بعد وصف "لافروف"للعلاقات بين الطرفين "بالبائسة "..هل اقترب الصدام المسلح بين أوربا وروسيا ؟
الأربعاء، 25 أغسطس 2021 10:36 م
حالة من الترقب تسود العالم الأن بعد تصريحات وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، والتي قال فيها أنه يحمل بروكسل المسئولية عن الحالة "البائسة" التي وصلت إليها العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي.
وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره النمساوي، ألكسندر شالنبيرج، اليوم الأربعاء، في فيينا إن الطرفين ناقشا خلال محادثاتهما "الوضع في القارة الأوروبية، بما في ذلك الحالة البائسة للعلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي".
وذكر أن الاتصالات بين موسكو والاتحاد " تقلصت إلى أدنى حد نتيجة سياسة بروكسل الهادفة إلى ردع روسيا".
وأضاف وزير الخارجية الروسي قائلا :"من جهتنا أعربنا عن استعدادنا لتطوير حوار براجماتي مع الاتحاد الأوروبي ومع الدول الأعضاء فيه، في أجواء من المساواة والاحترام المتبادل حصريا، والبحث عن تفاهمات في المجالات ذات الاهتمام المشترك".
كانت العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوربي قد شهدت تدهورا خلال الفترة الأخيرة على خلفية النزاع في منطقة دونباس (جنوب شرق أوكرانيا) والوضع حول شبه جزيرة القرم بعد انضمامها إلى روسيا بناء على نتائج استفتاء شعبي نظم هناك في مارس عام 2014، حيث قامت دول الاتحاد الأوربي بفرض عقوبات ضد روسيا بعد اتهامها بالتدخل في الشؤون الأوكرانية.
كانت العلاقة بين الطرفين قد شهدت تأزما منذ شهر مارس الماضي على خلفية قضية المعارض الروسي أليكسي نافالني، حيث قام الاتحاد الأوربي بفرض عقوبات جديدة على موسكو.
في المقابل قامت روسيا بتصعيد لهجتها ضد الاتحاد الأوروبي، حيث قامت بطرد دبلوماسيين أوربيين من موسكو، في تطور وُصف بأنه يضفي مزيدا من التعقيد على مستقبل العلاقات بين الجانبين، ويكشف عن حلقة جديدة من حلقات تدهور العلاقات.
وقد علق وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، ردا علي هذا التصعيد بأن الحوار بين الجانبين قد وصل فعليا إلى "طريق مسدود"، حيث اتهم موسكو بأنها "لا تبدي أي اهتمام بعودة العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، معلنا عن أن الخطوات القادمة قد تشمل فرض عقوبات جديدة على موسكو.
قمة التوتر بين أوربا وروسيا وصل في أزمة القرم ، والتي وصفها المراقبين بأنها أسوأ أزمة تمر بين الطرفين منذ اندلاع الحرب الباردة، حيث تصاعدت الأزمة في الآونة الأخيرة بعد إعلان وزارة الدفاع الروسية، حشد الآلاف من قواتها على الحدود، وتعليق حركة ملاحة السفن العسكرية والرسمية الأجنبية في 3 مناطق ضمن شبه الجزيرة حتى أكتوبر.
ودخل التوتر مرحلة جديدة بإعلان وزارة الخارجية الأوكرانية أن جهاز الأمن الاتحادي الروسي (إف.إس.بي) احتجز دبلوماسياً أوكرانياً لفترة وجيزة في سان بطرسبرج، وهو ما أدي إلي اشتعال أوربا.
ومع اشتعال هذه الأزمة اندلعت أزمة دبلوماسية أخري موازية بين روسيا وبلغاريا، حيث أعلنت الأخيرة طرد دبلوماسيين روس بعد اتهامهم بالتجسس.
وأعلنت الأجهزة الأمنية في بلغاريا شن حملة مداهمة الشهر الماضي، واعتقلت 6 أشخاص، متورطين بنقل معلومات سرية مرتبطة بحلف شمال الأطلسي "ناتو" إلى السفارة الروسية في صوفيا.
وبعد مضي شهر تقريباً، جاء رد الفعل الروسي تصعيدياً، حيث أصدرت السلطات الروسية قرارا بمغادرة دبلوماسيين بلغاريين اثنين في غضون 72 ساعة، كما استدعت وزارة الخارجية الروسية، السفير البلغاري أتاناس كريستين، وأبلغته بأنه تم إعلان دبلوماسيين اثنين "شخصين غير مرغوب فيهما" في روسيا.