فكرة بدأت بـ1500 جنيه.. قرية الشيخ عون بالبحيرة تعتمد على "الخضار الأورجانيك" من أسطح المنازل.. والتسميد من إعادة تدوير مخلفات الخضار
الثلاثاء، 02 نوفمبر 2021 12:00 ص
على أطراف محافظة البحيرة وفى آخر مراكزها "كفر الدوار" وبالتحديد منطقة "أبيس" تختبئ تلك القرية الصغيرة قرية "الشيخ عون"، بسماها الصافية وأرضها الخضراء، فمنذ ما يقرب من 7 سنوات كانت القرية تعانى رقة الحال نظرًا لأن سكانها معظمهم من الوافدين من المدن والقرى المجاورة، ما جعل أهلها يعملون جاهدين لتغيير هذا الوضع، فأخذوا الحكمة "لا تعطني سمكة ولكن علمني كيف أصطاد" شعارهم، وكانت أول المشروعات التي نهضت بأوضاعهم هى فكرة الزراعة المنزلية وزراعة الأسطح.
حين تطأ قدماك قرية "الشيخ عون" تشم رائحة الخير الممزوجة بالعمل والجهد، تشاهد اللون الأخضر على أسطح كل المنازل فيها، يقول خالد جويدة، أحد سكان القرية والمسئول عن مشروع زراعة الأسطح داخل القرية، منذ ما يقرب من 6 سنوات دعونا أحد المهندسين الزراعيين ليعلمهم زراعة الأسطح، فبدأ المشروع بوحدة واحدة، كانت تكلفتها في ذلك الوقت 1500 جنيه، وبدأ العمل وزرعنا الخضراوات الفول الحراتى، الخس، الفلفل، بذنجان، كابوتشي، طماطم، فجل، جرير، فراولة" هى أسرع من الأراضى الزراعية، نحصل منها على 3 زرعات في الموسم الواحد.
بعد نجاح مشروع وحدة زراعة الأسطح وجد أهل القرية أنها لا تكفي، ولا بد من نشر هذه الوحدة على كل الأسطح في القرية، فقام الأهالى بتصنيع عدة وحدات أخرى مماثلة، كانت بمثابة مشروع كبير فوق كل منزل، يدر المال لأهله.
يقول "جويدة": الزراعة داخل المواسير غير مكلفة، في البداية نحضر الزرعة في كوب صغير ونتركه مدة ثلاثة أيام، ثم نضعها في الماسورة، وهى عبارة عن ماسورة طويلة أمتارها حسب الرغبة، يتم عمل فتحات فيها تمكنها من وضع الكوب الذى فيه النبته، ومن أهم مميزات زراعة الأسطح هو الرى حيث توفر الكثير من الماء، فهى عبارة عن دائرة مغلقة تروى الزرعة بأكملها ثم تعود إلى الخزان الموصل بالماسورة مرة أخرى.
يكمل "جويدة" حديثه: المواسير أصول ثابتة، هذه الوحدات موجودة من 6 سنوات، لا تتحرك من مكانها، ولا تعطل، بالمقارنة مع الأراضى الزراعى فنحن نزرع ونفلح ونحصد زرعتها دون مجهود مادى أو جسدى، أزرع الوحدة في ساعتين وأحصد 3 مرات في الموسم، تغذية الزرعة نحصل عليها من فضلات الحمام، نخلطها على التربة وأحيانًا نضعه في الماء ونأخذ العصارة نضعها على الزرعة، تعطينا منتج جيد للغاية دون أي مشاكل".
وتابع "جويدة": زراعة الأسطح مشروع مربح يصرف على نفسه، فالبذرة نأتي بها من الزرعة بعد تجفيفها، نقوم بعمل شتلات لبيعها، والفائض من الزرعة نسلمه لمطبخ المشغل، والباقي نوزعه على أهالي القرية خضراوات طازجة بدون أي كيماويات أو مبيدات لأنها لا تصاب بالحشرات الزراعية الموجودة في الأراضي الزراعية.
يقول مسئول زراعة الأسطح في قرية الشيخ عون بالبحيرة لـ"اليوم السابع": نحن لا نرمى أي فضلات في المطبخ سواء كان قشر بصل أو بطاطس أو طماطم نأتى بها ونخمرها في الماء ونفرمه جيدًا، ثم نضعه في كيس بلاستيك ونتركه 3 أيام ثم نضع عليه كمية من الرمل، ونبدأ في وضعه على التربة التي سنزرع فيها، هذه الخلطة مفيدة جدًا للزرعة.
ويستطرد "خالد": المساحة التي نقف فيها هذه بمثابة نص فدان زراعة، وهى في الواقع أقل من نص قراط، زراعة الأسطح أوفر من زراعة الأراضى الزراعية، وينهى مسئول زراعة الأسطح في الشيخ عون حديثه قائلًا: أتمنى أن أرى كل أسطح مصر خضراء، ومن يريد منى المساعدة لن أبخل عليه بمعلومة.