وقد شهدت محافظة بورسعيد، تطوراً ملحوظاً واهتماماً كبيراً من القيادة السياسية خلال السنوات القليلة الماضية، حتى أصبحت قاطرة التنمية لمصر بما تمتلكه من موارد وموقع متميز كونها بوابة مصر الشمالية الشرقية، ويوجد بها ميناءين "شرق وغرب" بورسعيد، بالإضافة إلى المنطقة الواعدة والتى تجرى بها عدد من المشروعات القومية الكبرى ومن بينها هذا المشروع الضخم.
مشروعات شرق بورسعيد
شملت منطقة شرق بورسعيد، والتى كانت مُهملة لسنواتٍ عديدة إنشاء أكبر منطقة صناعية فى مصر والتى تقام على مساحة 63 مليون متر مربع.
وتم الإنتهاء من المرحلة الأولى بهذه المنطقة بوجود كيانات اقتصادية عملاقة داخل هذه المنطقة التى يتم إنشائها على أحدث الوسائل العلمية، وكذلك المزارع السمكية التى ضخت كميات كبيرة من الأسماك والبحريات بالأسواق المحلية بل وتصديرها إلى عدد من الدول العربية والأوروبية أيضاً، ويضاف إلى ذلك الأرصفة البحرية بطول 5 كيلو متر والتى تضع ميناء شرق بورسعيد الأكبر بالبحر المتوسط.
مدينة سلام مصر
وبجانب هذه المشروعات، وتعميراً لأرض الفيروز سيناء، ضمن خطة الدولة المصرية، يتم بناء مدينة "سلام مصر" التى تبعد أمتار قليلة عن محافظة شمال سيناء ليكون مجتمع عمرانى متكامل من مشاريع سكنية ومدينة رياضية ووحدات صحية أقسام شرطية وغيرها من الخدمات وعلى أعلى مستوى من التقنية الحديثة. هذا بالإضافة إلى المدارس وجامعة أهلية وأخرى تكنولوجية، وكل ذلك يبعد أمتار عن مشروعات قومية عملاقة من المنطقة الصناعية، المزارع السمكية، الأرصفة البحرية بميناء شرق بورسعيد، وغيرها من المشروعات الواعدة التى جعلت من بورسعيد قاطرة التنمية لمصر.
ومن جانبه أكد محافظ بورسعيد، أن مدينة "سلام مصر" ، تقام على مساحة 202 فدان ويضم مشروع الاسكان بها 418 عمارة بعدد 8360 وحدة سكنية، كما تضم عدد من المشروعات القومية والتنموية ، و4 مناطق خدمية ومدرسة ومركز طبى ومركز شرطى ووحدة إطفاء ومول تجاري، مشيراً إلى أن مدينة سلام مصر تشهد حاليا العمل فى إنشاء 217 عمارة بواسطة الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.
وأوضح "الغضبان"، أنه تم الانتهاء من تنفيذ 63 عمارة بإجمالى 1260 وحدة مكتملة المرافق بنسبة 100%، وتشمل جامعة أهلية وإقليمية وتكنولوجية، ومركز أبحاث دولي، ومركز مؤتمرات، ومعارض دولية، ومدينة أولمبية، وتضم العديد من المشروعات القومية الكبرى والتى تم إنشاؤها بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية لتدعم خطة التنمية بمحافظات قناة السويس وسيناء.
وأشار إلى أن منطقة "سلام مصر"، تشمل إحدى كبرى محطات الكهرباء والتى تعمل بطاقة استيعابية 120 ميجا ومحطة تحلية مياه البحر بطاقة 150 ألف متر مربع، لتغذية المدينة والهيئة الاقتصادية لقناة السويس، بالإضافة لمحطة معالجة مياه مصرف بحر البقر شرق بورسعيد والتى تعد محطة المعالجة الأضخم على مستوى العالم.
وتقام مدينة "سلام نصر" على مساحة حوالى 22 ألف و153.95 فدان، بإجمالى تكلفة تقديرية للبنية التحتية 12.7 مليار جنيه بخلاف تكلفة المبانى والخدمات، ومن المخطط أن تستوعب 778 ألف و883 نسمة، لتضاف إلى حجم الإنجازات التى تشهدها المنطقة فى المجالات الاقتصادية والصناعية واللوجستية، كقاطرة للتنمية فى مصر.
ومن المخطط أن تضم المدينة: محطة تحلية مياه، واستاد يسع 40 ألف متفرج ومنشآت رياضية واجتماعية وثقافية متكاملة بتكلفة أكثر من 2 مليار جنيه، وفنادق ومنتجعات سياحية، وحلبة سباق سيارات، نادى جولف، مارينا يخوت عالمية، مدينة الموضة والترفيه، مركز لرجال المال والأعمال، مدينة طبية، جامعة اقليمية، مركز أبحاث دولي، مركز مؤتمرات ومعارض دولية، مدينة أوليمبية، خدمات مرافق عامة، منشآت ترفيهية، شواطئ مفتوحة، حديقة مركزية، مناطق أثار تل الفرما، وبحيرات، وشبكة طرق.
اسم "بحر البقر" عالمياًارتبط اسم بحر البقر عالمياً بالمجزرة التى تمت من خلال هجوم شنته القوات الجوية الإسرائيلية فى صباح الثامن من أبريل عام 1970 م، حيث قصفت طائرات من طراز فانتوم مدرسة بحر البقر المشتركة فى قرية بحر البقر بمركز الحسينية بمحافظة الشرقية فى مصر، أدى الهجوم إلى مقتل 30 طفلاً وإصابة 50 آخرين وتدمير مبنى المدرسة تماماً.
