حرائق الغابات عرض مستمر.. التغير المناخي يهدد العديد من دول العالم
الإثنين، 16 أغسطس 2021 11:00 ممحمد ممدوح
بينما كان العالم يُراقب جائحة كورنا وأعداد ضحاياها، جاءت حرائق الغابات المدمرة لتهدد العديد من الدول بسبب تغير المناخ، وهو ما أدى إلي وقوع العديد من الضحايا حول العالم.
وإندلعت الحرائق فى العديد من الدول حول العالم، وكانت أبرزها في امريكا وروسيا وتركيا واليونان والبانيا وايطاليا والجزائر وبوليفيا، واكد تقرير تاريخى للأمم المتحدة حول تغير المناخ، إن حرائق الغابات فى هذه العام حطمت الارقام القياسية، موضحا أن الاقمار الصناعية تتعقب كل شيء.
وفى الولايات المتحدة نشب حريق هائل بولاية كاليفرونيا حيث دمر أكثر من 700 ميل مربع (1،811 كيلومترًا مربعًا) من الأرضى، مما أدى إلى إجلاء الألأف من السكان وبدا الحريق فى غابة فريمونت وعلى أراضي خاصة بالقرب من بلدة نهر سبراغ في ولاية أوريغون، إلى تفحم 241497 فدانًا ولا يزال مسيطرًا عليه بنسبة 7٪ فقط، وفقًا لـ InciWeb.
واكد جو هيسل، قائد مهمة التعامل مع حرائق الغابات في ولاية أوريغون: "سيستمر هذا الحريق في النمو - فالنباتات شديدة الجفاف والطقس ليسا في مصلحتنا".
واوضح مسؤولون إن الحريق أثر أيضًا على خطوط النقل المستخدمة لاستيراد الكهرباء إلى كاليفورنيا.
واضاف مسؤولو الإطفاء في الولاية إن الحريق دمر ما لا يقل عن 21 منزلاً وعرّض 2000 آخرين للخطر.
ووفقا لمركز مكافحة الحرائق الوطني المشترك بين الوكالات ان الولايات المتحدة تكافح 71 حريقًا ومجمعًا أحرقت 993678 فدانًا حتى الآن
وبينما كان العالم يراقب ضحايا حريق الولايات المتحدة اندلع حريق بتركيا، في غابات "كوزبنار" بالقرب من مطار مدينة دالامان التابعة لولاية موغلا بغرب تركيا.
والتهمت حرائق الغابات عدة ولايات بجنوب وجنوب غرب تركيا، ضمنها أنطاليا وأضنة وموغلا ومرسين وعثمانية، وأعلنها الرئيس رجب طيب أردوغان بوقت سابق "مناطق منكوبة".
وأوضحت وكالة "الأناضول"، أنه بينما تواصل السلطات التركية إخماد الحرائق في أقضية كوي جاغيز وميلاس ومنتشه وسيدي كمار وقواقلي دره وياطاغان بولاية موغلا، اندلع حريق في غابات "كوزبنار" القريب من مطار دالامان.
وبلغت حصيلة ضحايا تلك الحرائق 6 وفيات وعشرات الإصابات، منذ إندلعها ، فيما تمكنت السلطات المعنية من إخماد معظمها.
وفى بيان لوالي محافظة إسطنبول، الذي أعلن فيه إغلاق جميع الطرق المؤدية إلى المنطقة، مما ادى الى حالة رُعب بين السُكان، سواء الراغبين بالخروج من المنطقة، أو المتطلعين لدخوله لإخلاء ذويهم من الأماكن القريبة.
والجدير بالذكر أن تركيا تشهد أوسع موجة حرائق في تاريخها، حيث تلتهم الحرائق عشرات الآلاف من الغابات الشجرية جنوب غرب البلاد، ولم تتمكن جميع الإمكانيات لدى الحكومة التركية من السيطرة على الحريق الذي امتد لأكثر من 300 كيلومتر طوال الأسبوع الجاري، في أكثر من 130 نقطة اندلاع.
فى نفس السياق تم إندلاع حريق الغابات فى اليونان وتحول الامر الى جحيم، حيث دمر إيفيا مساحات شاسعة من الغابات والمنازل والشركات وشرد الاف السكان ليصبح هوه الأشد من بين عشرات الحرائق التي اندلعت في أنحاء اليونان الأسبوع الماضي، بعد أن عانت البلاد من أسوأ موجة حر منذ ثلاثة عقود ، وارتفعت فيها درجات الحرارة إلى 45 درجة مئوية لعدة أيام، وأدت الحرارة ، التي جاءت وسط صيف حار بشكل خاص، إلى تحويل غابات اليونان، بما في ذلك مساحات كبيرة من أشجار الصنوبر القابلة للاشتعال بسهولة ، إلى علب حرارية جافة جدًا.
