يوسف أيوب يكتب: "صناعة الوعى".. المشروع الثقافي الوطنى الأكبر لمواجهة دعاة الفتنة
الأربعاء، 01 سبتمبر 2021 12:00 م
تجديد الخطاب الدينى والاعلام والفن والثقافة.. خطوط الدفاع الأولى عن الوحدة المجتمعية
الجماعات الإرهابية تستخدم سياسة "تغيب الوعى" " وطمس الهوية الوطنية لتجنيد الشباب.. والسوشيال ميديا الخطر الأكبر
في كتاب "في حضرة نجيب محفوظ"، روى الكاتب الكبير محمد سلماوي حوارًا غير مباشر أداره بين أديب نوبل الراحل نجيب محفوظ، وأحد المشاركين في محاولة اغتيال محفوظ، ويُدعى محمد ناجي محمد مصطفى -وكان يعمل فني إصلاح أجهزة إلكترونية وحصل على شهادة متوسطة- حيث قال أنه "اتجه إلى الله"، حسب قوله، قبل حادثة الاغتيال بأربع سنوات "وقرأت كتبًا كثيرة خاصة بالجماعة الإسلامية إلى أن قابلوني".
واعترف الشاب لسلماوي بأنه لم يقرأ شيئا لمحفوظ وأنه لم يكن يحتاج إلى قراءة أعمال محفوظ، وأنه حاول اغتيال محفوظ لأنه "ينفذ أوامر أمير الجماعة، والتي صدرت بناء على فتاوى الشيخ عمر عبد الرحمن"؛ وذكر سلماوي أنه أبلغ الشاب بأن محفوظ سامحه على جريمته فقال "هذا لا يعنيني ولا يغير من الأمر شيئًا، لقد هاجم نجيب محفوظ الإسلام في كتبه لذا أهدر دمه، وقد شرفتني الجماعة بأن عهدت إلى بتنفيذ الحكم فيه فأطعت الأمر".
محمد ناجي محمد مصطفى، هو واحد من الاف الشباب الذين خضعوا بالكامل لفكر الجماعات الإرهابية، الذى استند في الأساس على سياسة السيطرة على عقول الشباب، فمن خلال قراءة سريعة لتاريخ الجماعات الإرهابية، سنجد أن هذه الجماعات تتحكم في أتباعها والموالين لها، من خلال سياسة "تغيب العقل"، سواء كان ذلك بتزييف الحقائق السياسية وتسطيحها وإيصال أفكار مغلوطة عن الواقع السياسي سواء المحلي والإقليمي لشباب تلك الجماعات، أو شحن عقول الشباب بأفكار دينية مغلوطة ومفاهيم محرفة جرى تأويلها بشكل سطحي ومتعسف لتناسب وتخدم أهداف ومصالح تلك الجماعات وداعميها من الخارج.
ولجأت هذه الجماعات إلى سياسة "تغيب الوعى" لأنها تستهدف في الأساس السيطرة على عقول الشباب، وهو الامر الذى لن يتحقق الا بهذه السياسة.
واليوم فإن أخطر تحدى يواجه الدولة المصرية، ليس غياب الوعى، وإنما "تغيب الوعى" عمداً وطمس الهوية الوطنية، حيث استهدفت قوى خارجية وجماعات ظلامية العاطفة الدينية لدى المصريين، وأيضاً ضعف الجانب الثقافي، في السيطرة على عقول الشباب، وتوجيههم إلى طريق الظلام الذى تسير فيه هذه الجماعات، والذى وصل إلى استخدام بعض من هؤلاء الشباب في القيام بعمليات إرهابية وتخريبية.
