مصر FIRST.. العالم NEXT
السبت، 06 نوفمبر 2021 08:00 م
بعد موكب المومياوات.. العالم ينتظر افتتاح طريق الكباش
جاءت مصر بين أفضل 10 وجهات سياحية، لعام 2022؛ وذلك، وفق «إنفوجراف» أعدته ونشرته وزارة السياحة والآثار، نقلاً عن تصنيف «لونلي بلانيت».
وفى الوقت نفسه تناولت صحيفة "جلوب أند ميل" الكندية ما وصفته بثورة المتاحف فى مصر التى طال انتظارها، وكيف أنها ستثير إعجاب السائحين الثقافيين، وقالت إنه بعد عقود من التخطيط والإنفاق الكبير، أصبح بالقاهرة متحف جديد طموح لعرض كنوز مصر التاريخية، وآخر بالجيزة سيتم افتتاحه العام المقبل، متحدثة عن افتتاح متحف الحضارة القومى فى إبريل الماضى، بعرض مذهل لنقل مومياوات 22 من ملوك وملكات مصر القديمة عبر الشوارع من المتحف المصرى. وقالت إنه فى العام المقبل، سيتم افتتاح المتحف المصرى الكبير فى الجيزة، وعندما يحدث ذلك، فإن هذا المشروع الذى تم تأجيله سيكون أكبر متحف أثرى فى العالم.
وتشهد الحكومة في الوقت الحالي مناقشة لعدداً من الموضوعات التي تساهم في الترويج للسياحة المصرية؛ حيث تمت مناقشة أجندة الفعاليات التي ستنظمها أو تشارك في تنظيمها وزارة السياحة والأثار خلال الفترة القادمة، ومناقشة آخر مستجدات الأعمال بمشروع الكشف عن طريق المواكب الملكية المعروف بـ«طريق الكباش»، الذي يربط بين معابد الأقصر والكرنك، والاستعدادات للاحتفالية الكبرى المقررة إقامتها بمدينة الأقصر.
وتتواكب احتفالية إحياء طريق المواكب الملكية بين معبدي الأقصر والكرنك، مع زيارة الأمير تشارلز أمير ويلز ودوقة كورنوال، إلى مصر، في نوفمبر الجارى التي أعلن عنها جاريث بايلي.
وفى 30 أكتوبر الماضى وجه الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال اجتماعه مع الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار بأن تمثل احتفالية "طريق الكباش" استمرارًا لنهج الفاعليات العالمية التى تنظمها الدولة للترويج لقوة مصر الناعمة وحضارتها العريقة، وأبرزها موكب المومياوات الملكية، وعلى نحو يعكس دوليًا ثراء محافظة الأقصر كمقصد سياحى عالمى متكامل الجوانب.
صور نادرة تروي تاريخ معابد الكرنك والأقصر وطريق المواكب الملكية
احتفالية كبرى للترويج لمحافظة الأقصر، تحت عنوان «الأقصر في ثوبها الجديد»، تجهز الدولة لها، على هامش الانتهاء من مشروع إعادة إحياء طريق المواكب الكبرى المعروف بـ«طريق الكباش»؛ حيث تقدم الدولة كل الإمكانات اللازمة؛ وذلك، وفقاً لما صرح به الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، خلال اجتماع مجلس الوزراء، الأربعاء، 13 أكتوبر 2021، عقب الجولة التفقدية، التي قام بها، الثلاثاء، 12 أكتوبر 2021، بالمنطقة، بصحبة عدد من الوزراء ومحافظ الأقصر.
وبحسب المذكرة الإيضاحية، التي اعتمدها اللواء أبو بكر الجندي، وزير التنمية المحلية، السابق، والمرفقة بقرار رئيس الجمهورية، رقم 201 لسنة 2018، فإن مشروع إعادة إحياء طريق المواكب الكبرى، «طريق الكباش»، يأتي في إطار مخططات التنمية الشاملة وتحديث المخطط العام لمحافظة الأقصر، لإظهارها بالشكل الجمالي الذي يتناسب مع مكانتها العالمية سياحياً.
