بعد مرور أسبوعين على هدمه.. أين المعبد الروماني الذي تسبب في إزالة قصر أندراوس باشا التاريخي؟

السبت، 11 سبتمبر 2021 01:39 م
بعد مرور أسبوعين على هدمه.. أين المعبد الروماني الذي تسبب في إزالة قصر أندراوس باشا التاريخي؟
قصر أندراوس باشا التاريخي
رضا عوض

"أين المعبد الذي جرى هدم قصر أندراوس من أجله؟، ولماذا تأخر الإعلان عن الكشف الأثري المزعوم أسفل القصر؟".. أسئلة عديدة طرحها عدد كبير من الأثريين بعد أن قامت وزارة الأثار بهدم قصر أندراوس باشا والذي يعد من القصور التاريخية الهامة والذي شهد أحداثا سياسية كبرى مرت بها مصر، حيث كان السبب المعلن حتى الآن هو البحث عن معبد أثري روماني يقع تحت القصر.

وخذا الأمر أعلنه مصطفى وزيري الأمين العام لوزارة الأثار الذي أدعى أن لصوص الأثار كان يقومون بحفائر أسفل القصر وأن هناك معبدا قديما يقع أسفل القصر وهو ما يتحتم هدمه.

من جانبه قالت وزارة الأثار إن البحث لازال جاريا عن المعبد، حيث يتم الحفر على مساحة وعمق كبيرين، مشيرة إلى أن الشواهد تؤكد أن هناك معبد روماني أسفل القصر. 

وقال الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في تبرير هدم القصر الواقع في حرم معبد الأقصر والمطل على نهر النيل، إن الغرض من الهدم هو البحث عن معبد قديم.

وأضاف، أنه يوجد أسفل قصر أندراوس باشا التاريخي بقايا وشواهد واضحة لمعبد روماني، وذلك خلف القصر الذي يتم إزالته حاليا بقرار من لجنة المنشآت الآيلة للسقوط بمحافظة الأقصر، لكونه يعرض حياة المواطنين للخطر، موضحا أنه سيتم التعامل والكشف عن ذلك المعبد الروماني عقب نهاية الإزالة بالكامل.

الجدير بالذكر أن قصر توفيق باشا أندراوس كان قد أنشئ في عام 1897 ويعتبر القصر ضمن مجموعة القصور ذات القيمة التاريخية النادرة، حيث كان يضم مجموعة من القطع الأثرية التي نقلت إلى المخازن الأثرية في الأقصر قبل حوالي 20 عامًا.

وكان توفيق باشا أندراوس قد حصل على الباشوية وكانت له مواقف وطنية يذكرها التاريخ إذ كان توفيق عضو مجلس النواب المصري لـ3 دورات متتالية دون منافس منذ عام 1923 إلى 1935 ولم يجرؤ أحد على الترشح أمامه، ولذلك أطلق عليه "سبع الصعيد" بعد مبايعته لسعد زغلول باسم المسيحيين وكان يتولى إدارة مؤتمرات حزب الوفد ويتبرع بالأراضي والأموال لصالح خزينة الحزب.

ويسجل التاريخ لتوفيق باشا أندراوس دوره في التصدي للاحتلال الإنجليزي لمصر، حيث استقبل الزعيم المصري سعد زغلول عام 1921 عندما صادرت الحكومة وسلطاتها حرية سعد زغلول في رحلته النيلية ومنعت الباخرة التي يستقلها الزعيم من أن ترسو على أي شاطئ من شواطئ المدن إلا أن صاحب القصر لجأ إلى حيلة شجاعة، واستضاف الزعيم في قصره وقال جملته الشهيرة: "إحنا هانرجع سعد بالقوة وأنا عندي رجالتي"، كما استضاف القصر كثيرًا من مشاهير العالم ويتصدر القصر واجهة معبد الأقصر.

المثير في الأمر أن القصر سبق وصدرت له عدد من قرارات الإزالة منذ خمسينيات القرن الماضي إبان فترة حكم الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، الذي أمر بإزالة منازل الأقصر القديمة المواجهة لمعبد الأقصر، وبالفعل تمت إزالة كل البيوت وظهر جزء من طريق الكباش ولم يزل قصرين فقط هما قصر يسي باشا أندراوس وشقيقه توفيق باشا أندرواس.

في التسعينيات قررت الجهات المعنية إزالة قصر (يسي باشا أندراوس) الذي كان قد تحول إلى مكان مخصص لعدد من المصالح الحكومية ثم تم نقلها إلى مكان آخر، وتم هدم القصر الذي لم يكن أثرياً ولم يدرج في سجلات القصور الأثرية نهائياً.

وارتبط قصر توفيق باشا أندراوس الذي ارتبط وشقيقه بحزب الوفد فترة حكم الملك فاروق في مصر، ظل قائماً ولم يهدم ويسكنه ابنتيه حتى عثر عليهما عام 2010 مقتولتين، وبحكم قضائي تملكه الورثة رغم صدور قرار إزالة له وظلت فيه إلى أن داهمت المباحث القصر بعد أن ثبت قيامها بالتنقيب على الآثار أسفل القصر وتم الحكم عليها بالحبس.

وكان الدكتور مصطفى وزيرى، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، صرح بأن قصر أندراوس باشا بمحافظة الأقصر صدر له قرار إزالة بعدما أصبح آيلا للسقوط نتيجة أعمال حفر جرت أسفله نفذها لصوص آثار تجرى محاكتهم الآن، مؤكداً أن هناك شواهد وبقايا واضحة لمعبد روماني أسفل القصر فضلاً عن بقايا آثر إسلامية وقبطية ورومانية ممتدة أسفل أندراوس باشا وسيجرى العمل على استخراجها خلال الأيام القليلة المقبلة، بمحافظة الاقصر.

قصر اندراوس 2
قصر اندراوس

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة