لولا الخلاف لأذنت.. لماذا لم يرفع الرسول صل الله عليه وسلم الأذان للصلاة؟
الإثنين، 25 أكتوبر 2021 04:29 م
يخطر على بال البعض من الأشخاص، عدة تساؤلات محيرة، قد لا يجدوا لها إجابة شافية، سواء من منخصصين أو حتى من الغيرهم، إلا أن هناك تساؤل يطرحة الكثير من الناس، يتزامن انتشاره مع المناسبات الدينية المختلفة، التي يحتفل بها المسلمين في جميع بقاع الأرض، يدور حول عدم رفع الرسول صل الله عليه وسلم، لأذان أي من الصلوات الخمس، وعلى الرغم من مشروعية السؤال، إلا أنه تداول بشكل كبير على مجموعات الفتاوى المنتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وعن إجابة سؤال «لماذا لم يرفع الرسول صل الله عليه وسلم، لأذان أي من الصلوات الخمس؟»، وتفضيله دائما للصحابي بلال بن رباح، والذي كان ملقبا بـ «مؤذن الرسول»، وذلك لتكريم سيدنا محمد صل الله عليه وسلم، لبلال بمقوله: «أرحنا بها يا بلال».
وعن هذا السؤال، أجاب المرحوم الدكتور عطية صقر، أحد كبار علماء الأزهر الشريف، في تسجيل سابق له، تم بثه عبر إذاعة القرآن الكريم، وقال: «جاء في كتاب نور الأبصار، بمؤلفة الحكمة، في كون النبي علية الصلاة والسلام، كان يؤم الناس ولا يؤذن، لأنه إذا أقام الأذان، لكان من تخلف عن الإجابة كافرا».
وتابع الدكتور عطية صقر: «كذلك لأن الرسول صل الله عليه وسلم، كان داعيا فلم يجز أن يشهد لنفسه، وقال غيره من العلماء، لو أذن وقال "اشهد أن محمد الرسول الله"، لتوهم الناس أن هناك نبي أخر، وقيل لأن الأذان رأه غيره في المنام فوكلة إلى غيرة، وأيضا ما كان الرسول يتفرغ إليه من شدة انشغاله بالدعوى، كذلك قال النبي محمد صل الله عليه وسلم: «إن الإمام ضامن والمؤذن أمين»، رواة أحمد وأبو دواد والترمذي.
وفي رأي أخر، للشيخ عز الدين ابن عبد السلام، رد على سؤال من سائل قال فيه: «ما أسباب امتناع النبي محمد عن رفع الأذان؟»، فرد قائلا: «إنما لم يؤذن لأنه كان إذا عمل عملا أثبته، أي جعله دائما، وكان لا يتفرغ لذلك لانشغاله، وهذا كما قال عملا لولا الخلاف لأذنت».
وتابع الشيخ عز الدين عبد السلام: «أما من قال إنه امتنع، فلا يعتقد أن الرسول يقع في خطأ، لأنه كان سيقول "أشهد أن لا إله إلا الله"، وفي نيل الأوتار للشوكاني، خلاف العلماء بين أفضلية الأذان والإمام، وقال فى استدلال على أن الإمامة أفضل، لقول الرسول صل الله علية وسلم، والخلفاء الراشدين بعدة أمور ولم يتأذنوا، وكذا كبار العلماء من بعدة صل الله علية وسلم».