الإسلام راعا حقوق الطفل قبل أن يولد.. مركز الأزهر للفتوى يطلق مبادرة "صحة الطفل النفسية"
السبت، 20 نوفمبر 2021 02:42 ممنال القاضى
أكد مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية، أن الإسلام راعا صحة الطفل النفسية، وحذر من تعريضه لما يشوه فطرته أو يؤذي نفسيته.
موضحا أن عناية الإسلام بصحة الطفل النفسية، تبدأ من قبل أن يُولد، حين حثَّ الزوجَ على اختيار أم صالحة له، والزوجة على اختيار أب صالح؛ فقال سيدنا رسول الله ﷺ: «تُنْكَحُ المَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يَدَاكَ» [أخرجه البخاري]، وقال سيدنا رسول الله ﷺ: «إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ، وَفَسَادٌ عَرِيضٌ ». [أخرجه الترمذي]
وأشار إلى أن القرآن الكريم، عاب على أهل الجاهلية استقبالهم المولود، إذا كان أنثى بالحزن والتشاؤم؛ واعتبر الإيذاء البدني أو النفسي الذي يقع على الإناثِ من الأطفال بهذه السلوكيات من المحرمات؛ فقال تعالى: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ}. [النحل: 58، 59]
وأمر الإسلام بحسن اختيار أسماء الأطفال، ونهى عن تسميتهم بأسماء مستقبحة تثير الاستغراب أو الاشمئزاز؛ مما يجعل الطفل عُرضة للسخرية، أو فقد الاتزان النفسي والسلوكي؛ وكثيرا ما ورد عن سيدنا النبي ﷺ أنه غيَّر أسماء سيئة إلى أسماء حسنة؛ ليرشدنا إلى هذا السلوك.
وأوضح المركز، إلى أن الإسلام لم يخفى الأثر النفسي السيء المترتب على تفريق الوالدين في معاملة أولادهما، وتفضيل بعضهم على بعض؛ لذا أمر الإسلام بالعدل بين الأولاد في العطايا والمعاملة بما في ذلك المشاعر؛ فعَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ الله، يُحَدِّثُ أَصْحَابَهُ إِذْ جَاءَ صَبِيٌّ حَتَّى انْتَهَى إِلَى أَبِيهِ فِي نَاحِيَةِ الْقَوْمِ فَمَسَحَ رَأْسَهُ وَأَقْعَدَهُ عَلَى فَخِذِهِ الْيُمْنَى قَالَ: فَلَبِثَ قَلِيلًا فَجَاءَتِ ابْنَةٌ لَهُ حَتَّى انْتَهَتْ إِلَيْهِ فَمَسَحَ رَأْسَهَا وَأَقْعَدَهَا فِي الْأَرْضِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «فَهَلَّا عَلَى فَخِذِكَ الْأُخْرَى» فَحَمَلَهَا عَلَى فَخِذِهِ الْأُخْرَى فَقَالَ ﷺ: «الْآنَ عَدَلْتَ». [أخرجه ابن أبي الدنيا في النفقة على العيال]