وصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، العاصمة الكينية نيروبي، ضمن جولته الأولى بالقارة السمراء، منذ توليه منصبه.
ويتناول في جولة الوزير الأمريكي، مناقشات قضايا ساخنة على رأسها الأوضاع فى السودان ومنطقة الساحل الأفريقي، والحرب فى أثيوبيا بين الجيش وقوات تيجراي.
وسيعمل بلينكن على تعزيز الدبلوماسية لمنع إثيوبيا من الانزلاق إلى حرب أهلية كارثية، وذلك في وقت أعلنت فيه جبهة تحرير تيجراي وقوات أورومو الزحف نحو العاصمة أديس أبابا متوعدة باسقاط حكومة آبى أحمد.
وتعد كينيا المحطة الأولى التى اختارها الوزير الأمريكي حيث تمتلك حدودا مشتركة مع إثيوبيا ولعبت دورا رئيسا فى الجهود الدبلوماسية لإيجاد حل سلمى للصراع بين الحكومة المركزية فى أديس أبابا وإقليم تيجراى، كان آخرها زيارة الرئيس لكيني أوهورو كينياتا، إلى أديس أبابا الأسبوع الجاري، بحث خلالها مع رئيس وزراء أثيوبيا آبي أحمد، وقف إطلاق النار والسلام مع قوات جبهة تحرير تيجراي.
وعشية جولة وزير الخارجية الأمريكي، أكد جيتاشوا رضا، المتحدث باسم جبهة تحرير شعب تيجراى التى تقاتل الجيش الأثيوبى، أن إثيوبيا ستتفكك ويتأكل نسيجها الوطنى، وعليه لابد من رحيل رئيس الوزراء آبى أحمد، الذى وصف سنوات حكمه الثلاثة بسجل الخيانة الوطنية.
وقال رضا في تغريدة له عبر حسابه الرسمي بموقع تويتر: "إثيوبيا ستتفكك ما لم يرحيل رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، مؤكدا أن البلد الواقع في القرن الأفريقي يتجه للهاوية بعد مرور 3 سنوات من "الخيانة الوطنية" في عهد آبى أحمد، وفق تعبيره.
وأضاف "مع تعرض سيادة البلاد للخطر وتآكل النسيج الذي يجمع الإثيوبيين معًا، قام بعمل رائع في تقطيع أوصال إثيوبيا، إذا كانت هناك فرصة ضئيلة لتجنب تفكك إثيوبيا الذي لا رجوع فيه، فهذا يعني بالتأكيد رحيل آبي أحمد وقريبًا".
وأضاف متحدث جبهة تحرير شعب تيجراي، إثيوبيا تتأرجح على حافة الهاوية، لقد أظهر نظام أديس أبابا استعداده لبيع الأصول الاستراتيجية لإثيوبيا على المكشوف مع تصعيد النزعة القومية الشوفينية.
وختم تغريداته، "هناك أكاذيب تتردد على شاكلة أن الحرب بين حكومة ملتزمة بحماية سيادة إثيوبيا، وأولئك الذين هم عازمون على تدمير البلاد".
وتشمل جولة الوزير الأمريكى أيضا نيجيريا والسنغال، وسيركز خلالها على ملفي الديمقراطية والتغير المناخي، بالإضافة إلى تعزيز القدرات الأفريقية لإنتاج لقاحات مضادة لكوفيد -19.
وتأتي زيارة الوزير الأمريكي قبل أسابيع من استضافة بايدن قمة للدول الديمقراطية في واشنطن، وبعد أيام من انتهاء مؤتمر المناخ للأطراف "كوب26" في مدينة "جلاسكو" الإسكتلندية، حيث انضمت واشنطن إلى المطالبات بالابتعاد عن استخدام الوقود الأحفوري الملوث للهواء.
وسيلتقى بلينكن في العاصمة الكينية نيروبي الرئيس أوهورو كينياتا ووزيرة الشئون الخارجية ريتشيل أومامو وعدد من كبار المسئولين؛ لبحث طائفة من القضايا المشتركة، لاسيما في ظل عضوية كينيا في مجلس الأمن الدولي، بما في ذلك قضايا إثيوبيا والصومال والسودان فضلا عن بحث التعاون مع كينيا في مكافحة جائحة كورونا وتحسين إتاحة الطاقة النظيفة وحماية البيئة، كما سيؤكد الوزير دعم الولايات المتحدة لإجراء انتخابات سلمية وشاملة في كينيا في عام 2022.
وبعد ذلك سيتوجه بلينكن إلى العاصمة النيجيرية أبوجا؛ حيث يلتقي مع الرئيس محمدو بوهاري ونائبه يمي أوسينباجو ووزير الخارجية جيفري أونييما، وستنصب المباحثات على التعاون بين الأمن الصحي وتوسيع إتاحة الطاقة والنمو الاقتصادية وتدعيم الديمقراطية، وسيلقي بلينكن خطابا حول السياسة الأمريكية الأفريقية، كما سيلتقي برجال الأعمال النيجيريين في القطاع الرقمي.
وسيختتم بلينكن جولته في العاصمة السنغالية داكار؛ حيث يلتقي بالرئيس ماكي سال ووزيرة الخارجية إيسيتا تال سال للتأكيد مجددا على الشراكة بين البلدين، وباعتبار أن السنغال ستتولى رئاسة الاتحاد الأفريقي في دورته القادمة فإن بلينكن يسعى لبحث بعض القضايا الإقليمية المتعلقة بالقارة الأفريقية، كما سيشارك في فعاليات تسلط الضوء على العلاقات التجارية القوية بين الولايات المتحدة والسنغال ودعم دور المرأة السنغالية في ريادة الأعمال واستعراض الشراكة مع الولايات المتحدة في مكافحة جائحة كورونا.