وبحسب وزارة السياحة والآثار، تم اختيار مجموعة من الصور النادرة من القرن 19، والتي تروي تاريخ معابد الكرنك والأقصر وطريق المواكب، الذي يربط بين المعابد، وأهم الاكتشافات الأثرية، مع صور ومناظر للأعياد والاحتفالات التي كانت تقام في العصور القديمة، إلى جانب صور الملوك الذين ساهموا في بناء الطريق؛ وذلك تنفيذاً للمعرض الذي ستتم إقامته في أماكن محددة على «طريق الكباش»، فضلاً عن الأعمال الخاصة بتلك الاحتفالية الكبرى، من ديكورات وعناصر فنية ومواد دعائية، والتي سوف يتم استخدامها لتزيين الشوارع والميادين والأسواق بالأقصر، وتصميمات الملابس والأزياء التي سيرتديها المشاركون في الاحتفالية والموسيقي المصاحبة لها.
مكونات ومراحل اكتشاف طريق الكباش من نهاية الأربعينيات حتى 2021
طريق المواكب الكبرى، أو «طريق الكباش»، هو طريق يربط بين معبدي الكرنك والأقصر، مروراً بـ«معبد موت»، بإجمالي أطوال 2700 متر؛ ويتكون من رصيف من الحجر الرملي تتراص على جانبيه تماثيل على هيئة أبي الهول برأس كبش، وهو أحد الرموز المقدسة للمعبود آمون، في المسافة بين الصرح العاشر بالكرنك حتى بوابة «معبد موت».
وبحسب وزارة السياحة والآثار، كان قد تم تشييد ذلك الجزء من الطريق خلال عصر الأسرة الثامنة عشرة، ثم قام الملك نختنبو الأول، من ملوك الأسرة الثلاثين، بتشييد الجزء المتبقي من الطريق الذي تتراص على جانبيه تماثيل على هيئة أبي الهول برأس آدمية، وتتخلل قواعد التماثيل أحواض زهور دائرية، مزودة بقنوات صغيرة استخدمت في توصيل مياه الري للأحواض؛ وقد تمت إضافة بعض الملحقات للطريق في عصور مختلفة، مثل: استراحات للزوارق، مقياس للنيل، ومعاصر للنبيذ المستخدم في الاحتفالات الكبرى التي كانت تقام على الطريق، كأعياد الأوبت، عيد الوادي الجميل، وغيرهما، إلى جانب حمامات وأحواض اغتسال، ومنطقة تصنيع فخار، فضلاً عن مخازن لحفظ أواني النبيذ.
بدأت أعمال الحفائر بالطريق في نهاية الأربعينيات من القرن العشرين بواسطة الأثري زكريا غنيم، ثم الدكتور محمد عبد القادر، الذي اكتشف بداية الطريق عند معبد الأقصر، في الخمسينيات، إلى أن قام الدكتور محمود عبد الرازق بالكشف عن أجزاء من الطريق عند معبد الأقصر، خلال حقبة الستينيات؛ وبعد فترة توقف، قام الدكتور محمد الصغير، بالكشف عن أجزاء مختلفة من الطريق في منتصفه وعند بدايته، بجوار معبد الكرنك، خلال الثمانينيات والتسعينيات، حتى بداية الألفية الثالثة؛ وذلك وفقاً لما أورده الموقع الإليكتروني الرسمي لوزارة السياحة والآثار؛ مضيفاً أن الدكتور منصور بريك، قام بالكشف عن باقي أجزاء «طريق الكباش»، خلال الفترة بين عامي 2006 و2011، إلى أن توقف العمل بعد ثورة يناير 2011، لنقص الاعتمادات المالية، إلى أن تم استئناف العمل مرة أخرى، للكشف عن باقي أجزاء الطريق تمهيداً لافتتاحه للزيارة.
لأول مرة تكتمل واجهة معبد الأقصر في 2020
الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار، وفي كلمته، خلال افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي، عدد من المشروعات القومية، بشرم الشيخ، في 31 أكتوبر 2020، كان قد تطرق إلى أن العاملين في المجلس الأعلى للآثار، كانوا قد أتموا، ولأول مرة منذ العصور القديمة، استكمال واجهة معبد الأقصر، من خلال إعادة ترميم وتركيب وإقامة 3 تماثيل ضخمة للملك رمسيس الثاني.
