مع مرور السنين تحول حطام السفنية " ماريا شرودر " والتي غرقت في عام 1956 بمنطقة نبق بجنوب سيناء لمزار سياحي يقبل عليه زوار مدينة شرم الشيخ من المصريين والسائحين العرب والأجانب .
ومن خلال رصد من محمية نبق مشاهد السفينة الغارقة، التى تبدو من بعد منقسمة لكتلتين حديديتين بملامح ضخمة مهيبة، بينما على الساحل المقابل لها تنتشر أكوام حديدية هى أجزاء متآكلة من السفينة يحرص الزوار على الاحتفاظ بأجزاء منها كتذكار عند زيارتها، فى حين يصل الغواصين للالتفاف حولها ومشاهدة الشعب المرجانية التى علقت بها وكونت أشكالا بألوان مختلفة .
تشير البيانات المتاحة عن السفينة الغارقة تقول أنها غرقت أثناء رحلة من ميناء العقبة الأردنى إلى المانيا الغربية، حيث تعطلت واصطدمت بالحاجز المرجانى بمنطقة محمية نبق، وقد جرت محاولات عديدة لسحبها دون فائدة لتسجل باعتبارها مفقودة كليا، ومن حينها فإن هيكل السفينة الحديدى يتآكل تدريجيا بفعل العوامل الجوية ، والأمواج القوية بالمواقع، إلا أن الحطام الذى يمتد حتى عمق 25 مترا أصبح أحد أشهر مواقع الغوص فى جنوب سيناء .
الجدير بالذكر أن السفينة تم بنائها فى عام 1920، وتم بيعها فى أغسطس 1950 إلى ريتشارد شرودر فى هامبورغ بألمانيا، وفى أثناء رحلتها من خليج العقبة إلى ألمانيا غرقت فى غابات منطقة نبق، وانقسمت إلى نصفين، وتحتفظ بكل ما فيها من الأدوات التى كان يستعملها البحارة، والآن كستها الشعاب المرجانية بأشكالها المتنوعة .
وتعد السفينة من أهم معالم محمية نبق التى أعلنت رسميا محمية طبيعية فى عام 1992، وتصل مساحتها إلى 600 كم2 (منها 440 كم2 فى اليابس، بالإضافة إلى 130 كم2 فى النطاق المائي)، وتقع هذه المحمية بخليج العقبة فى المنطقة ما بين شرم الشيخ ودهب ووادى أم عدوى فى جنوب سيناء، وتبعد المحمية 35 كيلو متراً شمال شرم الشيخ.
ذاكرة الأهالى أبناء المكان حملت مسميات لكل مكان ومنطقة بالمحمية وخصت موقع السفينة باسم "الغرقانه" نسبة إلى السفينة الغارقة، ومسميات أخرى منها "الكوز، وأبونجيلة، وروض رحيلة، والدقل، والعرايش، والغرابى، والقبيلة، والغرابي، وعموما المنطقة اسمها بلهجة أهل المكان" الطارف" .