والوعي في اللغة العربية تعنى الإدراك أو الفهم لما يحدث حولك، كما يعرفها بعض الفلاسفة بقولهم ان الوعى مرادف لإن تُحكم عقلك ولا تسلم نفسك لأحد، كما ان هناك من يتوسع في المفهوم بقوله أن تعي جيدا ما يواجه وطنك من تحديات وتهديدات ومخاطر، وألا تسمح لأحد بأن يوظفك ويستخدمك لتكون ذريعة ضد وطنك، أو تكون أداءه لعرقلة التنمية أو لتشويه المجتمع أو لبث الفتن، وكلها أشياء تصب في صالح أعداء الوطن.
إذن الوعى في اللغة هي كلمة شديدة الخطورة، كونها تعبر عن الحالة الفكرية والمزاجية للإنسان، وهل يسير وفق فكره هو أو وفق منطق الآخرين، وهنا تكمن الخطورة، فعقول الشباب باتت هي المستهدف الأول اليوم، سواء من الجماعات الإرهابية أو حتى من دول تستخدم أجهزتها لتشكيل وعى شباب دول أو مناطق معينة وفقاً لأهداف وسياسات تخدم هذه الدولة أو تلك.
والجديد الذى تعرضنا له منذ سنوات، كما سبق الإشارة، ليس فقط غياب الوعى، وإما محاولة تزيف الوعي وتغييبه في فترات عدة، وهو الأمر الذى سبق وحذر منه الرئيس عبد الفتاح السيسى مرارا وتكراراً، والتي كان اخرها، المداخلة الهاتفية التي أجراها الأسبوع الماضى، لبرنامج صالة التحرير مع الإعلامية عزة مصطفى عبر قناة صدى البلد، والتي وجها خلالها الشكر لضيف الحلقة الكاتب والسناريست الكبير عبد الرحيم كمال، على جهوده فى الاهتمام بالوعى من خلال الأعمال الفنية والدرامية، حيث اكد الرئيس "أن قضيتنا فى مصر قضية الوعى الحقيقى حتى فى المجال الفني"، موجهاً حديثه للكاتب عبد الرحيم كمال: "عايز أقولك جهز اللى أنت عايزه وأنا معاك، وأنا أحييك على فهمك ووعيك وثقافتك وبقولك أنا داعم لأى عمل فنى فى مجال الوعى الذى نتحدث فيه وفى مجال الوعى خاصة الوعى الدين".
وقال الرئيس السيسى في المداخلة: "هناك قضايا كثيرة ويهمنا نحصن أبنائنا وشبابنا وبناتنا والشباب الكبار الدنيا حول ماذا يحدث حولهم"، مؤكداً على أهمية وضرورة الوعى، قائلًا:" أنا أتصور أن القضية الأهم هى الوعى بمفهومها الشامل، سواء الوعى بالدين.. كلنا أتولدنا، والمسلم مسلم والمسيحى مسيحى، حد عارف أنه المفروض نصيغ فهمنا للمعتقد، وعلينا إعادة صياغة فهمنا للمعتقد الذى نحن فيه"، مستطرداً: "أتصور أن قضية الوعى بمفهومها الشامل شيء هام، وتكلفة الإصلاح هائلة، يدفعها المصلح، ولا يمكن أن يكون المصلح محل رضى من الآخرين حيث يتحدث عكس الطبيعة ومسار الناس، والإصلاح عمل الأنبياء والرسل"، مشدداً على أن الدولة مستعدة لتقديم دعم ضخم لتقديم أعمال فنية لبناء الوعى المصرى، موضحا أن القضايا كثيرة فهناك قضية الفهم أى فهم التحدى، وتحدى إسقاط الدول وليس الأنظمة.