من جانبه، وخلال تواجده بموقع «طريق الكباش»، في 23 أكتوبر 2021، كان قد أكد الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الانتهاء من ترميم تماثيل الكباش، بالفناء الأول من معابد الكرنك؛ حيث تم الانتهاء من ترميم 19 تمثالاً من تماثيل الكباش، بالصف الشمالي من «طريق الكباش»، في التاريخ المشار إليه، فضلاً عن الانتهاء من ترميم 29 تمثالاً، بالصف الجنوبي من الطريق، خلال العام السابق؛ لافتاً إلى إجراء عملية إحلال كامل للتربة، أسفل التماثيل، لعزل قواعدها عن الرطوبة.
قرارات جمهورية ووزارية لنزع ملكية عقارات على الطريق إنشاء كوبري طريق الكباش 1 و2
«طريق الكباش»، كان موضوع حوار بين الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وكل من: الدكتور هشام عرفات، وزير النقل السابق، الفريق كامل الوزير، وزير النقل الحالي «رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة السابق»، على هامش افتتاح «كوبري الكباش 2»، أعلى طريق الكباش، بمدينة الأقصر، عبر «فيديو كونفرانس»، خلال فعاليات زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، بمنطقة المراشدة، بمحافظة قنا، وافتتاح عدد من المشروعات القومية، في 14 مايو 2017.
كان الرئيس عبد الفتاح السيسي، وخلال عرض مشروع «كوبري الكباش 2»، قد أبدى ملاحظاته على على تأخر تطوير طريق الكباش، في المنطقة أسفل الكوبري، موضوع الافتتاح؛ مشدداً على أن تطوير المنطقة ومسار الطريق، من صميم عمل الحكومة بوزاراتها المعنية، وليست وزارة الآثار وحدها، خاصة وزارات: الآثار، الإسكان، والنقل.
وأوضح الدكتور هشام عرفات، وزير النقل «حينها»، أن إنشاء كوبري طريق الكباش 1 و2، جاء في إطار مشروع إحياء الطريق المذكور، نظراً للأهمية العالمية التي يحظى بها المشروع، ولتسهيل الحركة المرورية بالمنطقة، وبمدينة الأقصر بوجه عام.
وبحسب موقع وزارة السياحة والآثار، المنوه عنه، فإن مدة تنفيذ مشروع إعادة إحياء طريق المواكب الكبرى، «طريق الكباش»، تستمر لمدة 4 أعوام، من 2018 حتى 2022.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي، قد أصدر قراراً جمهورياً، رقم 201، في 12 مايو 2018، باعتبار ملكية العقارات المتداخلة، التي تعوق استكمال كشف مسار طريق الكباش وحرم الطريق، بمدينة الأقصر، من أعمال المنفعة العامة؛ وينص القرار على نزع ملكيتها، بمساحة 1941.89 م²، بحوض المحكمة نمرة 2 زمام ناحية الأقصر، ومساحة فدان و18 قيراط و4 أسهم، بمنطقة نجع أبو عصبة، بحوض برية الآثارات، نمرة 67 حديثاً «16 قديماً بمدينة الأقصر»؛ وكان قد صدر رئيس مجلس الوزراء، رقم 1408 لسنة 2005، باعتبار المشروع على مساحة 7 أفدنة و7 قراريط؛ وكذلك، قرار رئيس مجلس الوزراء، رقم 1495 لسنة 2010، بإضافة جزء للمشروع؛ وذلك، وفقاً لما ورد في المذكرة الإيضاحية لقرار رئيس الجمهورية، رقم 201 لسنة 2018، والتي أوضحت تأخر استكمال أعمال تطوير «طريق الكباش»، نظراً للعقارات في مسار الطريق، والتي استلزمت صدور قرار نزع ملكية لها، للمنفعة العامة، ضمن الحيز العمراني والمخطط الاستراتيجي العام لمدينة الأقصر، والمعتمد بقرار وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، رقم 635 لسنة 2015؛ وكان مشروع إحياء طريق المواكب الكبرى، قد حصل على توصية المجلس الشعبي المحلي لمدينة الأقصر، في جلسته الطارئة، بتاريخ 26 يوليو 2005؛ هذا، وقد صدر قرار وزير التنمية المحلية، اللواء محمود شعراوي، رقم 157، في 29 يوليو 2020، قد نص على أن يتم نزع ملكية العقارات، في مسار مشروع استكمال طريق الكباش، والتي تعذر أصحابها في التوقيع على نماذج نقل الملكية.