وكانت جزيرة إيفيا ، ثاني أكبر جزيرة في اليونان ، في قلب عاصفة الحرائق التي اجتاحت البلاد،و احترق أكثر من نصف الجزيرة ، وفقا لمسؤولين محليين.
ولم تكتفى ظاهرة الحرائق على هذا الحد فقد إندلع حريق اخر فى إيطاليا حيث اشتعلت العشرات من الحرائق في جنوب البر الرئيسي وفي صقلية.
وبحسب مانشرته السلطات الايطالية تم تسجيل أكثر من 300 حريق غابات في غضون 12 ساعة أمس الثلاثاء ،وانطلقت سبع طائرات إطفاء في الجو مجددا لرصد انتشار الحرائق وإسقاط المياه على النيران.
وفي البر الرئيسي، تضررت منطقة كالابريا جنوبي إيطاليا بشكل خاص من الحرائق ، وتم استدعاء هيئة الإطفاء آلاف المرات هذا العام للتصدي لظاهرة الحرائق في المنطقة، على الرغم من أن هذا الرقم أكبر بكثير مما كان عليه في عام 2020، إلا أنه لا يزال أقل إلى حد ما مما كان عليه في عام 2017، والذي كان عاما سيئا بشكل خاص بالنسبة لحرائق الغابات.
ومع استمرار ظاهرة حرائق الغابات تواجه الجزائر حرائق هائلة فى فى عدة ولايات على مستوى العديد من الغابات ،حيث تم تسجيل 31 حريق غابة عبر 14 ولاية، بحسب مصلحة الحماية المدنية ، مما يجعلها فى امر صعب مع زيادة وتيرة اشتعال الحرائق في العديد من الولايات المختلفة، وأشارت الحماية المدنية الجزائرية خلال الساعات الماضية إلى ارتفاع عدد حرائق الغابات إلى 99 حريقا عبر 16 ولاية، وسجل في ولاية تيزي وزو 25 حريقا، و14 بالطارف، و12 حريقا بجيجل ومثلها في بجاية، كما سجلت 9 حرائق بسكيكدة، و4 في بومرداس، و3 في كل من مدن المدية والبليدة وسطيف وعنابة.
ومع استمرار وتيرة الحرائق المنتشرة تم إندلاع إلى 155 حريقا فى تونس خلال الايام الاخيرة ، مما أسفر عن خسائر مادية كبيرة، في وقت لم تستبعد السلطات أن تكون الحرائق بفعل فاعل.
واندلعت الحرائق في مرتفعات تونس وغاباتها في شمال البلاد ووسطها، مما أدى إلى تدمير حظائر إيواء المواشي وحفظ العلف وبيوت النحل ومئات الأشجار،وتسللت النيران إلى بعض منازل السكان في أرياف محافظات بنزرت وجندوبة والكاف، مما أدى وقوع انفجارات بسبب وجود قوارير الغاز المنزلي، مما زاد من قوة النيران وأجبر عددا من السكان على إخلاء منازلهم، ولحسن الحظ، لم تسفر الحرائق عن سقوط ضحايا.
وقال الناطق باسم الحماية المدنية، معز بو تريعة أنه جرى إخماد النيران في 9 حرائق من إجمالي 12 اندلعت في غابات عين دراهم وحمام بورقيبة وغار الملح وعين سمام والطويرف في ولاية جندوبة، في أقصى شمال غرب تونس بمحاذاة الحدود مع الجزائر.
ولم تكتفى الحرائق على نطاق جغرافى بل امتدت الى القارة الأميركية الجنوبية على الاراضى البوليفيا حيث أتت حرائق الغابات هذا العام، على حوالي 150 ألف هكتار في مقاطعة سانت كروس في بوليفيا، قرب الحدود مع البرازيل وفقا لما ذكرته السلطات المحلية
وأفاد مسؤولون محليون بأن ارتفاع النيران زاد على 5 أمتار، فيما تجاوزن ارتفاع أعمدة الدخان 40 مترا، مشيرين إلى أن منطقة سان ماتياس هي الأكثر تضررا من الحرائق التي تهدد محمية طبيعية.