أكدت وزيرة خارجية السودان، الدكتورة مريم الصادق المهدى، أن بلادها تولى أهمية خاصة للعلاقات مع دول الجوار، وفى مقدمتها مصر.
وقالت المهدي، فى لقاء مع الصحفيين اليوم السبت قدمت خلاله تقريرًا عن جهود وزارة الخارجية السودانية فى الفترة الأخيرة، إن السودان يؤكد حرصه على تعزيز العلاقات مع مصر وتطويرها فى جميع المجالات، رعايةً لحسن الجوار وصونًا للأمن الوطنى والاستراتيجى للسودان ومصر، وتعزيزًا لعلاقات التعاون والتبادل المشترك للمصالح والمنافع والقضايا ذات الاهتمام المشترك إقليميًا ودوليًا.
ونوهت بالتنسيق اللصيق والكبير بين مصر والسودان فى إدارة الأمر حول سد النهضة مؤخرًا، لافتة إلى أواصر القربى والتداخل الاجتماعى والثقافى والتجارى بين البلدين.
وأوضحت أن وزارة الخارجية تعكف على عقد مؤتمر قومى للعلاقات الخارجية؛ بهدف تبنى سياسة متوازنة ومتفق عليها لإعادة السودان إلى نقطة التوازن فى سياسته الخارجية، منوهة بجهود الوزارة فى الفترة الماضية بعد التغيير فى السودان والانفتاح على العالم.
وأكدت أن العلاقات الخارجية فى ظل النظام السابق اتسمت بالتمحور والأيديولوجية وليس الحفاظ على السيادة الوطنية، كما تم تخريب علاقات السودان فى محيطه الإقليمى والدولي؛ مما نتج عنه عزلة كبيرة وصلت لقطع العلاقات وفرض العقوبات.
وأشارت إلى أن العلاقات الخارجية للسودان تقوم الآن على أسس السيادة الوطنية والمصالح المشتركة، والانفتاح على العالم وتبنى علاقات متوازنة تخدم مصالح السودان العليا، وهو ما أثمر عن رفع اسم السودان من قوائم الإرهاب ودعم الانتقال فيه.
وأضافت أن السودان يتبنى التوجه نحو إفريقيا بحكم موقعه الاستراتيجي، فضلا عن التوجه نحو العالم العربى وخلق علاقات بعيدة عن التمحور، وبناء علاقات تقوم على حسن الجوار، والتعاون مع مختلف دول العالم وبناء شراكات مع الأمم المتحدة ووكالاتها، مؤكدة أن هناك تحركًا دبلوماسيًا واسعًا لتفعيل الاتفاقيات الثنائية وتوسيع شراكات السودان فى كل المجالات، لتحقيق أهداف الانتقال وجنى مكاسب سياسية واقتصادية وأمنية للسودان، لافتة إلى مخاطبة الدول والصناديق لإعفاء ديون السودان، واستقطاب الدعم والاستثمار الخارجي.
ولفتت وزيرة خارجية السودان إلى التنسيق لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف مع كينيا والنيجر، ووضع ترتيبات لاستضافة المركز القارى لمكافحة الهجرة غير الشرعية.
كما أكدت على العلاقة الخاصة بين السودان وجنوب السودان، والاهتمام بالعلاقة مع إريتريا، والحرص عل التنسيق معها فى قضايا القرن الإفريقى والتبادل الاقتصادى والثقافي، فضلًا عن العلاقات الفريدة مع تشاد، والتنسيق حول الأوضاع فى ليبيا ومكافحة الهجرة غير الشرعية.
وأوضحت أن السودان يجمعه علاقات حسن الجوار مع ليبيا، وظل يتابع بقلق الأوضاع فى ليبيا لتبعاتها على الشعب الليبي، وأيضًا خشية انفراط عقد الأمن فى المنطقة، ورحبت بضرورة مشاركة دول الجوار الليبى فى دعم الانتقال والتحول فى ليبيا.
وقالت أيضًا إن إفريقيا الوسطى دولة جوار مهمة، والسودان حريص على استتباب الأمن فيها.
وعن علاقات السودان بالدول العربية، شددت الوزيرة على أن هذه العلاقات راسخة وقديمة، كما أن السودان يسعى لجذب رؤوس الأموال الآسيوية للسودان، ويولى أهمية خاصة للعلاقات مع الصين والهند، ويسعى لعلاقات قوية مع الاتحاد الأوروبي.
وأضافت أن العلاقة مع أمريكا تمثل أولوية للسودان، الذى يسعى للتعاون مع الولايات المتحدة فى ملف مكافحة الإرهاب، لافتة إلى رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب، مشددة على أن العلاقات مع أمريكا تشهد تحولًا نوعيًا كبيرًا، ومنوهة بالعلاقات المتطورة مع كل من فرنسا وروسيا وألمانيا وبريطانيا والصين.
من جهة أخرى، أوضحت المهدى أن حكومة السودان كانت تأمل فى إنهاء مهمة فريق الخبراء الدولى الخاص بالسودان ورفع العقوبات على خلفية قضية دارفور، مشددة على أن السودان يرفض أية وصاية على قضاياه الوطنية.
وأكدت انتفاء مسوغات قرار مجلس الأمن رقم 1591 خصوصا فى ظل التقدم الواضح المُحرَز فى ملف دارفور، وعدم جدوى فرض العقوبات، مشيرة إلى أن وزارة الخارجية تعمل بتوجيهات من مجلس الأمن والدفاع على رفع هذا القرار عن كاهل السودان.