رئيس بعثة الأزهر بأفغانستان يروي لـ«صوت الأمة» تفاصيل أيام القلق قبل رحلة كابول للقاهرة
الأربعاء، 01 سبتمبر 2021 01:00 ممنال القاضي
كشف الدكتور شوقي أبوزيد، في حوار خاص لـ«صوت الأمة» رئيس بعثة الأزهر بأفغانستان كواليس الأيام الأخيرة لهم في دولة افغانستان قبل عودتهم لمصر.
قال الدكتور شوقي أبو زيد إن البعثة كان لها تواجد بأفغانستان منذ عام 2009 من خلال بروتوكول تم بين الأزهر الشريف ووزارة المعارف بأفغانستان في عهد الشيخ محمد سيد طنطاوي، من خلال هذا البروتوكول تم التعاون العلمي بين الأزهر وافغانستان وتوالت بعثات الأزهر إلى هناك، مدة البعثة ثلاث سنوات.
وتابع، قائلاً: «الشعب الأفغاني يكن للأزهر الشريف والبعثة الأزهرية كل تقدير واحترام، فعلى سبيل المثال كنت مجرد انتهائي من خطبة الجمعة بمجرد نزولي من على المنبر أجد الكل يأخذني بالأحضان، تقديراً ومحبة لرجال الأزهر، كنا نشعر بالاطمئنان والاستقرار في شوارع افغانستان ولكنه كان اطمئنانا محفوفا بالمخاطر منذ بدء عملنا هناك، فكانت هناك سيارات مفخخة وصواريخ واغتيالات كثيرة لأئمة أفغان داخل المساجد، فاغتالوا مفتي أفغانستان الشيخ ريحان، والدكتور محمد نياز، كنا جنودا للوطن في مهمة قومية وعلمية وكنا نردد فالله خير حافظا وهو ارحم الراحمين».
ويضيف: «كنا بعيدين كل البعد عن السياسة ولا نركز سوى على مهمتنا الدعوية فقط، ولكن كنا نشارك في عزاءات بعض الأئمة هناك، فكان منا من يقرأ في العزاء ومنا من يلقي كلمة مثلما يحدث في مصر، فهناك تشابه بين الشعب الأفغاني والشعب المصري».
ويتابع: «لا كان أحد يتوقع أن يحدث ماحدث، وأن تدخل طالبان بهذا الشكل السريع إلى كابول، لأننا كنا على تواصل مع الأئمة الأفغان، ومع طلبة المعهد الأزهري بكابول فأكدوا لنا أن طالبات لن تدخل العاصمة كابول، ولكن فجأة دخلت طالبان وحاصرت كابول من كل الاتجاهات، في هذا الوقت كان الوقت حدثت الفوضى والانفلات الأمني، وكانت الأوضاع غير مستقرة بالمرة، فاتصلت بي القنصلية المصرية هناك وطلبت مني أن أجمع الشيوخ اعضاء البعثة، وفي وقت قياسي ذهبنا إلى مقر السفارة المصرية، وصدرت التعليمات على وجه السرعة بنقلنا من السفارة إلى المطار، ساعات عصيبة مرت علينا قبل وصولنا للمطار الذي واجهنا صعوبة بالغة في الوصول إليه، لانتشار السرقة وقطاع الطرق، فكان هناك ما يزيد عن 100ألف شخص الكل يريد أن يدخل للمطار، وفي إحدى المرات أثناء استقلالنا للسيارات التي تنقلنا إلى المطار حاول البعض التعلق بالسيارة أملا في الوصول للمطار، فبمجرد دخوله للمطار يتسنى له التوجه إلى أي بلد، تواصل معي بعض خريجي الأزهر هناك طالبين السفر معنا إلى مصر ولكنني قلت إن سفرنا غير معلوم، نظرا لأن كيفية سفرنا لمصر كان يسير بسرية تامة حتى لا تخترق البعثة».
وأضاف: «كان فضيلة الإمام الأكبر متواصلا مع البعثة كل نصف ساعة من خلال القنصلية المصرية، وتواصل معنا عدد من قيادات الأزهر الشريف، منهم الدكتور نظير عياد أمين مجمع البحوث الإسلامية، والدكتور محمد ياسين بمجمع البحوث الإسلامية.
وأتبع، حديثه قائلاً: «يوم 15 أغسطس الذي ذهبنا فيه في المرة الأولى إلى المطار كان من أصعب الأيام فالسراق في كل مكان انتشروا، وإطلاق النار الكثيف كان في كل مكان، بالإضافة إلى محاولات سرقة أمتعتنا، فكان المناخ كله رعب وخوف وقلق، وفي هذا الوقت صدرت تعليمات بعودة البعثة إلى السفارة مرة أخرى لأن الطائرة لن تستطيع الهبوط في المطار نظرا للأعداد الكثيفة والهرج والمرج والفوضى داخل المطار، وجلسنا في السفارة عشرة أيام، لم يكن لدينا احتكاك بعناصر طالبان، ولم يحدث أي اعتداء على السفارة المصرية هناك، فكانت مؤمنة بشكل كبير، وخلال مدة العشر أيام لنا بمقر السفارة لم نخبر أحد إطلاقا أننا سنسافر، 23 شيخا هم أعضاء بعثة الازهر بأفغانستان، بفضل الله عدنا جميعا سالمين، واستقبلنا فضيلة وكيل الأزهر الشيخ محمد الضويني بمقر مشيخة الأزهر معربا عن سعادته بعودة البعثة سالمة، كما كان في استقبالنا أيضا فضيلة الدكتور نظير عياد أمين مجمع البحوث الإسلامية ووعدنا باستكمال البعثة حينما تتيسر لنا الأمور».
وعن علاقته بأفغانستان، قال: «أفغانستان من أجمل بلاد العالم يوجد بها العديد من الخيرات علي سبيل المثال العنب يوجد بها أكثر من 70نوع من العنب فقط وبخلاف التفاح وانواع عديدة من الفاكهة وجبال بها معادن وأحجار كريمة نادرة».