانباء الإثيوبية الرسمية باستيلاء قوات الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي على مدن في العاصمة أديس ابابا، ونقلت عما وصفته بالمؤرخ المخضرم "باهرو زودي"، قوله أن رحلة التيجراى للعاصمة لن تكون سهلة، حتى بعد استيلاءها على مدن بالعاصمة، قالت الوكالة الرسمية أنه "بصرف النظر عن قوات الدفاع الوطني الإثيوبية، سيتعين على التيجراى مواجهة ميليشيا أمهرا وعفر وكذلك".
وتواصل جبهة تحرير تيجراي وقوات الأورومو التقدم نحو العاصمة أديس أبابا، وتمكنت قوات تيجراي الأسبوع الماضى من تدمير مروحية الدعم الناري من طراز مي-35 التابعة للقوات الجوية الإثيوبية، واظهرت لقطات فيديو من منطقة القتال على الشبكات الاجتماعية وهي تظهر طائرتين تحلقان على ارتفاع منخفض فوق منطقة جبلية.
من جانبه أكد جيتاشوا رضا، المتحدث باسم جبهة تحرير شعب تيجراى، أن إثيوبيا ستتفكك ويتأكل نسيجها الوطنى، داعياً إلى رحيل رئيس الوزراء آبى أحمد، الذى وصف سنوات حكمه الثلاثة بسجل الخيانة الوطنية، مضيفاً في تغريدة له عبر حسابه الرسمي بموقع تويتر: "إثيوبيا ستتفكك ما لم يرحيل رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، مؤكدا أن البلد الواقع في القرن الأفريقي يتجه للهاوية بعد مرور 3 سنوات من "الخيانة الوطنية" في عهد آبى أحمد، وفق تعبيره.
وأضاف "مع تعرض سيادة البلاد للخطر وتآكل النسيج الذي يجمع الإثيوبيين معًا، قام بعمل رائع في تقطيع أوصال إثيوبيا، إذا كانت هناك فرصة ضئيلة لتجنب تفكك إثيوبيا الذي لا رجوع فيه، فهذا يعني بالتأكيد رحيل آبي أحمد وقريبًا"، موضحاً أن إثيوبيا تتأرجح على حافة الهاوية، لقد أظهر نظام أديس أبابا استعداده لبيع الأصول الاستراتيجية لإثيوبيا على المكشوف مع تصعيد النزعة القومية الشوفينية.
وختم تغريداته، "هناك أكاذيب تتردد على شاكلة أن الحرب بين حكومة ملتزمة بحماية سيادة إثيوبيا، وأولئك الذين هم عازمون على تدمير البلاد".
وسبق أن طالبت دول عربية وأوربية رعاياها بمغادرة إثيوبيا فوراً، خاصة في ضوء المعلومات المتوافرة بشأن ضعف القبضة الأمنية الإثيوبية على الأوضاع، وتزايد وتيرة الدعوة إلى حرب أهلية مفتوحة بين القوات الحكومية وقوات التيجراى، وهو ما ينذر بأزمة كبرى قد تطال الرعايا الأجانب.
وقال أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي، إن النزاع في إثيوبيا لا يهددها فقط بل يهدد جيرانها أيضا، داعيًا السلطات الاثيوبية بالتوقف فورا عن انتهاكات حقوق الإنسان، مضيفا:" نشهد فظائع تقترف بحق الناس في إثيوبيا وهذا يجب أن يتوقف ونحن مصممون على المساءلة".
وحث وزير الخارجية الأمريكي الرعايا الأمريكيين على مغادرة إثيوبيا فورًا باستخدام الوسائل المتاحة بما فيها الرحلات التجارية، داعيًا إلى توفير فرص وصول مواد الإغاثة الإنسانية لتصل إلى ملايين المواطنين في إثيوبيا، وكشف بلينكن عن توجيه للسفارة الأمريكية في أديس أبابا بالاحتفاظ بالموظفين الضروريين فقط.
