في ذكراها العشرين.. من هو العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر الإرهابية؟
السبت، 11 سبتمبر 2021 12:43 مإيمان محجوب
تمر اليوم الذكري العشىرين على أحداث11 سبتمبر عام 2001 والتي غيرت وجه العالم بعدها، فقادت الولايات المتحدة حربا في أفغانستان على تنظيم القاعدة وحربا في العراق خلفت ورائها ملايين الضحايا من الموتى واللاجئيين وعشرات من الجماعات الارهابية التي خرجت من عباءة القاعدة وأخواتها من الجماعات المتطرفة.
بدأت أحداث 11 ستمبر في الساعة العاشرة من صباح ذلك اليوم حينما استولى انتحاريون على طائرات ركاب أمريكية وصدموا بها برجي التجارة العالمي، بعد الاستيلاء على 4 طائرات كانت تحلق فوق شرق الولايات المتحدة الامريكية في وقت واحد من قبل مجموعات صغيرة من تنظيم القاعدة.
وجرى استخدام تلك الطائرات كصواريخ عملاقة ضربت طائرتان منهما برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك، وضربت الطائرة الثالثة الواجهة الغربية لمبنى وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) العملاق الواقع خارج العاصمة واشنطن، وتحطمت الطائرة الرابعة في حقل في ولاية بنسلفانيا بعد أن قاوم الركاب الخاطفين وسيطروا عليهم، ويُعتقد أن الخاطفين كانوا يريدون استخدام الطائرة في مهاجمة مبنى الكابيتول (مقر مجلسي النواب والشيوخ) في واشنطن العاصمة.
وبلغ إجمالي عدد ضحايا الهجمات 2977 شخصاً (باستثناء الخاطفين التسعة عشر) سقط معظمهم في نيويورك وقتل جميع ركاب وطواقم الطائرات الأربعة وعددهم 246، أما في برجي التجارة للغالمي فقد قتل 2606 أشخاص، وفي مبنى البنتاجون قتل 125 شخصاً.
وقد تبني تنظيم "القاعدة" التخطيط للهجمات انطلاقاً من أفغانستان بقيادة أسامة بن لادن، وحمّلت "القاعدة" الولايات المتحدة وحلفائها مسؤولية الأزمات والصراعات التي يعيشها "العالم الإسلامي"، ونفذ 19 شخصاً عمليات خطف الطائرات وتوزعوا على أربع مجموعات ضمت ثلاث منها خمسة أفراد والرابعة ضمت أربعة وهي التي خطفت الطائرة التي تحطمت في ولاية بنسلفانيا.
وبعد أقل من شهر على الهجمات الارهابية، قام الرئيس الأمريكي جورج بوش بحرب شاملة علي أفغانستان بدعم من تحالف دولي للقضاء على تنظيم "القاعدة" ولإلقاء القبض على أسامه بن لادن، ولم تتمكن الولايات المتحدة من معرفة مكان بن لادن إلا بعد مرور عشرة أعوام على الهجمات حيث تمكنت القوات الأمريكية من تحديد موقع بن لادن وقتله في باكستان المجاورة.
كما ألقي القبض على المتهم بالتخطيط لهجمات الحادي عشر من سبتمبر خالد شيخ محمد، في باكستان عام 2003.
من هو خالد شيخ محمد؟
وُلد خالد شيخ محمد في الكويت، وهو باكستاني الجنسية، تلقى تعليمه في الولايات المتحدة الأمريكية قبل أن ينتقل إلى أفغانستان، ويقاتل مع تنظيم القاعدة في ثمانينيات القرن الماضي، كما كان يعمل لدى الحكومة القطرية مطلع عقد التسعينيات.
يُعتقد أن "خالد" هو العقل المدبر، وصاحب فكرة العملية الإرهابية؛ فقد راودته الفكرة للمرة الأولى عام 1996؛ فاقترحها على "ابن لادن" إلا أن الأخير لم يوافق على المخطط الجهنمي إلا في عام 2001 قبل أن يعهد إلى "خالد" بتنفيذه.
كما تشير وثائق اعترافات "خالد" إلى أنه وضع مخططات بالاشتراك مع ابن أخته رمزي يوسف، الذي فجّر قنبلة في مركز التجارة العالمي في نيويورك عام 1993، وخططا عام 1994 لتفجير طائرتَين متوجهتَين من الفلبين إلى الولايات المتحدة. وقد فشلت المحاولة الأولى، وتم توقيف "يوسف" في باكستان، وتسليمه إلى الولايات المتحدة.
كما اعترف "خالد" بالتخطيط لـ29 عملية إرهابية أخرى، بما في ذلك شن هجمات على مبنى ساعة بيج بن ومطار هيثرو في لندن، كما أعلن مسؤوليته عن تفجيرات أخرى مرتبطة بتنظيم القاعدة في بالي وكينيا، ومحاولة فاشلة قام بها مهاجم لإسقاط طائرة أمريكية عبر حشو حذائه بالمتفجرات، وعملية قتل الصحفي الأمريكي دانيال بيرل.
وفي روالبندي في باكستان في مارس 2003 اعتُقل العقل المدبر لـ11/ 9، ونقلته وكالة الاستخبارات المركزية إلى مواقع سرية في أفغانستان، وبعدها إلى بولندا ليتم استجوابه، قبل أن يُرسل في سبتمبر 2006 إلى السجن سيئ السمعة (غوانتانامو).
وبحسب محاميه، فقد تعرَّض الرجل إلى شتى أنواع التعذيب، منها محاولات إيهامه بالغرق 183 مرة على الأقل، والحرمان من النوم، وتعريضه لأساليب نفسية مرهقة، والعري القسري، وإخباره بأن أطفاله سيُقتلون، وأخيرًا التعذيب بتغذيته من فتحة الشرج، وذلك بإحضار أنابيب تغذية يتم توصيلها بفتحة الشرج لإطعام المسجون بطريقة عكسية؛ الأمر الذي يسبب آلامًا شديدة في منطقة المعدة، وقد يؤدي إلى الموت إذا استمر الوضع لفترة طويلة.
ويُنتظر أن يمثل خالد شيخ محمد أمام محكمة عسكرية أمريكية في سجن غوانتانامو لأول مرة منذ مطلع عام 2019، وعقب تعليق الجلسات لمدة 17 شهرًا بسبب وباء (كوفيد-19). ويُرجّح أن تُستأنف الإجراءات من حيث انتهت، وسط محاولات هيئة الدفاع لاستبعاد معظم الأدلة التي قدمتها الحكومة باعتبارها أُخذت بالتعذيب الذي تعرض له المتهمون على أيدي وكالة الاستخبارات المركزية.