عشوائية لاتنتهي، ومحاولات مضنية للحد من زحف المخالفات، فهنا إشغالات تراكمت على نهر الطريق، أعاقت حركة السير والمرور، وشوهت المظهر الحضاري للمدينة، وهنا مخلفات الباعة والمحال التجارية، أزكمت الأنوف، ونشرت أسرابا من الحشرات لمهاجمة المارة، ولوثت الهواء، ومابين صخب أصوات ميكروفونات الباعة، وتلاحم آلاف من أجساد البشر، ومشاهد التلوث البصري والسمعي، وقع ميداني العتبة والأوبرا فريسة سهلة لاعتداء المخالفين من الباعة الجائلين.
أجهزة الدولة تسعى في مختلف الاتجاهات لإعادة الانضباط مرة أخرى للشوارع والميادين الرئيسية، وضبط إيقاع العمل بها، ومنع المخالفات والإشغالات ضمن مخطط التنمية والتطوير الذي تنفذه، بهدف إعادة المظهر الحضاري مرة أخرى للمحافظات المصرية، فبدأت بتنفيذ مخططات التطوير والقضاء على العشوائية، وإعادة المجد التاريخي للعاصمة مرة أخرى.
ومع كثرة هذه المشروعات تبقى أزمة ازدحام منطقة العتبة والموسكى التجارية مستمرة وتعجز جهود المحافظة لمعالجة التكدس والازدحام خاصة فى ظل أزمة فيروس كورونا، وهذه الأزمة لها عدة أسباب أهمها طبيعة المنطقة التجارية والذى يجذب آلاف الباعة الجائلين المواطنين، ما يجعل المكان مقصد لمئات الآلاف من المواطنين من سكان المحافظة المجاورة للقاهرة.
وتضم مناطق العتبة والموسكى آلاف المحال وعلى رأسها محال الملابس، وهى الأكثر ازدحاما، ولكن المعتبة مقسمة إلى عدة مناطق كل منها يتخصص فى سلعة أو منتج معين لتضم كافة المنتجات والسلع، ما يجعلها مقصدا للمواطنين خاصة سكان محافظات القاهرة الكبرى، وكل هذا الكم الهائل من المحال التى تقدر بمليارات الجنيهات جعل التعامل مع ملف تطوير منطقة العتبة حساس للغاية.
ورغم كل الصعوبة فى التعامل مع أزمة ازدحام العتبة، إلا أن محافظة القاهرة لديها خطط كثيرة للتعامل مع الأزمة وأهمها تخصيص أماكن قريبة كبديل للعتبة تضم كافة الأنشطة الكائنة بالعتبة والموسكى، لتتمكن من خلالها إيجاد بديل للمستهلك للشراء منها ولكن هذه الخطة تحتاج لميزانية ضخمة وجهد أكبر، بالإضافة إلى المشاكل المتعلقة بنقل الباعة أو تعويض المحال، واقناع أصحابها بالأماكن البديلة، وهذه الخطة على الورق فقط لم يتم تنفيذ أى شىء يتعلق بها.
ومن الخطط التى أعلنت عنها محافظة القاهرة مؤخرًا، أنه يتم استمرار أسواق العتبة والموسكى والفجالة بأماكنها الحالية، وتنفيذ خطة لتطوير المنطقة وإعادة تنظيمها بما يتناسب مع البعد التراثى والجمالى بها من خلال تقسيمها لأسواق متخصصة بكل سلعة وتنفيذ باكيات منظمة للبائعين، وذلك حفاظاً على أحقية أصحاب المحال التجارية بتلك الأسواق.
ووسط كل هذا الكم من المحال توجد محال ذات أنشطة خطرة تهدد المنطقة بالحرائق من بينها مغالق الأخشاب القريبة من منطقة العتبة وعى التى يتم التجهيز لنقلها خارج العاصمة، وكان أخر حصر رسمى لها 300 مغلق، منتشرة بثلاثة أحياء، هى: حى وسط القاهرة "سوق السلاح والدرب الأحمر وخلف مديرية الأمن"، وحى الموسكى "المناصرة"، وحى الشرابية "منطقة المغالق"، ويتم تجهيز ورش بديلة بمدخل القطامية من طريق العين السخنة.
من جانبه أكد اللواء إبراهيم عبد الهادى نائب محافظ القاهرة للمنطقة الغربية، أن مشروعات التطوير تقارب من منطقة العتبة وتشمل الشوارع الرئيسية، حيث من المقرر أن تشمل خطة تطوير القاهرة الخديوية ميدانى العتبة والأوبرا، مشيرًا إلى أن هناك لجنة لدراسة تطوير تلك الميادين بما يتناسب مع الطراز المعمارى للمنطقة.
وأضاف نائب محافظ القاهرة، أن المحافظة اقتربت من نقل مغالق الأخشاب من وسط القاهرة إلى الورش البديلة بطريق العين السخنة لمنع تكرار الحرائق بها، مشيرا إلى أن هناك حصرا بعدد تلك المغالق تمهيداً لنقلها.