وتزامن هذا التطور مع الحملة التي تشنها الحكومة الإثيوبية ضد منظمات الإغاثة العاملة في إثيوبيا، بعدما اتهمتها بالتركيز على أجندتها السياسية الخفية بدلاً من أعمال المساعدة الإنسانية الموكلة إليها، وهو الاتهام الذى وجهه كبدي ديسيسا، وزير الدولة لمكتب خدمات الاتصال الحكومي بإثيوبيا، واعتبره مراقبين ضوء حكومي أخضر بالتعامل الأمني العنيف ضد هذه المنظمات.
وارتفع حجم الاحتياجات الإنسانية في اثيوبيا على خلفيه نزاع تيجراى منذ عام بين السلطات الثيوبية والجبهة الشعبية لتحرير تيجراى، وقالت تقارير المنظمات الدولية ان الوضع على ارض الواقع متدهور مع نقص شديد في الأدوية الأساسية، بالإضافة الى الغذاء والوقود ومنع شاحنات الإغاثة للوصول الى المستحقين منذ ما يقرب من شهر.
وسبق أن خصصت منظمة الأمم المتحدة 25 مليون دولار من الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ على خلفية ارتفاع حجم الاحتياجات الإنسانية في جميع أنحاء إثيوبيا، ولدعم المساعدة الإنسانية المنقذة للحياة وحماية المدنيين في إثيوبيا وذلك عقب الإعلان عن تخصيص 15 مليون دولار من الصندوق الإنساني لإثيوبيا، مما أدى إلى رفع إجمالي ضخ الأموال لإثيوبيا إلى 40 مليون دولار، وسيرفع هذا التخصيص الجديد دعم الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ لإثيوبيا هذا العام إلى الى 80 مليون دولار مما يجعل إثيوبيا ثاني أكبر متلق لأموال الصندوق في عام 2021. وفق منظمة الأمم المتحدة
وتسببت الحرب فى إثيوبيا فى أزمة كبري، حيث لفت مارتن جريفيثس وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، إلى أنه "يعيش ملايين الأشخاص في شمال إثيوبيا على الحد الفاصل (معرضون لخطر شديد) مع تزايد الأزمة الإنسانية بشكل أعمق وأوسع" مشيرا الى انه في مناطق تيجراي وأمهرة وأفار، سيدعم هذا التخصيص وكالات الإغاثة التي توفر الحماية وغيرها من المساعدات المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين من النزاع، حيث تتحمل النساء، والفتيان والفتيات، وطأة النزاع، ومع ذلك لا تزال تعاني احتياجات الحماية الخاصة بهم من نقص التمويل.
وكشف مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة (أوتشا)، أن التقديرات تشير إلى أن 80% من الأدوية الأساسية لم تعد متوفرة في تيجراي، في حين أن معظم المرافق الصحية لا تعمل بسبب الأضرار ونقص الإمدادات، موضحاً أن 364 شاحنة إغاثة تنتظر الحصول على إذن للوصول إلى تيجراي منذ 18 أكتوبر. ووفقا لآخر تحديث، لا يزال الوضع في شمال إثيوبيا غير قابل للتنبؤ إلى حد كبير مع تأثر المدنيين بشدة، وإعلان حالة الطوارئ الواسعة في جميع أنحاء البلاد.
وأضاف مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن 32 مريضا يعانون من أمراض الكلى المزمنة يتلقون العلاج مرتين في الأسبوع، "بدلا من العلاج البالغ ثلاث مرات بسبب محدودية الإمدادات والأدوية" بينما يستخدم مرضى السرطان الآن آخر مخزون من أدوية العلاج الكيميائي منتهية الصلاحية، وقال مكتب أوتشا "إن المرضى الجدد الذين تم تشخيص إصابتهم بالسرطان لا يتلقون أي أدوية" مما يترك ما يقدر بنحو 500 مريض بالسرطان دون علاج.