أثار الهجوم حالة من الغضب والإستنكار على مستوى الرأى العام العالمي، وبالرغم من أن الموقف الرسمى الدولى كان سلبيًا ولم يتحرك على النحو المطلوب، إلا أن تأثير الرأى العام تسبب فى إجبار الولايات المتحدة ورئيسها نيكسون على تأجيل صفقة إمداد إسرائيل بطائرات حديثة، كما أدى الحادث إلى تخفيف الغارات الإسرائيلية على المواقع المصرية، والذى أعقبه الإنتهاء من تدشين حائط الصواريخ المصرى فى يونيو من نفس العام والذى قام بإسقاط الكثير من الطائرات الإسرائيلية، وانتهت العمليات العسكرية بين الطرفين بعد قبول مبادرة روجرز ووقف حرب الإستنزاف .
من الحرب والدمار للسلام والتعمير
ولكن اليوم، ينتقل هذا الإسم من الإرتباط بالحرب والدمار إلى السلام والتعمير، حيث ارتبط اسم "بحر البقر" بإحدى المشروعات العالمية التى تم تسجيلها بموسوعة "جينيس" ليتردد هذا الإسم بين كل دول العالم بمشروع مصرى قومى صُنِعَ بأيادٍ مصرية حتى تصل نتائجه إلى أرض الفيروز سيناء.
أرقام فى محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر
كان للأرقام من تكلفة وإنتاجية المشروع وأيضا مساحته دور فى التسجيل بموسوعة جينيس العالمية، للأرقام القياسية، حيث أوجدت الدولة المصرية لمحطة معالجة مياه مصرف بحر البقر مكانا، باعتبارها أضخم محطة معالجة لمياه الصرف عالميا، ويواجه المشروع التحديات المائية للدولة، بإيجاد مصادر مياه بديلة، تزامناً مع الزيادة السكانية والتغيرات المناخية.
أهداف مشروع معالجة مياه مصرف بحر البقريهدف مشروع معالجة مياه مصرف بحر، إلى معالجة ملوحة مياه الصرف الزراعي، ومنع تداخل مياه البحر مع المياه الجوفية، وتحسين البيئة فى شرق الدلتا.
وتعمل المحطة بتصرف يبلغ نحو 5.6 مليون م3/ يوم، جعلها جديرة بالتسجيل فى موسوعة جينيس بهذا التصرف الضخم.
وتتكون المحطة، من المبنى الرئيسى للطلمبات، ومقر وحدة التحكم SCADA، وتضم محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر 4 وحدات، بتصرف 1.4 مليون م3/ يوم لكل وحدة، ومأخذ المحطة، وأحواض للترسيب السريع والبطئ، ووحدة تجفيف خاصة بالحمأة.
كما تشمل معامل تحليل نوعية المياه، مبنى تخزين المواد الكيميائية المستخدمة فى المعالجة، ومحطة توليد الكهرباء، ومبنى إداري، وعيادة.
تم إقامة المحطة على مساحة 155 فدانا، وخضعت المحطة للتشغيل التجريبي، ويوجد بها قناطر للمشروع، فلقد أنشئت 3 قناطر هى «قنطرة حجز» على مصرف بحر البقر ، «قنطرة فم» على المسار الجديد لمصرف بحر البقر ، «قنطرة موازنة» على مصرف أم الريش.
مكونات أخرى لمشروع معالجة مياه مصرف بحر البقر
تضمن مشروع مصرف بحر البقر مكونات أخرى - بخلاف محطة المعالجة - حيث تم تنفيذ أعمال ترابية وصناعية؛ لتحويل مسار مصرف بحر البقر، وشملت هذه الأعمال توسيع وتعميق مصرف أم الريش، بطول 5.800 كيلو متر.
كما أنشئت محطتى رفع على المسار الجديد لمصرف بحر البقر، هما (محطة بحر البقر الرئيسية– محطة شادر عزام)، وأنشئت 7 كباري، 6 سحارات، 2 "بربخ" خرسانة مسلحة، مفيض طوارئ.
ويتضمن المشروع أيضا، 36 من الأعمال التكميلية (بدالات – مصبات مصارف خصوصية – مصبات مصارف فرعية – بوابات – مفيضات نهايات ترع).
ومن المشروعات التكميلية لهذا المشروع الضخم أيضا هو مشروع سحارة مصرف شادر عزام أسفل مصرف بحر البقر بمحافظة بورسعيد بتكلفة 117 مليون جنيه، والتى تضم 3 وحدات، وتصرف المحطة الواحدة 2 متر مكعب فى الثانية، بإجمالى 170 ألف متر مكعب يوميًا، ومن المتوقع افتتاحها فى شهر أبريل من العام الجاري.
وتعد المحطة، الأكبر على مستوى العالم، ويتم الإستفادة منها فى استصلاح وزراعة حوالى 400 ألف فدان فى سيناء، وإنشاء مشروعات تنمية زراعية متكاملة (إنتاج زراعى وحيوانى وصناعى)، والذى من شأنه زيادة كميات الصادرات وتقليل الواردات بالإضافة لخلق فرص عمل جديدة تصل إلى حوالى 40 ألف فرصة مقسمة على مجالات التصنيع الزراعى والإنتاج الحيوانى، وإدارة منظومة نقل ومعالجة المياه وتطهير الأنفاق والمجارى المائية، وأعمال التشييد والبناء.