الجمهورية الجديدة بلا أمية

السبت، 02 أكتوبر 2021 08:00 م
الجمهورية الجديدة بلا أمية
سامي بلتاجي

مصر تحصل على جائزة اليونيسكو كونفوشيوس لمحو الأمية في 2021.. وتستهدف مليون مواطن تحت مظلة "حياة كريمة"
المحافظات الحدودية أقل المعدلات في الأمية.. والبحيرة أعلى محافظات الوجه البحري والإسكندرية الأعلى بين الحضرية
العوائد غير النقدية للتعليم تتعلق بتخفيض معدلات الجريمة والقدرة على المشاركة السياسية وهيكل الأسرة ومعدلات المواليد
 
أشارت رندة أبو الحسن، الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إلى زيادة أعداد الأطفال المقيدين في التعليم، وزيادة نسبة الانتقال إلى مراحل التعليم الأعلى؛ جاء ذلك، في كلمتها، المسجلة بمقدمة تقرير التنمية البشرية في مصر 2021 «التنمية حق للجميع.. مصر المسيرة والمسار».
 
وكانت الهيئة القومية لمحو الأمية وتعليم الكبار، استهدفت محو الأمية لمليونين و4871 من الدراسين خلال عام 2017-2018، تحقق محو أمية 272 ألف و517 منهم، بنسبة 136%، وفقاً للمدخل التنموي؛ وذلك، بحسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، وفي بيان، أصدره في 8 سبتمبر 2019، العام الذي أطلقه الرئيس السيسي، عاماً للتعليم في مصر.
 
نسبة الأمية المستهدف الانخفاض إليها 17.5% خلال العام المالي 2021-2022
 
تم التخطيط لإطلاق حملة «حملة محو أمية مليون مواطن»، تحت مظلة «حياة كريمة»؛ وذلك، بعد إطلاق مبادرة «حياة كريمة بلا أمية»، في يوليو 2020، بالتعاون مع الهيئة القومية لمحو الأمية وتعليم الكبار؛ وذلك، وفقاً لما ورد في «إنفوجراف» أعده مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، التابع لمجلس الوزراء، ونشره في وقت سابق، حول هدف مصر للقضاء على الأمية، بحلول عام 2030؛ والذي أشار إلى حصول مصر على جائزة اليونيسكو كونفوشيوس لمحو الأمية عام 2021، وجاء في «الإنفوجراف» أن نسبة الأمية المستهدف الانخفاض إليها، هي 17.5%، خلال العام المالي 2021-2022؛ كما أن 123 ألف شخص، تم تحريرهم من الأمية، بالتعاون مع الجامعات المصرية؛ و410 آلاف شخص، تم محو أميتهم، خلال عام 2020-2021.
 
نسبة الأمية 21.1% بين الذكور و30.8% بين الإناث
 
الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في بيان، 8 سبتمبر 2019، تطرق إلى معدلات الأمية في مصر، خلال الفترة من 1996 حتى 2017؛ حيث بلغ معدل الأمية 25.8% بين الأفراد من 10 سنوات فأكثر، بحسب تعداد 2017؛ موضحاً أن عدد الأميين بين تلك الفئة العمرية، انخفض من 17.6 مليون فرد عام 1996، إلى 17 مليون فرد عام 2006، ثم ارتفع إلى 18.4 مليون فرد في عام 2017؛ إلا أن معدل الأمية في 2017، كانت عند 25.8%، انخفاضاً من 29.7% عام 2006، والذي جاء نزولاً من 39.4% عام 1996.
 
وكان أكثر الأميين من الإناث، في تعدادي 1996 و2006، فبلغت نسبتهم حوالي 62% من إجمالي الأميين، وتناقصت تلك النسبة إلى 57.8% عام 2017؛ وقد بلغت الأمية في عام 2017، نسبة 21.1% بين الذكور، و30.8% بين الإناث؛ ذلك، في حين بلغت الأمية في العام، المشار إليه، نسبة 32.2% في الريف، مقابل 17.7% في الحضر.
 
ووفقاً لبيان الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، ينخفض معدل الأمية بين الشباب، سن بين 15 و24 سنة، مقارنةً بكبار السن، 60 سنة فأكثر، ليبلغ 6.9% للشباب، مقابل 63.4% لكبار السن، مما يعطي مؤشراً إيجابياً عن الاتجاه نحو انخفاض ذلك المعدل مستقبلاً.
 
معدل منخفض للقيد بمرحلة التعليم قبل الابتدائي بلغ 28.5% في 2019-2020
 
قدرت احدى الدراسات معدلات العائد على التعليم الابتدائي في مصر، بما يتراوح بين 2.3%، كأدنى معدل للذكور في القطاع الخاص، و8%  كأعلى معدل للإناث في القطاع العام؛ كما تراوحت النسبة في التعليم الثانوي بين 6.2% و7.8%؛ وتراوحت بالنسبة للتعليم الجامعي، بين 8.2% و20.6%؛ وذلك وفقاً لما نقل عن الدراسة، في تقرير التنمية البشرية في مصر 2021؛ وفي دراسة أخرى، تمت الإشارة إلى أن معدل العائد على التعليم في مصر، يتراوح بين 2% و5.7%، بين الذكور في سن بين 20 و45 عاماً، مما اعتبر أقل من المعدلات في الدول النامية الأخرى، باستثناء تركيا، والتي تتسم فيها معدلات العائد على التعليم بالانخفاض نسبياً أيضاً.
 
وبحسب تقرير التنمية البشرية، المذكور، فإن العوائد غير النقدية، من التعليم، تتعلق بتخفيض معدلات الجريمة، وتحسين قدرة الأفراد على المشاركة السياسية، بالإضافة إلى الآثار الإيجابية على صحة الأفراد وقراراتهم بشأن هيكل الأسرة ومعدلات المواليد.
 
وفي مؤشر إتاحة التعليم، في تقرير التنمية البشرية في مصر 2021، يتبين تحسن أداء التعليم قبل الجامعي في مصر، خلال السنوات العشر الأخيرة، إذ ارتفعت معدلات القيد الصافي والإجمالي لجميع المراحل التعليمية؛ وتسعى مصر إلى زيادة معدلات القيد بمرحلتي التعليم الإعدادي والثانوي، تماشياً مع مبدأ إلزامية التعليم حتى نهاية المرحلة الثانوية، والذي أقرته المادة 19 من الدستور المصري؛ حيث يرجع انخفاض معدلات القيد بالمرحلتين، قد تتعلق بالوضع الاقتصادي والاجتماعي للأسر الفقيرة وطبيعة الموروث الثقافي، والتي تدفع أولياء الأمور إلى الاكتفاء بالتعليم الابتدائي للأبناء، حتى يمكنهم الانخراط في العمل مبكراً؛ كما أن المعدل المنخفض في القيد الإجمالي، في مرحلة التعليم قبل الابتدائي، بلغ 28.5% في عام 2019-2020، مما يعني أن أكثر من ثلثي الأطفال في سن 4 و5 سنوات، لا يتمتعون بحقهم في التعليم المبكر، وهو الحق الذي أقرته المادة 80 من دستور 2014، بحسب ما كشفه تقرير التنمية البشرية، المنوه عنه؛ مؤكداً ضرورة التوعية المجتمعية بأهمية مرحلة رياض الأطفال، والتوسع في إتاحة الفصول والمدارس بتلك المرحلة، خاصةً في المناطق ذات معدل القيد المنخفض.
 
تكرار الرسوب سبباً في تسرب 13.2% من إجمالي المتسربين من التعليم
 
الموقف من التعليم للأميين في 2017، أوضحه الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، حيث أن 5% من السكان الأميين، بالفئة العمرية 10 إلى 34 سنة، التحقوا بالتعليم وتسربوا منه؛ أما 95% من الأميين، فلم يلتحقوا بالتعليم، لعدة أسباب، هي: عدم رغبة الأسرة، بنسبة 34.2%؛ الظروف المادية للأسرة، بنسبة 27%؛ عدم رغبة الفرد، بنسبة 23.2%؛ صعوبة الوصول إلى المدرسة، بنسبة 8%؛ ويمثل تكرار الرسوب في التعليم، سبباً في تسرب حوالي 13.2% من إجمالي المتسربين.
 
أسوان أقل معدل أمية بين محافظات الوجه القبلي
 
كانت محافظات الوجه القبلي، قد سجلت أعلى معدلات للأمية، عام 2017، ليبلغ: 37.2% في المنيا، 35.9% ببني سويف، 34.6% في أسيوط، 34% في الفيوم، 33.6% في سوهاج؛ وحققت محافظة أسوان أقل معدل أمية بين محافظات الوجه القبلي، بنسبة 19.1%؛ وذلك، طبقاً لما ذكره الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، في بيانه في 8 سبتمبر 2019؛ لافتاً إلى أن أعلى معدلات للأمية بالوجه البحري، كانت في محافظة البحيرة، بنسبة 32.9%؛ تليها محافظة كفر الشيخ، بنسبة 28.5%؛ ثم محافظة الشرقية، بنسبة 25.9%؛ أما أقل معدلات الأمية بين محافظات الوجه البحري، فكانت محافظة دمياط، بنسبة 20.2%.
 
جاءت محافظة الإسكندرية، كأعلى معدل أمية، بين المحافظات الحضرية، بنسبة 19%؛ تليها القاهرة، بنسبة 16.2%؛ ثم السويس، بنسبة 15.3%؛ وأقل معدل كان في محافظة بور سعيد، بنسبة 14.1%؛ كما جاءت معدلات الأمية في المحافظات الحدودية، مسجلةً أقل المعدلات؛ حيث بلغت 12% في محافظة البحر الأحمر، و16.6% في جنوب سيناء.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق