حزب ميركل بعيد عن تشكيل الحكومة الألمانية.. ماذا تقول النتائج الأولية؟
الإثنين، 27 سبتمبر 2021 10:03 ص
يبدو أن ألمانيا على حقبة جديدة من التغيرات السياسية، حيث عاد الحزب الاشتراكي إلى الساحة مجدداً وصار قريباً من تشكيل الحكومة، فبعدما كان يلعب دور الثاني بعد التحالف المسيحي خلال دورتين انتخابيتين، صار هو في الواجهة.
الاشتراكيون الديمقراطيون في ألمانيا يوقنون بقدرتهم على تشكيل الحكومة المقبلة، بعدما أفادت نتائج الانتخابات بتقدمهم في الانتخابات على تحالف المحافظين الذي كانت تقوده المستشارة أنجيلا ميركل.
واليوم الإثنين، أظهرت نتائج أولية رسمية، تقدم الحزب الاشتراكي الديمقراطي بنسبة 25.7% على حساب تحالف المستشارة أنغيلا ميركـل، في الانتخابات الألمانية التى جربت أمس الأحد.
وبذلك يكون للحزب الديمقراطي الاشتراكي الحق في قيادة الحكومة الألمانية المقبلة، للمرة الأولى منذ العام 2005، ما يعني كذلك إنهاء حكم المحافظين المستمر منذ 16 عاما بقيادة المستشارة الألمانية ميركل، والذين اعترفوا بخسارتهم في هذه الجولة، هم والاتحاد الاجتماعي المسيحي.
وأقر الأمين العام لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي باول زيمياك، بما وصفه خسائر مريرة في الانتخابات التشريعية، وقال في تعليق على النتائج "هذا مؤلم".
ويتقدم الحزب الاشتراكي الديمقراطي بزعامة أولاف شولتز بفارق طفيف، على المسيحيين الديمقراطيين المحافظين بقيادة أرمين لاشيت الذي حل ثانياً مع 24,5% من الأصوات بحسب استطلاعات لدى الخروج من مكاتب الاقتراع، فيما توقعت قناة "ايه آر دي" نسبة متساوية من الأصوات بين الحزبين بلغت 25%.
وأظهرت نتائج استطلاع للقناة الأولى بالتلفزيون الألماني، أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي سيمتلك أقوى كتلة في البرلمان الألماني المقبل، وأن الحزب الاشتراكي سيحصل على 200 مقعد في البرلمان متفوقا لأول مرة على تحالف المستشارة أنغيلا ميركل المسيحي الذي سيحصل على 198 مقعدا.
في حين سيتملك الخضر ثالث أقوى كتلة في البرلمان بعد الاشتراكيين والمسيحيين بـ113 مقعدا. واستند إلى هذا الاستطلاع إلى توقع بأن إجمالي عدد مقاعد البرلمان المقبل سيصل إلى 730 مقعدا.
وقال مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني أولاف شولتز: "أنا مسرور وممتن أيضا للغاية على تصويت الناخبين لأن المواطنين قرروا حصول الحزب الاشتراكي على تكليف بتشكيل الحكومة"، مضيفاً: أن المواطنين أظهروا بانتخابهم أنهم يريدون "مني أن أحاول تشكيل الحكومة" مشيرا إلى أنه يشعر بأنه ملتزم بهذا وأردف: "لدينا نسب قبول جيدة ورأينا ودعم الحزب الاشتراكي آخذ في الارتفاع بينما ينخفض الدعم للتحالف المسيحي وهذه إشارة واضحة بعث بها الناخبون".
ونوه شولتز إلى أن المواطنين يتمنون الآن قيادة جديدة ورأى أنه يجب التمهل مبدئيا فيما يتعلق بخيارات الائتلافات حتى يتم فرز كل الأصوات.
ومن المؤكد أن المسيحيين الديمقراطيين سيعانون نكسة غير مسبوقة ستؤدي إلى اضطرابات داخلية وتعد بخلافة معقدة لأنجيلا ميركل. وستكون النتيجة التي تقل عن 30% بمثابة "كارثة"، وفق صحيفة بيلد اليومية.
ويتعين على الحزب الديمقراطي الاشتراكي الوسطي أن يؤلف ائتلافاً من ثلاثة أحزاب، وهو سابقة في تاريخ ألمانيا المعاصر، لذلك من المرجح أن تستمر المفاوضات أشهراً، ما يثير استياء شركاء أكبر اقتصاد أوروبي الذين يخشون شلل الاتحاد الأوروبي حتى أوائل العام 2022.
وقد يكون حزب الخضر الذي لم يخف خلال الحملة الانتخابية استعداده لدخول حكومة اشتراكية ديمقراطية، جزءاً من المفاوضات.