وأضاف الرئيس السيسى، أن "الخطورة فى استهداف الدولة، حيث يتم تدمير الدول، وهناك نماذج دول أمامنا كانت شكل تانى، وعندما تسقط الدولة ويسقط النظام يبدأ العبث بمقدرات ومستقبل الدول"، وتابع الرئيس: «هدفنا تحصين أبنائنا وبناتنا وشبابنا، والقضايا التي يجب الاهتمام بها كثيرة، أهمها فهم تحدي إسقاط الدول، الخطورة في استهداف الدول، أفغانستان كانت شكلا آخرا منذ 50 عاما، شوفوا الكتب والأفلام ستجدون دولة مختلفة تماما، فحينما تسقط الدولة يبدأ العبث بمقدرات الدولة، طالما لا توجد قيادة، لن نجد فرص"، وأردف الرئيس السيسى: "عند الحديث عن قضية تطوير التعليم قعدنا سنين طويلة نقول نريد تطوير التعليم ودخلنا نأخذ خطوات، والمستقر على مدى الـ40 سنة اللى فاتوا أصبح حالة مصرية فى مسار التعليم لأولادنا".
وتابع الرئيس السيسى: "الهدف الآن من تطوير التعليم أننا نعمل تطوير حقيقى لبناء شخصية حقيقية الناس تؤهلك لسوق العمل، وبعد كل هذا نجد من يصور ذلك كأن الدولة ضد أولادها"، مشيراً إلى أن الدولة المصرية تستغرق سنوات طويلة فى مواجهة تحدياتها، وتظل هناك تحديات أخرى قائمة وستتغلب عليها الدولة مرة أخرى.
ما قاله الرئيس السيسى في المداخلة، هو جرس انذار جديد للجميع، مفاده أن القضية الكبرى التي يجب ان تهتم بها الدول الآن هي قضية الوعى، خاصة أن ما يحدث في محيطنا الأقليمى، يشير إلى خطورة المستقبل اذا لم ننتبه لهذه القضية.
والحقيقة أن الرئيس السيسى، منذ سنوات وهو يركز دائما على قضية الوعى وبناء الإنسان المصرى ويوليها اهتماما بالغا، بل أنه لم يكتفى بطرح القضية للنقاش العام، بل بدأ الخطوات الفعية نحو تحصين المجتمع المصرى من آفة الانهيار التي أصابت آخرين، بعدما نجحت قوى واطراف خارجية في التغلغل داخل هذه المجتمعات واحدثت الانقسام الذى يعت له منذ البداية، والذى أدى إلى التشرذم الداخلى، والاقتتال الاهلى، وهو ما تنبه له الرئيس منذ ان تولى المسئولية في 2014، وكلنا نتذكر حينما تحدث الرئيس قبل سنوات عن حروب الجيلين الرابع والخامس، وتحذيره من مخاطر هذه الحروب التي تستخدم وسائل التواصل الإجتماعى للتأثير على العقول وتوجيهها ناحية التخريب والتدمير، وتزامن هذا التحذير الرئاسي مع خطوات على الأرض بدأت من أول النشء الصغير لأنهم المستقبل، من خلال صياغة استراتيجية تعليمية وثقافية وأيضاً رياضية تهتم بالنشء والشباب، وفتح قنوات اتصال مباشرة مع هذه الفئات العمرية التي كانت لسنوات طويلة بعيدة عن فكر القيادة السياسية، لكنهم اليوم أصبحوا جزء أصيل من القرار السياسى، والمشاركة أيضاً.
وقضية الوعى كما أشار إليها الرئيس السيسى في أكثر من مناسبة، واخرها المداخلة الهاتفية مع الإعلامية عزة مصطفى، ترتكن على ثلاثة أضلاع رئيسية، هي تجديد الخطاب الدينى، والإعلام، والفن والثقافة، وتحتها تندرج الكثير من التفاصيل المهمة، والأدوار والمسئوليات الملقاة على عاتق أكثر من جهة.
إذا تحدثنا على سبيل المثال عن قضية تجديد الخطاب الدينى، فقد أعطاها الرئيس السيسى المفهوم الشامل والبعد الجديد بتأكيده على أنها قضية مجتمعية لها جوانب وأبعاد متعددة تحتاج منا جميعا للتضافر والتعاون بهدف الوصول إلى أمثل صيغة مجتمعية لتجديد الخطاب الديني، مع التأكيد على نقطة مهمة، وهى أن تجديد الخطاب الديني والإفتائي أصبح الضرورة الأكثر إلحاحًا في واقعنا المعاصر، لما يمثله هذا الخطاب من أهمية تدعم استقرار المجتمعات.
ويلاحظ هنا في كل ما تحدث عنه الرئيس، أن التجديد ليس محصورا فى علماء الشريعة فقط، وإنما هى مسؤولية اجتماعية شاملة، أو بمعنى ادق "مشروع قومى شامل" يتشارك فيه جميع أبناء الوطن كل من موقعه وبما يملكه من موهبة وعمل وإتقان، لكن هذا لا يمنع إن المؤسسات الدينية تعتبر من بين أهم المؤسسات المعنية بشكل مباشر بقضية الوعى وتجديد الخطاب الدينى، لما لها من مكانة خاصة فى نفوس المواطنين، ولما لها من قدرة على الوصول بشكل مباشر إلى فئات وأعمار مختلفة، وهنا يأتى دور المسجد والكنيسة، لذلك كانت استجابة المؤسسات الدينية سريعة مع دعوة الرئيس، حيث أكد الدكتور محمد مختار جمعه وزير الأوقاف استعداد الوزارة التام "لمزيد من التعاون والتنسيق مع جميع الوزارات والهيئات والمؤسسات والجهات المعنية بصناعة الوعى، سواء أكانت دعوية، أم تربوية ، أم علمية ، أم ثقافية ، أم إعلامية"، كما ان الكنيسة الأرثوذكسية من خلال المتحدث باسمها القمص موسى إبراهيم، قالت أن "قضية الوعي هي القضية الوطنية الأهم والاهتمام بها سيقود الوطن إلى مرحلة جديدة غير مسبوقة ستسهم ليس فقط في تقدم المجتمع المصري، وإنما ستضمن مستقبل أفضل للوطن ككل، الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تدعم كافة الجهود الرامية إلى بناء الوعى، والكنيسة بكافة إمكاناتها جاهزة لكل أشكال التعاون فى هذا السياق"، كما أن الكنيسة الكاثوليكية عبر الأنبا باخوم نصيف النائب البطريركى لشئون الإيبارشية البطريركية، أكدت ان ما قاله الرئيس السيسى هو باب جديد ينفتح أمام الوعى المجتمعى، مشيرة إلى أن الوعى الذى يناشد به الرئيس السيسى "يجعلنا نسير فى مسيرة اعتدال تنبذ العنف والرأى الأحادى وتقتنع بأهمية الحوار ومشاركة الآخرين فى المصير".
لكن الأهم من كل هذا الحديث النظرى هو أن تبدأ مؤسساتنا الدينية فعلاً وقولاً في خوض غمار التجديد حتى النهاية.
وبخلاف المؤسسات الدينية يأتي دور المدرسة والجامعة والأسرة أيضاً، لما لهم من دور شديد الخطورة في بناء شخصية وفكر الأبناء.
ويعد الإعلام الضلع الثانى المهم في قضية الوعى، والحقيقة أن الإعلام المصرى لعب الفترة الماضية دورا محوريا فى معركة الوعى والتنوير، حيث قدم إعلاماً وطنياً لعب دوراً كبيراً فى تشكيل وعى ووجدان المصريين وتنوير العقول، ودائما ما يكون حائط الصد للأكاذيب والشائعات التي تروج من قبل الكارهين للدولة المصرية والحاقدين عليها، من خلال عرض الحقائق من قلب الشارع المصرى إلى المواطن، وتابعنا على مدار السنوات القليلة الماضية كيف ساهمت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية سواء بالدراما والسينما او منصاتها الإعلامية المختلفة، المقرؤءة او المسموعة او المرئية فى إعادة القوة الناعمة للإعلام المصرى، واستطاعت أن تتصدى بجهد كبير لأكاذيب وشائعات قوى الشر، وأنها ساهمت فى دفع مسار الإعلام.
وليس بعيداً عن ذلك الثقافة والفن، باعتبارهم رافد مهم جدا من روافد بناء الانسان البناء الصحيح، والضلع الثالث الرئيسى في قضية بناء الوعى، فالفن مرآة المجتمع، وتأكيد الرئيس على دعم تلك القضايا أمر في غاية الأهمية.
وليس بعيداً عن قضية الوعى، كما سبق الإشارة حروب الجيلين الرابع والخامس، التى يتم فيها الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة فى تدمير الدول، بدلا من فكرة الحروب على الأرض واحتلال الدول، ويتمثل مصطلح حرب الجيل الرابع والخامس فى أنها الحرب اللا متماثلة، ويتم استخدام المواطنين فيها من أجل تدمير أوطانهم، ويتم التركيز في ذلك على استخدام السوشيال ميديا وتستخدم وسائل تمثل الرصاصة التي قد تحيي وتميت شعوبا بأكملها، والهدف منها اغتيال العقول المصرية الشابة والأجيال القادمة ومحو تاريخهم وإنجازاتهم والسيطرة عليهم، وهو ما يجعل مهمة الوعى ليست سهلة ولا مجال لتوقفها فهى لابد وأن تستمر وتتطور لتكون مواجهه لأى محاولة خبيثة تسعى للنيل من الوطن.
والشاهد أن مخاطر السوشيال ميديا لا يمكن التغافل عنها ومدى تأثيرها في تغيير واقع الشعوب وسيكون هناك سلبيات أكثر مع التطور التكنولوجى الموجود، فلا زالت مواقع التواصل الاجتماعى الأكثر تأثيراً بين المواطنين، كما سجلت الفيديوهات السلبية مشاهدة أكبر بنسبة تصل لـ 60% والإيجابية 40 %، بالإضافة لوجود ما يقرب من 10 مليون حساب وهمى منهم ما يعمل على بث الشائعات ومحاولات التشويه للإنجازات الأخيرة التي تحدث في الدولة المصرية، وهو ما يتطلب مزيد من التوعية أولاً بالقوانين التى خرجت عن البرلمان بشأن التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعى، والضوابط والمعايير التى تتضمنها، ومنهم "الجريمة الالكترونية"، بالإضافة إلى مزيد من التوعية المجتمعية من خطورة هذه المنصات، خاصة أن السوشيال ميديا، وفقاً لكثير من الدراسات التي دعمتها الواقع العملى لها دور مؤثر وكبير في صناعة الرأي العام داخل المجتمعات، ومن الممكن أن تتحول إلى سلاح يستخدم تجاه الدول في الداخل وفى نشر الشائعات، لأن من يريد ذلك يجد تلك المواقع بيئة خصبة لها.
في المجمل فإن إيقاظ الوعي وتصحيح المفاهيم المغلوطة من خلال خطاب ديني منضبط بالإضافة لرفع مستوى الوعي السياسي بالقضايا المختلفة سواء داخل مصر أو إقليميا أو دوليا أصبح ضرورة قصوى لوقف عملية استنزاف عقول الشباب وخداعهم بسهولة، لإنه من غير صناعة وعى صحيح وبناء عقول ناضجة ونفسيات متزنة لا يمكن أبدا أن تمضى مسيرة الوطن نحو التنمية الشاملة وبناء مصر الحضارة بلا معوقات، فكما قال الدكتور الدكمتور شوقى علام مفتى الجمهورية أن "أكبر معوق وأعظم عقبات التنمية الشاملة هو المواطن الذى سلم عقله وفكره بلا وعى لمروجى الأكاذيب والشائعات الذين لا هم لهم إلا وقف هذه المسيرة التاريخية الاستثنائية التى يقودها الرئيس السيسى مسابقا عقارب الساعة لوضع مصرنا العزيزة فى مكانتها الحضارية والعمرانية والتكنولوجية التى تليق بها".