وزير الأوقاف أمام القمة العالمية لمكافحة الإرهاب: الدول الراعية للإرهاب أخطر بكثير على الأمن العالمي من الجماعات المتطرفة

الخميس، 09 سبتمبر 2021 03:13 م
وزير الأوقاف أمام القمة العالمية لمكافحة الإرهاب: الدول الراعية للإرهاب أخطر بكثير على الأمن العالمي من الجماعات المتطرفة
منال القاضي

أكد الد كتورمحمد مختار جمعة وزير الأوقاف أن الحفاظ على كيان الدول واستقرارها أحد أهم عوامل القضاء على الإرهاب ، و أن إضعاف الدول و محاولات إسقاطها هو بمثابة توفير حواضن خطيرة للإرهاب . 
 
وأضال أن الدول التي تسقط في الفوضى هي بيئة حاضنة ومصدرة للإرهاب ، و أن الفكر المتطرف لا يدحض بالسلاح وحده بل بالفكر والثقافة جنبا إلى جنب ، مؤكدا أن الوعي والثقافة والفكر المستنير  والخطاب الديني الرشيد و الرعاية الاجتماعية من أهم عوامل القضاء على الإرهاب والفكر المتطرف ، وأن بناء الوعي والخطاب الديني الرشيد و الاهتمام بالتنمية والمناطق والأسر الأولى بالرعاية من أهم عوامل نجاح التجربة المصرية في الإرهاب والجماعات الإرهابية والمتطرفة . 
 
وبيّن أن جانبًا كبيرًا من العنف الذي نشهده على الساحة الدولية إنما يرجع إلى فقدان أو ضعف الحس الإنساني،  واختلال منظومة القيم أو التفسير الخاطئ لبعض النصوص الدينية ، مما يجعلنا في حاجة ملحة إلى التأكيد على الاهتمام بمنظومة القيم الإنسانية، والتنوع الثقافي والحضاري ، والانطلاق من خلال المشترك الإنساني بين البشر جميعًا.
 
وتابع: قد كرم الحق سبحانه وتعالى الإنسان على إطلاق إنسانيته دون تفرقة بين بني البشر ، فقال (عز وجل) : " وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ " ، فالإنسان بنيان الرب من هدمه هدم بنيانه (عز وجل)، كما أجمعت الشرائع السماوية على جملة كبيرة من القيم والمبادئ الإنسانية ، من أهمها: حفظ النفس البشرية قال تعالى : "أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً".
 
وقال: من القيم التي أجمعت عليها الشرائع السماوية كلها: العدل، والتسامح، والوفاء بالعهد، وأداء الأمانة ، والصدق في الأقوال والأفعال ، وبر الوالدين ، وحرمة مال اليتيم ، ومراعاة حق الجوار ، والكلمة الطيبة، وذلك لأن مصدر التشريع السماوي واحد ، ولهذا قال نبينا (صلى الله عليه وسلم) : "الأنبياء إخوة لعلَّات أُممهم شتى ودينهم واحد".
 
وأضاف: فقد تختلف الشرائع في العبادات وطريقة أدائها وفق طبيعة الزمان والمكان، لكن الأخلاق والقيم الإنسانية التي تكون أساسًا للتعايش  لم تختلف في أي شريعة  من الشرائع، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : "إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت"، وأروني أي شريعة  من الشرائع  أباحت قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، أو أباحت عقوق الوالدين ، أو أكل السحت، أو أكل مال اليتيم ، أو أكل حق العامل أو الأجير؟.
وأروني أي شريعة أباحت الكذب ، أو الغدر، أو الخيانة، أو خُلف العهد، أو مقابلة الحسنة بالسيئة؟.
 
وأكد "بل على العكس فإن جميع الشرائع السماوية قد اتفقت وأجمعت على هذه القيم الإنسانية السامية، من خرج عليها فإنه لم يخرج على مقتضى الأديان فحسب ، وإنما يخرج على مقتضى الإنسانية وينسلخ من آدميته ومن الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها.
 
وقال نؤكد على عدة نقاط : إعلاء لغة الحوار والتفاهم، وترسيخ مفهوم ومشروعية الدولة الوطنية، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، وتعظيم المشترك الإنساني .

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق