وقد ظهر توحيد الرؤى بين الدول الثلاث تجاه قضايا المنطقة ومعالجة الأزمات والتي كانت العامل الأكبر فى استمرارية انعقاد هذه القمم سنويا، ويمكن اعتبارها رسالة ثانية، حيث حرصت قيادات هذه البلدان على عقدها سنويا، بل وانبثقت عنها لجان لمتابعة تنفيذ مخرجاتها، ويمكن القول أنها كانت النواة واللبنة الأولى فى الشراكة المتميزة التى أصبحت تتمتع بها الدول الثلاث.
كانت البداية فى القمة الأولى التى استضافتها القاهرة في نوفمبر عام 2014، حيث أكد خلالها الزعماء الثلاثة المبادئ العامة لهذه المشاركة الثلاثية التي تضمنت احترام القانون الدولي والأهداف والمبادئ التي يجسدها ميثاق الأمم المتحدة.وشدد البيان الختامي على أن عدم حل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي سيكون من أكبر الأخطار التي تواجه المنطقة على المدى الطويل.
وجاءت القمة الثانية فى أبريل 2015 فى قبرص، وشهدت عدة محاور منها عملية ترسيم الحدود البحرية في المياه الإقليمية بالبحر المتوسط، وكذلك سبل تنشيط السياحة بين الدول الثلاث بالإضافة إلى سبل مواجهة أزمة الهجرة غير الشرعية، بالإضافة إلى ملف الإرهاب.وطالب إعلان نيقوسيا في ختام القمة بضرورة الكشف عن مصادر الدعم التي تتلقاها الجماعات الإرهابية.
أما الرسالة الثالثة فجاءت مبطنة فى ديسمبر 2015، خلال انعقاد القمة الثالثة في أثينا، والتى ناقشت ترسيم الحدود الدولية علي أساس القانون الدولي، واستغلال إمكانات هذا الموقع المحوري في مجالات الطاقة والتجارة والنقل بين قارات أوروبا وآسيا وإفريقيا، وأكد خلالها الرئيس السيسي على أن "التعاون الثلاثي بين مصر واليونان وقبرص ليس موجها ضد أحد".
كما حددت القمة الرابعة التي عقدت بالقاهرة فى أكتوبر 2016، آلية تعزيز التعاون الاقتصادى والاستقرار والسلام بالمنطقة، كما اتفق الزعماء الثلاثة الحاضرون للقمة على ضرورة علاج أزمة المهاجرين، والتحرك بسرعة لحماية البيئة، بالإضافة إلى تعزيز التعاون الاقتصادي بينهم.
وجاءت الرسالة الخامسة فى التحديات التى تواجهها الدول الثلاث فى البحر المتوسط ومساعى دول اقليمية فى انتهاك قوانين شرق المتوسط، وفى أكتوبر 2017، استضافت اليونان، القمة الخامسة والتى شهدت القمة مناقشة العديد من التحديات التي تواجهها الدول الثلاث في البحر المتوسط، كما تم توقيع عدد من اتفاقيات التعاون المشترك بينها.
وفى اليونان، جلس الزعماء الثلاث فى أكتوبر 2018 لعقد القمة السادسة، واتفق زعماء مصر وقبرص واليونان على إنشاء سكرتارية تنفيذية للآلية مقرها قبرص لتنسيق ومتابعة تنفيذ القرارات الصادرة عنها.
كما توافق الزعماء على إنشاء منتدى غاز شرق المتوسط يكون مقره القاهرة. وأشاد زعيما قبرص واليونان بدور مصر المحوري في الحفاظ على الاستقرار بالشرق الأوسط والمتوسط، كما شهدت القمة توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم بمجالات التأمينات الاجتماعية، والتعاون الجمركي الفني، والتعليم، والمشروعات الصغيرة، وريادة الأعمال، والاستثمار.
في عام 2019 عقدت القمة السابعة في القاهرة وشهدت المناقشات طرح عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك للدول الثلاث.وأكد رؤساء الدول والحكومات الثلاثة أهمية تعزيز الجهود الدولية في مكافحة الإرهاب والتطرف، كما أعرب الزعماء الثلاثة عن قلقهم بسبب الوضع في ليبيا، وأكدوا أن التسوية السياسية هي الحل الأمثل للأزمة.كما جدد رؤساء الدول والحكومات الثلاثة دعمهم للجهود القبرصية للتوصل لحل شامل وعادل، وقابل للتطبيق للقضية القبرصية وأن يكون معتمدا على قرارات مجلس الأمن.
واحتضنت قبرص فى أكتوبر 2020، القمة الثامنة حيث أكد الزعماء خلالها على الالتزام بالقانون الدولي في تقاسم ثروات شرق المتوسط، وأكدت على مكافحة الهجرة غير الشرعية والإرهاب والتطرف، وشهد اليوم 19 أكتوبر 2021 القمة التاسعة فى اليونان، والتى اقيمت لمتابعة المشروعات الجاري تنفيذها، وتعميق التشاور السياسي للتصدى لتحديات الشرق الأوسط وشرق المتوسط.