انتهاء عصر المرأة الحديدية.. علاقات لاتينية أوروبية تفتقد القائد وتترقب صناديق برلين
الثلاثاء، 28 سبتمبر 2021 11:00 ص
بعد 16 عاما متواصلة في حكومة ألمانيا، انتهى عهد المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، التي تعج من أهم قادة أوروبا، الأمر الذي سيتعين على المستشار المقبل أن يتولى قيادة السياسة الخارجية التي منها العلاقات مع أمريكا اللاتينية، حيث أن ميركل كانت عامل مؤثر للعلاقات بين القارتين.
واجهت ميركل خلال عهدها، أزمات حاسمة كبرى ميزت السياسة الداخلية لبلدها ومسار أوروبا، من كارثة اليورو وموجة الهجرة، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، إلى جائحة كورونا، حتى وصفت في الكثير من التحليلات بأنها "أقوى امرأة في العالم".
وبفضل البراجماتية التي تميزت بها ميركل لتحقيق الاستقرار، تمكنت من صوغ موقعها كملكة أوروبا، ووفق صحيفة "لا ناثيون" الأرجنتينية في تقرير لها نشرته على موقعها الإلكتروني، أعرب 77% في 16 دولة عن ثقتهم بأنها دائما تفعل الشيء الصحيح في السياسة الخارجية، لكن هذا لا يخلو من الانتقادات، بما في ذلك تساؤلات حول اهتمامها بمنطقة أمريكا اللاتينية.
وأشارت الصحيفة إلى أن ميركل كانت من أول الداعمين لإبرام اتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي واتحاد دول ميركوسور، السوق المشتركة الجنوبية، وقامت في هذا الوقت بزيارة إلى الارجنتين في عام 2017، لتعرب عن تأييدها لهذه الاتفاقية.
وأضافت ميركل قائلة: "تجربتنا أثبتت أن كل اتفاقيات التجارة الحرة التي وقعت أضافت زيادة في أماكن العمل، ومن ثم زيادة في الرفاهية لكل الناس".
ويعتبر الاتحاد الأوروبي أهم شريك تجارى لاتحاد "ميركوسور" الذى تأسس 1991 ويضم كلا من الأرجنتين والبرازيل والأوروجواى والباراجواى (وقد علقت عضوية فنزويلا) حيث يصدر الاتحاد الأوروبي إليه سلعا تقدر بحوالي 110 مليارات يورو.
ومن ناحية آخرى، قال ديتليف نولت، الباحث المشارك فى المعهد الألمانى للدراسات العالمية والمناطق (GIGA)، للصحيفة الأرجنتينية "بشكل عام، يمكن القول إن أمريكا اللاتينية لم تكن أبدًا الأولوية الأولى لحكومة ميركل.. لكننى أعتقد أن الشيء نفسه يمكن أن يقال عن أى حكومة ألمانية".
وأضاف "قائمة أولويات السياسة الخارجية الألمانية واسعة النطاق. لا شك أن أوروبا تحتل المرتبة الأولى. يتبع حلفاء الولايات المتحدة، فى قضايا الأمن والتجارة. سيكون تركيز الانتباه بعد ذلك على روسيا، لتنافسها الطبيعى، وبعد ذلك ربما تأتى الصين، لنموها الاقتصادى، والشرق الأوسط، لكونه ساحة صراع دائم. حلل الأكاديمى الألمانى قائلاً: "ستتنافس إفريقيا وأمريكا اللاتينية مع بعضهما البعض على المركز التالي".
وقامت ميركل بعدة زيارات لدول أمريكا اللاتينية، منها إلى المكسيك بهدف تعزيز العلاقات وإظهار دعمه للرئيس آنذاك ماوريسيو ماكرى، وقمة مجموعة العشرين فى عام 2018، واعتبر المحللون فى ذلك الوقت أن مرورها على دول أمريكا اللاتينية كان يهدف فى جزء منه إلى إقامة تحالفات عالمية جديدة وتقديم نفسه كبديل للقوة الأمريكية بعد وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.