شباب وفتيات يواجهون ظاهرة "المغالاة في المهر" بهاشتاجات "تزوجني بدون مهر"
السبت، 11 سبتمبر 2021 07:27 م
خبراء: المغالاة في الزواج سببها التباهي و"الفشخرة".. الافتاء: المغالاة في المهر عائقًا أمام الزواج وتنافي الغَرَض الأصلي منه
مرة اخرى تعود ظاهرة المغالاة في الزواج، الى الشارع المصري، خاصة بعد تداول قائمة مفروشات لأحدى العرائس كانت تتضمن أجهزة كهربائية ومستلزمات شخصية تكفي لفرش منزلين، الامر الذي تحول إلى عائق أمام الشباب وترتب عليه العديد من المشاكل، أبرزها ارتفاع نسب العنوسة وعزوف الشباب عن الزواج بسبب عدم قدرتهم على تلبية مطالب الأهل، وأيضا ارتفاع نسب الطلاق نظرا لاهتمام الطرفين بتوفير متطلبات الزواج على حسب التوافق الاجتماعي والمادي.
وعلى مدار الأيام الماضية تصدرت هذه الظاهرة مواقع التواصل الاجتماعي حيث تصدر هاشتاج "تزوجني بدون مهر" الذي بدأ في لبنان وانتقل بين النشطاء في مصر، وتسبب في حالة جدل بين مؤيد ومعارض لفكرة تخفيض متطلبات الزواج وتيسير، الأمر على الشباب خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية وارتفاع تكلفة الزواج.
هذه الأزمة دفعت الرئيس السيسي للحديث عنها خلال افتتاحه مشروع أبو الخير منذ عدة أيام، حيث قال الرئيس: "أنا بفكر نعمل شقق ونفرشها فرش كويس، علشان مش عاوزين الأسر تناقش موضوع المهر، لو يتكلموا فى الشبكة ماشى إنما المهر لأ، يعنى نقولهم تعالوا فى شقق مفروشة بإيجار، وجاهزة ويأجروها بس، وميدفعوش مقدم كبير وأقساط كبيرة وبندرس الموضوع ده بقالنا شهور".
كما علقت دار الإفتاء المصرية على هذه الظاهرة، مؤكدة أن السنة النبوية المطهرة دعت إلى تيسير أمر الزواج والحض عليه عند الاستطاعة، فقال صلى الله عليه وآله وسلم في النصيحة الشريفة: «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلَّا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض»، كما أكدت أن الشرع الحنيف جعل المَهْرَ في الزواج لمصلحة المرأة صَوْنًا لكرامتها وعزة لنفسها، لكن المغالاة في المهر تُعدُّ عائقًا أمام الزواج وتنافي الغَرَض الأصلي منه، فالرفق بالشاب الذي يبتغي العفة في الزواج والتيسير عليه في قيمة المهر وتكاليف الزواج هو مما حَثَّ عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم، حيث قال: «أعظم النساء بركة أيسرهن صَدَاقًا»، والصداق هو المهر.
على الجانب الآخر اشتبك عدد من المشاهير مع ظاهرة المغالاة في الزواج، حيث قالت الفنانة شيرين رضا أن مهر زواجها كان 25 قرشا فقط، وأن الزواج قائم على الود والمحبة، وذلك انتقادا على سلوكيات بعض الأسر فى تجهيز مستلزمات زواج بناتهن بأشياء مبالغ فيها تصل لمبالغ طائلة بدون داع، مشيرة إلى أن هذا تبذير بدون معنى و"فشخرة كذابة".
وعلقت شيرين على إحدى البوستات التى تظهر المبالغ الطائلة فى قائمة العروس، قائلة: " تبذير بدون أى معنى غير الفشخرة الكدابة"، مشيرة إلى "على فكرة أنا مهرى كان 25 قرش، لأن الزواج قائم على الود والمحبة، مش كام طقم صينى وكام فوطة وكام حلة، ده اللبنانيات ذات نفسهم منزلين هاش تاج تزوجنى بدون مهر، كفاية حرام".
وفي سياق متصل أكد عدد من علماء الاجتماع أن ظاهرة المغالاة في الزواج جاءت نتيجة موروث ثقافي واجتماعي خاطئ لدى الأسرة المصرية خلال السنوات الماضية، حيث تغير مفهوم البساطة واليسر في الزواج إلى مغالاة وتفاخر وتباهي، فأصبح الاهالي يلجئون إلى الاقتراض من أجل زواج أبنائهم وشراء مستلزمات وأجهزة يمكن الاستغناء عن أغلبها.
وقالت الدكتورة سامية خضر، استاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن التباهي والتفاخر بين الأهل هو السبب الرئيسي في ظاهرة المغالاة في متطلبات الزواج، الأمر الذي تحول إلى عبء على الشباب المقبل على الزواج، وأيضا سبب في عزوف الشباب عن الزواج نظرا لعدم قدرتهم على تلبية المطالب المبالغ فيها من جانب الأهل.
وأشارت الدكتورة سامية خضر لـ «صوت الأمة» إلى أن هناك رابط بين المغالاة في الزواج وبين ارتفاع نسب الطلاق، حيث ينشغل الطرفين بتوفير كم المطالب غير المبررة من جانب الأهل على حساب التوافق والتفاهم خلال فترة الخطوبة، حيث يتفاجئ الطرفين بأنهم لم يتعرفوا على بعض جيدا ويصطدموا بالواقع وينتهي اغلب هذه الحالات بالطلاق، مؤكدة على أهمية تغيير الصورة الذهنية عن الأهالي بأنه لابد من شراء أكبر قدر من المستلزمات والاجهزة حتى لا تكون مثل أحدى قريباتها، مشيرة إلى ان إنتاج أعمال درامية لمعالجة هذه الظاهرة أحد اهم الخطوات وايضا تدشين مبادرات توعية بأهمية التيسير في الزواج بجانب توعية الشباب المقبل على الزواج وتدريبه وتأهيله لهذه المرحلة، ونشر خطورة المغالاة وانها تتعارض مع الدين الذي أمر بالتيسير وعدم المغالاة.