لم أقصد إهانة السعودية والإمارات.. تصريحات جورج قرداحي عن "حقوق الحوثيين" تثير غضب الخليج
الأربعاء، 27 أكتوبر 2021 11:47 صأمل غريب
أثارت تصريحات وزير الإعلام اللبنانى، جورج قرداحى، في حديث مسجل وقديم، لأحد البرامج جدلا واسعا وغضبا في الأوساط الخليجية والعربية.
في معرض رده على سؤال حول موقفه مما يحدث في اليمن: قال قرداحي فيها: "شعب يدافع عن نفسه، هل يعتدون على أحد؟.. في نظري هذه الحرب اليمنية عبثية يجب أن تتوقف، والسعودية والإمارات تعتديان، والحوثيين يمارسون الدفاع عن النفس".
وفي نفس السياق، تتابعت ردود الأفعال الرسمية، للرد على تصريحات جورج قرداحى، إذ أصدر وزير الخارجية اليمني، أحمد بن مبارك، توجيهات إلى السفير اليمني لدى بيروت، عبد الله الدعيس، بتسليم الخارجية اللبنانية رسالة استنكار، بشأن تصريحات قرداحي، وتوجه الدعيس، اليوم الأربعاء، إلى وزارة الخارجية اللبنانية، لتقديم احتجاجا رسميا على ما صدر عن وزير الإعلام اللبنانى.
وصرح السفير اليمني لدى بيروت، باستنكار بلاده لتصريحات جورج قرداحى، قائلا: "تصريحات جورج قرداحى، بالأمس، زادت الطين بلّة، إذ لم يقدّم أي اعتذار بل أكّد على ما أدلى به".
كما صرح وزير الخارجية اليمني، أحمد بن مبارك، بأن تصريحات جورج قرداحى، تعد خروجاً عن الموقف اللبناني الواضح تجاه اليمن، وإدانته للانقلاب الحوثي ودعمه لكافة القرارات العربية والدولية ذات الصلة.
وفي تحرك رسمي، عبر نايف فلاح مبارك الحجرف، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج، عن رفضه التام لتصريحات جورج قرداحى، حول حرب اليمن، مطالبا إياه بالاعتذار.
وقال الحجرف في بيان رسمي لمجلس التعاون الخليجي: "أعرب عن رفضي التام جملة وتفصيلا لتصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، والتي تعكس فهما قاصرا وقراءة سطحية للأحداث في اليمن"، مستنكرا تعرض قرداحى، لكل من المملكة العربية السعودية التي تقود التحالف العربي لدعم الشرعية اليمنية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، خلال حديثه، واتهامه إياهم بالاعتداء على اليمن، في الوقت الذي يعمل التحالف العربي لدعم الشرعية على إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح قبل الانقلاب الحوثي على الشرعية في سبتمبر 2014، مطالبا قرداحى، بالرجوع إلى الحقائق التاريخية وقراءة تسلسلها، ليتضح له حجم الدعم الكبير الذي تقدمه دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، لدعم الشرعية للشعب اليمني في كافة المجالات والميادين، وذلك بهدف الوصول إلى حل شامل للأزمة اليمنية، وفقا للمرجعيات الثلاث المتمثلة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار اليمني، وقرار مجلس الأمن رقم 2216".
واستنكر بيان مجلس التعاون الخليجى، دفاع جورج قرداحى، عن جماعة الحوثي الانقلابية، في الوقت الذي يتجاهل فيه تعنت الحوثي ضد كل الجهود الدولية الرامية لإنهاء الازمة اليمنية، وفي الوقت الذي تستهدف جماعة الحوثي المملكة العربية السعودية، بالصواريخ والمسيرات، وفي الوقت الذي تستهدف جماعة الحوثي أبناء الشعب اليمني الأعزل وتمنع وصول المساعدات الإغاثية للمناطق المنكوبة، مطالبا وزير الإعلام اللبناني، بالاعتذار عما صدر منه من تصريحات مرفوضة، مشددا على أن الدولة اللبنانية أن توضح موقفها تجاه تلك التصريحات.
على الجانب الأخر، أعرب رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، عن رفضه للتصريحات التي أدلى بها جورج قرداحى، وزير الإعلام الحالي، بشأن اليمن، قبل توليه منصبه، وقال في بيان نشرته الوكالة الوطنية للإعلام: "بخصوص كلام وزير الإعلام جورج قرداحي، الذي يجري تداوله، ويندرج ضمن مقابلة أجريت معه قبل توليه منصبه الوزاري بعدة أسابيع، فهو كلام مرفوض، ولا يعبر عن موقف الحكومة إطلاقا، خاصة في ما يتعلق بالمسألة اليمنية وعلاقات لبنان، مع أشقائه العرب، وتحديداً الأشقاء في المملكة العربية السعودية، وسائر دول مجلس التعاون الخليجي"، موضحا أنه كرئيس للحكومة، والحكومة، حريصون على نسج أفضل العلاقات مع المملكة العربية السعودية، ويدينون أي تدخل في شؤونها الداخلية من أي جهة أو طرف، فاقتضى التوضيح".
وأضاف بيان الحكومة اللبنانية، أن رئيس الوزراء يعلن تمسك لبنان، بروابط الأخوة مع الدول العربية الشقيقة والمحددة بشكل واضح في البيان الوزاري للحكومة، التي ينطق باسمها ويعبر عن سياستها وثوابتها رئيس الحكومة والحكومة مجتمعة.
في المقابل، برر جورج قرداحي، تصريحاته السابقة، بأنه لم يقصد بأي شكل من الأشكال الإساءة إلى السعودية، والإمارات، قائلا: أكن لقيادتيهما ولشعبيهما كل الحب والوفاء"، وأوضح عبر سلسلة تغريدات على حسابه عبر موقع التواصل الاجتماعي، تويتر، وقال: "الجهات التي تقف وراء هذه الحملة أصبحت معروفة، وهي التي تتهمني منذ تشكيل الحكومة بأني آتيت لقمع الإعلام، وما قلته بأن حرب اليمن أصبحت حربا عبثية يجب أن تتوقف، كان عن قناعة ليس دفاعا عن اليمن ولكن محبة بالسعودية والإمارات".