لماذا لا يفوز قرين إبليس وسميره بـ"نوبل"؟
الأربعاء، 13 أكتوبر 2021 09:13 م
منذ أيام فاز كاتب وأديب مغمور عربيًا هو التنزاني عبد الرازق جرنة بجائزة نوبل في الآداب، قاطعًا بذلك الطريق على الشاعر السوري "أدونيس" الذي يملأ الدنيا ضجيجًا منذ 30 عامًا؛ بحثًا عن الجائزة الأرفع عالميًا. الإشكالية ليستْ فى عدم فوز الشاعر العربى المثير للجدل والغضب طوال هذه السنوات الطوال بالجائزة، فهذا شرف لا يستحقه، ولكن الإشكالية الحقيقية تتجسد فى طرح اسمه من صبيانه ومريديه وأشياعه للجائزة باستمرار على مدار ما يقرب من ثلث قرن من الزمان، فهل أنجز "أدونيس" نفسه عبر عقوده التسعة، مُنجزات أدبية غير مسبوقة، وهل قدم للشعر العربى ما لم يقدمه الأولون والمتأخرون، وقبل ذلك كله..هل "أدونيس" شاعر مغوار، ومثقف لا يُشق له غبار؟
تعالوا نتلمس الإجابة فى كتاب «شرائع إبليس فى شعر أدونيس»، الصادر عن مكتبة مدبولى للنشر، حيث دعا مؤلفه الدكتور صالح عضيمة، الشاعر السورى "أدونيس" إلى مناظرة مُتلفزة، ووجَّه كلامه إليه قائلا : "لأبيّن لك أمام الناس، كل الناس، أنك شاعر مُحتال ماكر، وأن أكثر شعرك مسروق «ملطوش»، وأن كتابك «الثابت والمتحول» هو من صُنع مُعلمك ومرشدك «بولس نويا»، وليس لك فيه ضربة قلم، ولأبيّن لك أشياء أخرى مهولة، تكاد لهولها تُخرج الإنسان من نفسه، وليس من جلبابه فقط".
الكتاب المذكور يقع فى فصول سبعة، أولها: بعنوان "الكلمة الحرة"، وفيه يتهم مؤلفه "أدونيس" بأنه" يلهث وراء الجوائز، وأنه كاذب فى كثير من مواقفه، وأنه يرجم الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالهمز واللمز بألوان مختلفة من الإشارات والإيماءات بهين القول ورخيص الكلام، لسبب أو لآخر فى المجالس المختلفة"، وهو الأمر الذى يتكسب من ورائه أشباه أدونيس وأقرانه، وهم فى ذلك مخصلون أشد الإخلاص!
وفى الفصل الثانى المعنون، بـ«بحث فى الذات والهوية»، يصف المؤلف "أدونيس" بأنه "قرين إبليس وسميره، ويستنجده حين تأبى عليه القريحة"، مشيراً إلى أن "أدونيس يقرع الأسماع بأن إبليس هو المعلم الأول للحرية والقائد الأول للتحرر، وهو الثابت الذى لا يتحول والمتحول الذى يهز كل ثابت"! إلى أن يصل إلى قوله فى موضع آخر: " أدونيس لا يستطيع إلا أن يكون وليًا لإبليس وظلاً وتابعًا له.. ويعتبره مُخلصًا من العبودية وقائدًا للحرية وسببًا من أسباب الديمقراطية".
وفى الفصل الثالث المعنون بـ: سرقة أخرى وحكاية الثابت والمتحول ـ الفضيحة ـ فيشير فيه "عضيمة" إلى كتاب غير مشهور يفضح ـ كما يقول ـ عن سرقات أدونيس. فيقول: الشاهد الأكبر على سرقات أدونيس هو كتابه «الثابت والمتحول»، الذى يعتبره سرقة من "بولس نويا"، وينقل لنا "عضيمة" حديثًا له مع "بولس" يعتبره دليلا ناصعًا على سرقة "أدونيس" للكتاب منه، معتبرًا أن المقدمة التى كتبها "بولس" لكتابه لا تختلف فى أسلوبها ولا فى معالجتها للبحث عن أسلوب "أدونيس".
وفى الفصل الخامس "بحث فى الاتهام والإثبات"، يعرض المؤلف لكتاب الباحثة البريطانية «فرانسيس ستونر سوندرز» التى تروى فيه دور المخابرات الأمريكية والبريطانية فى تمويل الأنشطة الثقافية وتحريكها فى أنحاء العالم، وأن مجلة "الشعر" إحدى ثمار هذا التوجه المشبوه، و"أدونيس" أحد جنودها الكبار الذين رافقوها منذ اللحظة الأولى. ولعل ما ذكرناه فى مقالات سابقة عن الدعم الغربى الواسع لمشروعات إبراهيم عيسى وخالد منتصر وإسلام بحيرى الإعلامية وثيق الصلة بذلك.
أما الفصل الأخير، وبعد أن يثبت تهمة السرقة والانتحال على "أدونيس" من خلال وثيقة «الفيزياء تعلم الشعر»، يقول "عضيمة" بنبرة واثقة: "هذه الوثيقة ليست وحدها التى تؤكد أنه سارق مُتمرِّس فظّ لا يستحى، فحياته كلها ـ من أولها إلى آخرها ـ سرقة كئيبة فظة، ومن سرق مقالة يسرق كتبًا ويسرق بيوتًا ويسرق جيوبًا وحقائب.. لكم أود أن يعرف كيف يخجل وكيف يستحى وكيف ينطمر"! ما تقدم مجرد غيض من فيض عن مرشح نوبل الدائم، وكأن بين الطرفين عشقًا ممنوعًا أو رخيصًا، وهو نموذج فجٌّ ممن يتم الاحتفاء بهم فى الغرب وتقديرهم ماديًا وأدبيًا، وهو ما أغرى الأجيال التى تلت الشاعر التسعينى من الذين لا يمانعون من فعل أى شئ، مهما كان قبيحًا بحق الوطن والدين؛ ليشملهم الرضا الغربى الكريم، وليبقوا فى غيِّهم يعمهون، حتى يبدو لهم من الله ما لا يحتسبون فى الدنيا و فى الآخرة.