مستقبل غامض.. ماذا ينتظر اللاجئون الأفغان في أمريكا؟
الأربعاء، 06 أكتوبر 2021 09:30 م
تلقي أزمة أفغانستان بظلالها، على الفئات التي اضطرت إلى ترك منازلها واللجوء إلى بلدان أخرى، هرباً من حركة "طالبان" العائد إلى السلطة، ومن بينهم مترجمون وطهاة وطيارون عملوا في القوات الجوية الأفغانية، فضلا عن آخرين تعرضهم وظائفهم للخطر، كالصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان وعمال الإغاثة.
ويقبع في قاعدة فورت ماكوي بريف ولاية ويسكونسن الأمريكية، قسم كبير من هؤلاء الأفغان ويحاولون جاهدين التأقلم مع وضعهم الجديد، منتظرين انتهاء ترتيب أوراقهم الثبوتية وإجراء الفحوصات الطبية اللازمة للاندماج لاحقاً في المجتمع الأمريكي.
تقول مجلة "تايم" الأمريكية إن هؤلاء بدؤوا يستقرون شيئاً فشيئاً، ومعظم الأطفال تعافوا من صدمة إجلاء مفاجئة أبعدتهم عن منازلهم، وينشغلون معظم الأوقات بلعب كرة القدم تحت أعين أمهاتهن اللائي يعلقن الغسيل حتى يجف، ويلوحن لهم، في وقت يتعلم الآباء فنوناً وحرفاً يدوية ويتلقون دروساً في اللغة الإنجليزية.
يقول "عبد الهادي باجمان"، طيار أفغاني سابق ( 44 عاماً): «لست قلقاً، مجرد أن أكون هنا فهذا آمن، سأجد وظيفة، قد يستغرق الأمر بعض الوقت، لكن الأشخاص هنا رائعون».
وتضيف، خواجة غني، الصحفية الأفغانية (30 عاماً): «لم أفكر مطلقاً في الخروج من بلدي، حدث كل هذا فجأة، لا يهمني ما يقوله أي شخص، أنا ممتنة لما يحدث، الأشخاص الذين كانوا خائفين على حياتهم أصبحوا بأمان الآن».
وتوضح سمير أميني، (36 عاماً) وكان يعمل بالسفارة الأمريكية، وفر من كابول مع زوجته وطفليه، أن «هناك الكثير من الأمور البيروقراطية التي أشعر بالقلق بشأنها، أنا قلق بشأن المكان الذي سأقيم فيه، وكيف سأسافر، لأنني لا أمتلك رخصة قيادة، والمكاتب التي يجب أن نتواصل معها والاحتياجات الطبية و المدارس لأولادي».
وفي وقت يرجح مسؤولون أمريكيون أن عدداً كبيراً من اللاجئين قد يبقى في فورت ماكوي لفترة أطول تمتد للشتاء المقبل، تم نصب خيام تقي اللاجئين برودة الطقس على جانبي قاعات الطعام وإمداد العديد بمعاطف وأحذية شتوية.
أما المواطنون الأمريكيون بدورهم يشعرون بقلق بالغ ويتساءلون حول ما ستؤول إليه الأوضاع خلال الفترات المقبلة، وقال أحدهم: «هؤلاء اللاجؤون الأفغان لا ينتمون إلى هنا، لم أقابل شخصاً واحداً هنا سعيداً بذلك».
وحذر آخر عبر مواقع التواصل الاجتماعي من «احتمال وجود عناصر نائمة من القاعدة أو داعش مختلطة باللاجئين الشرعيين».
وذكر حارس سابق في الجيش الأمريكي: «عندما يأتي نحو 13 ألف شخص إلى هنا من بلد مختلف ستشعر بالقلق، لا تفهموني خطأ، أنا متأكد من أنهم جميعاً أشخاص طيبون، لكن ربما يكون هناك عدد قليل سيلحق الضرر بنا».
في البيت الأبيض يسود حالة من القلق، فمنذ سبتمبر الماضي، أصبحت جهود إدارة الرئيس جو بايدن لإعادة توطين 95 ألفاً من الأفغان نقطة اشتعال سياسية في البلاد.
وأثار مشروع قانون الإنفاق قصير الأجل الذي أقره الكونجرس بغية مساعدة إعادة التوطين الأفغانية أثار جدلاً بين الجمهوريين والديمقراطيين.
ويضغط المشرعون الجمهوريون من أجل تعديل هذا المشروع لقطع الإسكان والمساعدة الطبية والغذاء والمساعدات الأخرى عن اللاجئين الأفغان اعتباراً من مارس 2023.
إعادة التوطين
واستغل جمهوريون قضية إعادة توطين اللاجئين لدفع أجندة الهجرة المتشددة، حتى أن الجدل قد بدأ قبل وصول من تم إجلاؤهم، حيث أثار سناتورجمهوري عن ويسكونسن في رسالة مفتوحة إلى حاكم الولاية تحذيراً بشأن أشخاص مجهولي الهوية يحتمل أن يكونوا غير مختارين و غير صحيين أو قد يكون عدد منهم تدفق من ساحة تدريب إرهابية.
كما رفض مسؤولون أمريكيون فكرة دخول أي أفغان تم إجلاؤهم إلى البلاد، دون فحوصات أمنية لازمة.
وأفادت أنجي سالازار المنسقة الفيدرالية لوزارة الأمن الداخلي في فورت ماكوي: «تم فحص هؤلاء الأفراد وفحصهم من قبل خبراء المخابرات وإنفاذ القانون ومكافحة الإرهاب من جميع أنحاء الحكومة الأمريكية».
وانتقد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الأموال غير المحدودة التي توزع على أفغان غير خاضعين للفحص وغير مراقبين.
وذكر استطلاع رأي جديد أن أكثر من 7 من كل 10 أمريكيين يؤيدون إعادة توطين الأفغان الذين عملوا مع الجيش الأمريكي في أفغانستان سابقاً.
ورحب الكثير بهم في بدايات الإجلاء ورفعوا لافتات عبرت عن ذلك، ونظم البعض حملات تبرع، وجمعت الألعاب والملابس من أجل الأطفال.